ثقوب في ثوب الديكتاتور.. خطايا أردوغان

أخبار العالم, السلايدر , Comments Disabled

•  منح عائلته مفاتيح الثروات في تركيا

• يدعي الفقر.. والوثائق تثبت أنه على قائمة أغنى 8 قادة حول العالم

• أقسم بالولاء للجمهورية وورث الحكم لصهره وزير المالية

من سلطنة عثمانية إلى مملكة يديرها الرئيس وزوجته وأولاده، تعامل رجب طيب إردوغان مع تركيا على أنها ملكية خاصة، منح نفسه الحق في تقسيم خيراتها على زوجته وأولاده وعائلته والمقربون منه دون أن يجد من يسأله: ثلث الثلاثة كام؟

بات خطاب رجب الحنجوري الذي لوح فيه للجماهير، وهو يهاجم فيه  الوساطة والمحسوبية بمثابة نكتة سخيفة لا تضحك الشعب التركي.

قال أردوغان “لن أقبل أن يأتي أحد ليقول لي هذا من أقاربي وذلك من معارفي، لا يغضب مني أحد إذا استخدمت الوجه الآخر معه في هذا الأمر”، المفارقة أن عائلة الرئيس هي من سيطرت على مفاصل الاقتصاد فدي البل، وتقلد أفرادها  مناصب كبيرة، وحظي الآخرون على مختلف تسهيلات من أجل تكوين ثروات ضخمة، في الوقت الذي يعيش فيه الشعب حياة قاسية.

في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وبالتحديد عام 1993، خلال حملته الانتخابية لرئاسة بلدية إسطنبول ممثلًا عن حزب الرفاة، قال إردوغان خلال مؤتمر جماهيري: “هذا الخاتم هو كل ثروتي. أنا مستعد لخدمة إسطنبول”، مشيرًا إلى خاتم الزفاف الخاص به. ومع بداية إردوغان عمله رئيسًا لبلدية إسطنبول في عام 1994، كانت ثروته لا تتجاوز 5 آلاف و110 ليرات تركية.

في 2001، قدَّم إردوغان إقرار ذمة مالية لحزب العدالة والتنمية من أجل انتخابيه رئيسًا للحزب، الإقرار مكوّن من 8 بنود، ومدون بخط يد إردوغان، بتاريخ 10 سبتمبر 2001.

إقرار الذمة المالية

حسب إقرار الذمة المالية فإن إردوغان يمتلك قطعة أرض في منطقة بوللوجا على مساحة 376 مترا مربعا (بقيمة 40 ألف ليرة تركية)، وأرضا أخرى على مساحة ألفين متر مربع في بلدة جوناي صو التابعة لمدينة ريزا (بقيمة 10 آلاف ليرة تركية)، ونسبة 12% من أسهم شركة (95 ألف ليرة  تركية)، و12% من أسهم شركة ثانية (بقيمة 25 ألف ليرة تركية)، و12% من أسهم شركة ثالثة (بقيمة 12 ألف ليرة تركية)، ومبلغ 340 ألف دولار أمريكي، و174 جنيهًا ذهبيًا.

أورد مجوهرات مختلفة خاصة بزوجته أمينة إردوغان (بقيمة 7 آلاف و800 مليون ليرة تركية)، لكنه عاد ولم يذكر أي معلومات عن المجوهرات في إقرار ذمته المالية في انتخابات عام 2018، وسيارة باسم أمينة إردوغان موديل باسات 2000.

3 شركات للمنتجات الغذائية

أما الشركات التي أوضح إردوغان حصصه فيها، بحسب جريدة “سوزجو” التركية في تقرير عن ممتلكات وثروات إردوغان، فقد باع جميع حصصه في الشركات الثلاث (أمنيت للمواد الغذائية، وإحسان للمواد الغذائية، ويني دوغان للمواد الغذائية) التابعة لمجموعة “أوكار” القابضة للمواد الغذائية في عام 2005، بعدما تولى منصب رئاسة الوزراء. 

ولكن المفاجأة أنه باعها إلى شقيقه مصطفى مقابل 1.2 تريليون ليرة (1.2 مليون ليرة تركية حسب قيمة العملة الحالية)، بعد أن تعرض لانتقادات لاذعة من قبِل المعارضة بعد أن تولى رئاسة الوزراء.

ويكيليكس” تفضح رجب

بحسب جريدة “سوزجو” التركية فقد أوضحت أن الوثائق المسربة على موقع ويكيليكس، كشفت أن مسؤولا استخباراتيا تركيا سابقا يدعى “كاشف كوزين أوغلو”، اعتقل ومات داخل سجن سيليفري في تركيا، بعد أن فضح أن إردوغان يمتلك 8 حسابات بنكية مختلفة في بنوك سويسرية، مشيرًا إلى أنها تضم مبالغ مالية بلغت 800 مليون دولار أمريكي.

في تقرير لمجلة “Forbes” وضعت إردوغان في قائمة أغنى 8 قادة حول العالم، متقدمًا على ملكة إنجلترا، وأمير موناكو، وملك النرويج.

بالرغم من أن الانتقادات توجه لعائلة إردوغان بسبب ثروتها المتضخمة، وبالتحديد بلال إردوغان، إلا أن رجب قال في تصريحات له خلال مؤتمر جماهيري في عام 1994: “حتى اليوم لم أر أن أبا تعلم السرقة من ابنه. وإنما السرقة تنتقل من الأب للابن، وليس من الابن للأب… لذلك فإن كان هناك سرقة في إدارة البلاد، فإنها تنتقل من رأس السلطة إلى المسؤولين الأقل، ومنهم إلى الشعب”.

شهد مقطع الفيديو الخاص بكلمة إردوغان انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب فضح وقائع الفساد والرشوة في 17-25 ديسمبر 2013، التي تورط فيها عدد من الوزراء وأبنائهم، وشخصيات مقربة من عائلة إردوغان، وبالتحديد ظهر تسريب صوتي لمكالمة هاتفية يتحدث فيها إردوغان مع نجله بلال عن “تصفير” الأموال الموجودة في المنزل، ونقلها لخارج تركيا، كان التسريب الصوتي كاشفا عن كيفية تدريب إردوغان الأب لابنه على سرقة أموال الشعب.

تحويلات بملايين الدولارات 

فضّح رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو وجود تحويلات سرية من عائلة إردوغان، بمبالغ ضخمة إلى شركات وهمية في جزيرة “مان” للتهرب من الضرائب. 

وقدم كليتشدار أوغلو إيصالات تحويل لأفراد أسرة إردوغان وأقاربه، من بينهم مصطفى إردوغان، تبلغ قيمتها نحو 15 مليون دولار إلى شركة تدعى Bellway في جزيرة مان وذلك أثناء كلمته في اجتماع نواب الحزب في 28 نوفمبر 2017.

حسب القائمة والإيصالات البنكية التي كشف عنها كليتشدار أوغلو، فقد أرسل مصطفى إردوغان 2.5 مليون دولار أمريكي بتاريخ: 15 ديسمبر 2011؛ وأرسل 1.25 مليون دولار أيضًا بتاريخ: 26 ديسمبر 2011، بإجمالي 3.75 مليون دولار أمريكي.

ضمت القائمة تحويلات لزوج شقيقة إردوغان رجل الأعمال ضياء إيلجان بقيمة 3.75 مليون دولار أمريكي، وتحويلات لبوراك نجل إردوغان بقيمة 3.75 مليون دولار أمريكي، أيضًا. 

