محطة زابوريجيا النووية .. ماذا يعني انقطاع الكهرباء عن أكبر مصدر للطاقة في أوكرانيا

أخبار العالم, السلايدر , Comments Disabled

محطة زابوريجيا النووية، انقطاع التيار الكهربائي في محطة زابوريجيا النووية وعودته مرة أخرى أثار عدة مخاوف كبيرة من تداعيات ذلك خاصة بعد تكراره تزامنا مع القصف والمعارك بالقرب من  المحطة التي تسيطر عليها القوات الروسية بجنوب أوكرانيا.

وقالت موسكو على تلجرام “بسبب انقطاع خط التوتر العالي (…) فقدت المحطة تغذيتها الخارجية بالكهرباء”، مشيرة إلى أنها تعمل على تحديد أسباب الانقطاع فيما تمّ تشغيل مولدات الطوارئ التي تعمل بالديزل لضمان استمرار عمل المحطة.

ولم يلبث أن أعلنت شركة الكهرباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينرجو) في بيان، أن التيار الكهربائي الخارجي عاد لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية بعد انقطاع قصير في أعقاب اندلاع حريق في منشأة للكهرباء في مدينة زابوريجيا.

وقالت الشركة إن يوكرينرجو أعادت خط نقل الكهرباء الذي يغذي محطة زابوريجيا للطاقة النووية.

كما أكدت أن المحطة تحولت إلى استقبال الكهرباء من شبكة الكهرباء الأوكرانية.

 

محطة زابوروجييه النووية

ويعد هذا المجمع المترامي الأطراف، الذي سيطرت عليه روسيا في الأشهر الأولى للحرب، مصدراً مهماً لتزويد أوكرانيا بالكهرباء، إذ تؤمن تلك المحطة التي تقع على الضفة الجنوبية لخزان ضخم على نهر دنيبرو، للبلاد أكثر من 20% من احتياجاتها الكهربائية.

ولطالما حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خطر انقطاع الكهرباء عنه، أو اقتراب القصف منه، ما يهدد بكارثة “نووية” قد لا تحمد عقباها.

محطة زابوروجييه للطاقة النووية

وتقع محطة زابوروجييه للطاقة النووية في إنيرهودار، أوكرانيا. تعتبر أكبر محطة نووية في أوروبا. تنتج المحطة ما يقرب من نصف كهرباء أوكرانيا المستمدة من الطاقة النووية ، وأكثر من خمس إجمالي الكهرباء المولدة في أوكرانيا.

وسيطرت القوات الروسية على المحطة في أوائل شهر آذار 2022 بعد أيام من بداية الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022.

محطة زابوريجيا النووية

محطة زابوريجيا النووية

كارثة تشيرنوبل

ويتخوف البعض من تكرار كارثة تشيرنوبل الحادثة النووية الإشعاعية الكارثية التي وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية. في يوم السبت 26 أبريل من عام 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية، وتعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم.

أسباب حادث تشيرنوبل

حدثت عندما كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي (1,2,3) بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار. كما ساهم عامل بنية المفاعل في الانفجار حيث أن التحكم في العملية النووية كان يتم بأعمدة من الجرافيت.

في حين أن رئيس الفريق انتبه إلى الخطر وحاول إغلاق المفاعل مما يجعل أعمدة الجرافيت تنزل في قلب المفاعل وتبطئ من سرعة التفاعل النووي وتخفض الحرارة، إلا أن هذه الطريقة جعلت الحرارة تزداد لوهلة قبل أن تشرع في الانخفاض. وبما أن المولد كان غير مستقر والدورة الحرارية مشوشة من آثار الاختبار، كان هذا هو العامل الذي أدى إلى اعوجاج أعمدة الجرافيت وعدم إمكانية إسقاطها في قلب المفاعل وجعل الحرارة ترتفع بشكل كبير وتشعل بعض الغازات المتسربة وتتسبب في الانفجار.

تداعيات أكبر كارثة نووية في العالم

نتج الخلل عن تراكم أخطاء بشرية وقلة خبرة مهندسين شبان قاموا بالمناوبة تلك الليلة. وأدى ذلك إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة في جمهورية أوكرانيا السوفيتية، كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية ماقيمته أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي. وقد لقي 36 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص. وتم اغلاق المفاعل نهائياً عام 2002.

وعقب الانفجار أعلنت السلطات في أوكرانيا أن منطقة تشرنوبل «منطقة منكوبة» والتي تشمل مدينة بربيات التي أنشأت عام 1970 لإقامة العاملين في المفاعل وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل. وبعد حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة لمنع تسرب الإشعاع الناجم عنه والذي أدى إلى وفاة عدد كبير في السنوات اللاحقة متأثرين بالإشعاع وخاصة أمراض سرطان الغدة الدرقية.

إلا أنه في الأعوام الأخيرة لوحظ تشقق في الغلاف الخرساني لذلك هناك دراسات لعمل غلاف جديد أكثر سماكة وأفضل عزلاً. وربما كان قيام الاتحاد السوفييتي بالإعلان عن حدوث هذا الانفجار على أراضيه، ثم طلب المعونة من دول العالم، أحد مظاهر التغيير في سياسة الدولة التي كانت تتزعم الكتلة الشيوعية ولا تكشف عن مثل تلك الأحداث فيها أبداً.

 


بحث

ADS

تابعنا

ADS