قررت مطلقة لعب الشيطان برأسها أن تتخلص من عائلتها بوضع السم في الطعام ليقتل كل من يتناوله بعد أن سببت لهما فضيحة ومنعاها من الاتصال بعشيقها، لكن العناية الإلهية أنقذت الأب بعد أن شعر بأن مذاق الطعام مختلف، فرفض أن يأكل بعد أن تناول بعض اللقيمات الصغيرة، أما الأم ففارقت الحياة بعد تناولها الطعام.
وفي التفاصيل فقد تلقت مديرية أمن المنيا، بلاغا بوفاة “ع.ح”، 52 سنة وإصابة الزوج “خ.م”، 56 سنة، وبالانتقال والفحص وسؤال نجلتهما تبين أن الأب والأم تناولا طعاما مسموما.
تم تشكيل فريق بحث وتبين من تحريات الأولية أن وراء ارتكاب الواقعة هى نجلتهما التى كانت محتجزة داخل غرفة بالمنزل بمفردها، وأنها من قامت بوضع السم فى الطعام للتخلص منهما، تم ضبط المتهمة وبسؤالها فى البداية أنكرت ما نسب إليها، وتبين من التحريات أيضا وجود خلافات أسرية، تحرر عن الواقعة المحضر اللازم وتم إحالته إلى النيابة العامة التى باشرت التحقيق فى الواقعة.
وأمام المستشار تامر المرشدى وكيل النيابة بسمالوط، وتحت إشراف المستشار أسامة عبدالمنعم المحامى العام لنيابات شمال المنيا، اعترفت “ف .خ”، 17 سنة، ربة منزل، بارتكاب الواقعة، وأنها وضعت السم فى الطعام، خوفا على والديها من الفضيحة وحتى تعود إلى عشيقها، وتروى المتهمة للنيابة، قائلة إن البداية أننى تعرفت على شاب وأصبحت تربطنا ببعضنا علاقة جيدة، وخاصة أننى مطلقة، وعندما شعرت بأنه جاد فى هذه العلاقة طلبت منه أن يتقدم بطلب يدى من والدى وبالفعل ذهب إلى المنزل وطلب يدى ليتزوجنى، لكن والدى كان يرفض فى كل مرة بسبب أنه يعمل باليومية ودخله غير مناسب لإقامة أسرة.
وأضافت: تزوجت صغيرة وكان عمرى فى هذا الوقت لا يتجاوز 16 سنة، ونتج عن ذلك الزواج أننى أنجبت طفلة، لكن الخلافات بيننا كانت دائمة ومشاكلنا كثيرة، فقررنا الانفصال عن بعضنا البعض، لافتة أنه كان دائم الغيرة حتى تحولت إلى شك وعندما وجدت الأوضاع ساءت طلبت الانفصال، وبالفعل انفصلنا عن بعضنا ورجعت مرة أخرى إلى منزل والدى .
وتابعت: ما زلت صغيرة وأتمتع بقدر من الجمال وفى أحد الأيام تعرفت على شاب، وبدأنا نتبادل الرسائل والاتصالات حتى اعترف لى بحبه واعترفت له بحبى، فطلبت منه التقدم بطلب يدى وبالفعل ذهب ولكن طلبه قابله والدى بالرفض لأنه عامل بسيط، أما نحن أسرة كبيرة، شعرت فى هذه اللحظة بحالة يأس لكن تلك الحالة لم تمنعنى من الاستمرار فى التواصل معه ومحادثته بين الحين والآخر رغم كل ما فعلته الأسرة معى، فخرجت من المنزل وأخذته إلى القاهرة وقضيتنا بعض الوقت لكنه قام بالاتصال بأسرتى وأعادونى إلى المنزل مرة أخرى لكن بمعاملة سيئة واحتجازى داخل حجرة منفردة، كانت نظراتهم وكلماتهم لى مثل السكين التى تذبحنى فى اليوم آلاف المرات، لكن ما أفزعنى هو ما قاله والدى لى “يا بنتى أنا لو موتك يبقى غصب عنى”، علقت تلك الكلمة فى رأسى، خاصة أننى كنت اسمع الضغط الشديد على أبى من أجل قتلى، فى تلك اللحظة قررت التخلص من أبى وأمى حتى يستريحا من العار الذى لحق بهما.
وأضافت المتهمة: أثناء سيرى فى المنزل وجدت مبيدًا حشريًا، وكأن الشيطان يفكر بديلاً عنى، على الفور أمسكت بالمبيد الحشرة وأسرعت ووضعته فى مكان بعيد عن الأنظار، وقررت ساعتها العودة إلى حبيبى بعد التخلص منهما.
وأشارت إلى أنها انتهزت فرصة خروج والدتها من المطبخ أثناء إعداد الطعام وأسرعت فوضعت السم فى الطعام بعد التأكد من صلاحيته، وبالفعل كل شىء سار كما ينبغى تم وضع الطعام وتناولت أمى الطعام، لكن والدى شعر بأن مذاقه متغير فرض استكمال الأكل بعد تناول بعض لقيمات صغيرة فأنقذته العناية الإلهية، وتم نقلهما إلى المستشفى لكن والدتى كانت قد فارقت الحياة، أما والدى خضع للملاحظة الطبية ونجى منها.
ومن ناحيتها قررت النيابة تجديد حبس المتهمة 15 يومًا على ذمة التحقيقات وتوجيه تهمة القتل العمد لوالدتها والشروع فى قتل والدها، وانتداب الطب الشرعى لتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها.