واقعة سيدة القطار والمجند، شغلت الرأي العام المصري على مدار يومين ماضيين، لكنها فوق كل هذا قدمت نموذجا مشرفا للمرأة المصرية وقدمت نموذجا منضبطا لمجند الجيش المصري.. عطاء وأمومة ومحبة من السيدة وثبات انفعالي وتأدب واستجابة من المجند البسيط، حفاظا على بدلته العسكرية، لذا يترقب الجميع كل جديد في هذا الشأن بحثا عن العبرة والاعتبار من موقف سجلته الأقلام، بل خرج فيه بيان رسمي من القوات المسلحة، تثمن فيه دور السيدة وتشكر مبادرتها.
وزارة النقل بدورها اتخذت إجراءات عقابية ضد مشرف القطار والكمساري، وهو ما لاقى قبولا من أوساط عدة، بعد تجاوزهما تجاه المجند بسبب أمر بسيط، لكن في تصريح جديد من كمسري قطار “المنصورة/القاهرة” الذي تجاوز في حق أحد أفراد القوات المسلحة من ركاب القطار، أوضح الرجل سبب تعامله بهذا الشكل مع المجند وهو ما اعتبره هو نفسه ليس مبررا لما فعله.
كمساري القطار اعتذر عن ما بدر منه وتم تداوله في مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، مقدما اعتذارا شديدا أيضا لهيئات المؤسسة العسكرية، ووزير النقل، قائلا: “بقدم اعتذار كبير جدا واللي حصل عمره ما هيحصل تاني ودي غلطة كبيرة”.
وعن السبب الذي جعله يتصرف بهذا الشكل، قال الرجل، في الفيديو باعتباره متداول على المنصات “آسف وبعتذر لكل المؤسسات، كلي ندم وأسف، المجند ده ابن من أبنائي، وما حدث خارج عن إرادتي وضغط نتيجة العمل”، بينما عن العقوبة التي تلقاها قال الرجل “أنا مش حمل خصم جنيه واحد .. وديه غلطة ومش هتتكرر”.
وكانت واقعة القطار رقم 948 المتجه من المنصورة/ القاهرة، يوم 9 سبتمبر الجاري، جرى تداولها عبر فيديو ملأ مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي ترتب عليه إصدار وزارة النقل، بياناً إعلامياً بشأن الفيديو المتداول وتم إيقاف مرتكبي الواقعة عن العمل، وإحالتهم للتحقيق الفوري، حيث اعتذر المهندس كامل الوزير، وزير النقل، وجميع العاملين في الوزارة، عن قيام كمسارية القطار بالتجاوز في حق أحد ركاب القطار، كما أكدت احترامها واحترام كل العاملين في السكة الحديد لجمهور الركاب بوجه عام وكل أفراد القوات المسلحة الباسلة والشرطة على وجه الخصوص.
وعلى الجانب الآخر، وفي بيان رسمي، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة احترامها لكافة مؤسسات الدولة، وأن جميع أفرادها يتحلون بالانضباط الذي هو من التقاليد الأصيلة للمؤسسة العسكرية، وأن جنودها هم عصب القوات المسلحة على مر العصور وهم حماة الوطن الذي نعيش فيه، نذروا أنفسهم فداءً لوطنهم وشعب مصر العظيم.
وأكدت القوات المسلحة أنه “نقدر الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل وزارة النقل، ضد الواقعة التي لا تنم إلا عن سلوك فردي خاطئ لأحد العاملين، كما توجهت القيادة العامة للقوات المسلحة بخالص الشكر والتقدير للسيدة المصرية العظيمة التي شهدت الواقعة في القطار، وتمسكت بدفع ثمن تذكرة الركوب، مؤكدة أن ما فعلته هو تعبير عن أصالة المرأة المصرية التي تحمل في قلبها الكثير من العطاء والإنسانية والأمومة”.