من بين التسريبات التي كشف عنها حزب الشعب الجمهوري الستار في 2017، أن اسم الشركة “Bumerz” متورط في عمليات تحويل الأموال الخاصة بأسرة إردوغان، وأن اسمها يتكون من “Bu” بوراك إردوغان، و”M” مصطفى إردوغان، و”ER” إردوغان، و”Z” ضياء إيلجان، حسب تصريحات نائب حزب الشعب الجمهوري في مدينة مانيسا أوزجور أوزيل.

ثروات بلال 

أما بلال إردوغان فيمتلك أسهمًا في عدد من شركات الإنشاءات والنقل البحري والملاحة بالشراكة من عمه مصطفى إردوغان وزوج عمته ضياء إيلجان، بالإضافة إلى صديق طفولة والده رجل الأعمال محمد جور، من بينها شركة “BMZ” التي تأسست في عام 2013 برأسمال 1 مليون ليرة تركية، وبيعت في عام 2014-2015 بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، لشركة أخرى أذربيجانية، يمتلكون فيها أسهمًا بشكل سري. فضلًا عن شركة بترول بالشراكة مع زوج شقيقته وزير المالية والخزانة بيرات آلبيراق.

حسب موقع “Turkishnews” الإخباري، في تقريره عن ثروة إردوغان بتاريخ يونيو 2018، فقد ذكرت جريدة “Muhalif” التركية أن جميع أبناء إردوغان لديهم استثمارات في العديد من القطاعات على رأسها المواد الغذائية ومنتجات التجميل. وذكرت جريدة “بيلد” الألمانية أن ثروة براق إردوغان تتجاوز 80 مليون دولار أمريكي.

بينما كشف موقع “Gerçek Gündem” التركي أيضًا أن إردوغان يمتلك سيارة خاصة به موديل 2011 من طراز أودي A8، حصل عليها في نوفمبر 2012، بقيمة 234 ألف ليرة تركية.

وفق إقرار الذمة المالية لإردوغان في الفترة الأخيرة، أوضح الموقع أن حسابات إردوغان في البنوك التركية كانت تضم 5 ملايين ليرة تركية فقط، حسب إقرار الذمة المالية المقدم في انتخابات 2014، بينما كشف إقرار الذمة المالية المقدم من أجل انتخابات يونيو 2018، أن حساباته في البنوك بلغت 10 ملايين ليرة تركية، بينما لم يذكر أي معلومات عن الفيلات التي اشتراها، أو عن مجوهرات زوجته أمينة، وإنما فضَّل الزعم بأنه مدان لصديق طفولته وشريك نجله بلال رجل أعمال يدعى “محمد جور” بمبلغ 2 مليون ليرة تركية.

الوريث المنتظر

الاسم الأبرز والأقرب لإردوغان في العائلة الفاسدة، بيرات آلبيراق الذي انضم لحزب العدالة والتنمية، دخل البرلمان مرشحًا عن حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، للمرة الأولى في الدورة 25 للبرلمان التي استمرت من 23 يونيو 2015 إلى 17 نوفمبر 2015، ثم ترشح مرة أخرى في الدورة التالية التي استمرت من 17 نوفمبر 2015 إلى 24 يونيو 2015، وأخيرًا ترشح للمرة الثالثة والأخيرة في الدورة 25 للبرلمان التي بدأت في 24 يونيو 2018 وتستمر حتى الآن.

هو زوج إسراء ابنة إردوغان، وله العديد من الشركات الخاصة والاستثمارات في قطاعات الطاقة والإنشاءات. صعد سلم المناصب داخل حزب العدالة والتنمية بسرعة كبيرة ليحصل على عضوية اللجنة المركزية للقرار والإدارة، وتولى حقيبة وزارة البترول والموارد الطبيعية فترتين متتاليتين من نوفمبر 2015 وحتى يوليو 2018، بعدها عينه إردوغان أمينًا على (بيت المال) من خلال منصب وزارة الخزانة والمالية المستمر فيها حتى الآن رغم الأداء الاقتصادي المنهار. كما ذكرت بعض الصحف التركية أن إردوغان يثق فيه ثقة تامة، حتى إنه يراه خليفة له في رئاسة حزب العدالة والتنمية ورئاسة الجمهورية.

