يسن الشرب من ماء زمزم بعد الطواف وصلاة الركعتين عند المقام اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم كما روى البخارى ومسلم فقد شرب وقال “إنها مباركة ،إنها طعام طعم وشفاء سقم ” فهل يجوز التطهر به فى الوضوء أو الغسل وهل تذهب قداسته إذا نقل إلى بلد آخر غير مكة؟
يجيب فضيلة الشيخ
عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقا فيقول:
روى الطبرانى وابن حيان أنه صلى الله عليه وسلم قال (خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم ).. أى من شرب منها أحس بالشبع إذا كان جائعا وفيها شفاء من المرض .
ويسن عند شربه نية
الشفاء وأى خير يريده الإنسان فى الدنيا والآخرة ففى الحديث ماء زمزم لما شرب له ،
وإن شربته مستعيذا أعاذك الله.
ويسن عند شربه التضلع
..أى الشبع والامتلاء من ماء زمزم وفى حديث رواه ابن ماجه والحاكم والدراقطنى (آية
ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم ) وكان ابن عباس يشرب ثلاثة
أنفاس ويستقبل القبلة ويحمد الله ويدعو : اللهم انى اسألك علما نافعا ورزقا واسعا
وشفاء من كل داء.
كما يسن من شرب ماء
زمزم أن يتذكر كيف أنقذ الله اسماعيل وأمه هاجر حين تركهما ــ بأمر الله ـــ
إبراهيم فى هذا الوادى الذى لا ماء فيه ولا انيس جزاء لها حين رضيت بقضاء الله
وآمنت أنه لا يضيعهما أبدا وفى ذلك عبرة وعظة أن من كان مع الله كان الله معه .
وفى فتاوى النووى المسماة بالمسائل المنثورة لا تكره الطهرة بماء زمزم عندنا ــ أى الشافعية ــ وبه قال العلماء كافة الا احمد ودليلنا فى رواية أنه لم يثبت فيه نهى وثبت عن النبى إنه قال الماء طهور لا ينجسه شيء، وأما ما يقال عن العباس من النهى عن الاغتسال بماء زمزم فليس بصحيح عنه وقداسة ماء زمزم هى فى الشرب عند أداء فريضة الحج فى المسجد الحرام أما بعد ذلك فهو ماء كسائر انواع المياه حيث لم يرد فى ذلك نص معتمد .