وقفت الفتاة الطالبة بعدما انتهت من الدرس الخصوصي، في انتظار وسيلة مواصلات أو ميكروباص، ولم تكن تعلم بأن هناك من يترقبها عن كثب، وما إن اقتربت منها سيارة ميكروباص يعرض عليها سائقها بتوصيلها، وتلاحظ لديها بأن السائق، قام بتغيير خط السير المعتاد، وانطلق بالسيارة تنهب عجلاتها الطريق نهبا.
ارتجقت أناملها، وتقطعت أنفاسها، وقبل أن تنطق بكلمة واحدة فوجئت بشخصين يقتحمان عليها الميكروباص ممسكا أحدهما بمطواة، وتوجهوا بها إلى إحدى المناطق المتطرفة بالجيزة، وأنه قد لسانها عن الكلام، وتملكتها حالة من الهلع، وعلت وجهها الدهشة عندما فوجئت بصديقتها بانتظارها، والتي اعتقدت بأنها طوق النجاة بالنسبة لها، ولم تكن تعلم بأنها الشيطانة التي نسجت خيوطها حولها وأرادت الانتقام منها لما تحمله بداخلها من حقد وغيرة غير مسبوقين.
لم يرحموا دموعها وتوسلاتها، بينما همت الصديقة الشيطانية بشل حركتها وتقييدها، ينطلق من عينيها بريق يشوبه غيظا وانتقاما، أثناء قيام الذئاب الثلاثة بتجريدها من ملابسها والاعتداء عليها وسط صرخاتها التي انطلقت من فمها كصرخات اليأس المصروع وأجهشت في بكاء مرير حتى تورمت عيناها حزنا لشدة ضعفها.
بينما تعلو وجه الصديقة ابتسامة تترقرق على شفتيها الكالحتين كما تترقرق الدمعة في العين المهمومة، وتركوها بعدما تناوبوا اغتصابها دون رحمة أو شفقة، وأخذت تصرخ صرخات مزقت أحشاء السكون من حولها ولم تعد ساقيها قادرتين على الوقوف أو السير، ومر العمر أمامها في لحظات حتى استعادت شيئا من قوتها، وتوجهت وبمصاحبة عائلتها إلى قسم الشرطة، وتم القبض على المتهمين الأربعة.
انطلقت كلمات ممثل النيابة ترج أرجاء قاعة محكمة جنايات الجيزة، حيث طالب بعدم الرحمة في الحكم على هذا الذئب وصديقيه، الذين لم يرأفوا بحال الفتاة التي قاموا باغتصابها وبمساعدة صديقتها الشيطانة فهم لا يستحقون الرأفة فحق عليهم أن يذوقوا وبال أمرهم وليكونوا عبرة لكل آثم.
بينما يقف المتهمون خلف القضبان، يراقبون بنظرات خوف وكأن المكان لم يعد يسعهم، وذهبوا بخيالهم إلى أخطر الاحتمالات لكنهم في كل مرة يحاولون طردها، .
وجاء حكم المستشار عبد الشافي السيد عثمان، رئيس المحكمة، عادلا وفاروقا يفرق بين الظلم والنور، حيث قضى، وبعضوية المستشارين، محمد رشدي أبو النجا، ومحمد ثروت عبدالخالق، وأمانة سر عماد شرف، وأشرف صلاح، بإعدام المتهم الأول، والسجن المؤبد لصديقيه، و5 سنوات لصديقة الفتاة المجني عليها.