هيمنة الزوجة

من طالبة فاشلة إلى السيدة الأولى في تركيا، دائمًا ما تثير أمينة إردوغان الجدل بسبب مشترياتها وتسوقها من أغلى الماركات والعلامات التجارية العالمية. 

تؤدي أدوارا متعددة للرئيس التركي، وتتصل بشكل مباشر بالدوائر العسكرية والاستخباراتية لحماية زوجها، خاصة في ظل تنامي المعارضة بسبب الظروف الاقتصادية، بالإضافة إلى الأزمات الدولية التي تواجهها أنقرة من وقت لآخر.

نفوذ زوجة إردوغان لا يقف عند هذا الحد، وما يؤكد تواصلها مع الدوائر العسكرية زواج ابنتها سمية من المهندس سلجوق بيرقدار أحد المهندسين العاملين في مجال صناعة الطائرات دون طيار لأغراض التجسس، فضلا عن دعمها السياسي لوضعها كمستشار لحزب العدالة والتنمية للسياسات الخارجية، بالإضافة لدعم الأم الذي لا ينقطع، ما جعل ابنتها نائب رئيس جمعية النساء والديمقراطية المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة.

من المعروف عنها تدخلها الدائم من أجل الوساطة لأقاربها. كان أبرز تدخلاتها للوساطة في انتخابات غرفة التجارة بأنقرة، حيث وقفت في وجه عثمان جوكتشاك نجل رئيس بلدية أنقرة مليح جوكتشاك، وجعلته ينسحب من الترشح، حتى يفوز أحد أقاربها يدعى جورسال باران. 

أدهم سنجاق أحد أقارب سيدة تركيا الأولى أمينة إردوغان، رجل أعمال ينحدر من مدينة سعيرات، مسقط رأس أمينة إردوغان. أحد أباطرة الإعلام والصحف التركية، يمتلك مجموعة ضخمة من الأذرع الإعلامية. 

سنجاق لمع اسمه عبر الدخول في مجال صناعة الإعلام، وتذكر صحيفة يني تشاغ أن سنجاق اشترى صحيفة ستار وتلفزيون 24، قبل أن يستحوذ على حصص مجموعة إس ميديا جروب، التي تضم صحف جونيش، وأكشام، وتلفزيون سكاي 360، بمساعدة صندوق الادخار والضمان الحكومي TMSF، الذي كان استحوذ على إدارتها من قبل، ليصبح لسان إردوغان الإعلامي كما تصفه جمهورييت، لكنه انسحب من المجال الإعلامي وتنازل عن المجموعة لصالح حسن يشيلداغ المقرب من إردوغان أيضا، في صفقة وصفت بأنها “تبادل الأدوار بين رجال الرئيس”.

ديسمبر عام 2014 حصل مصنع “بي إم سي” الذي يملكه سنجاق، على صفقة من المديرية العامة للأمن، من أجل تصنيع 151 عربة مدرعة، لفض التجمعات، تدعى “توما”، حيث استطاع الرجل مضاعفة ثروته، في صفقة بلغت 200 مليون ليرة، حسب ما نشرته وكالة سمانيولو.

في عام 2018 أصدر إردوغان قرارا رئاسيا بخصخصة مصنع “تانك باليت” للمدرعات إلى سنجاق بالأمر المباشر أيضا، حسب ما أفاد تقرير صحيفة أكتيف هابير في يناير 2019. وعلقت المعارضة على لسان رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، بقوله: “كان هذا المصنع ينتج مدافع الهاوتزر، وإذا تم إنشاء مصنع جديد سيتكلف 20 مليار دولار فقط، ومع ذلك تم بيعه”.


بحث

ADS

تابعنا

ADS