في عام 1956، قام الممثل والمخرج “ديك بول” بإخراج فيلم تاريخى بإسم “الفاتح” تدور احداثه حول قصة حياة ملك المغول “جنكيز خان”، واختار لبطولة الفيلم الممثل المرشح للأوسكار آنذاك “جون واين”، و النجمة “سوزان هيوارد”. وقرر تصوير الفيلم فى منطقة صحراوية نائية تتناسب مع أحداث قصة حياة جنكيز خان، وفترة حكمه للمغول.
ووقع الاختيار علي منطقة سانت جورج فى ولاية يوتاة الأمريكية. و كانت هذا المنطقة تبعد عن قاعدة “نيفادا” العسكرية أقل من 220 كيلو مترًا فقط، وكانت تلك القاعدة تختبر وقتها أول تجربة نووية تحمل اسم (أب شوت نوثول)، وكان الهواء والرياح فى تلك المنطقة وحولها مشبعًا بتلك الأشعاعات النووية الصادرة من التجربة.
و تم تصوير الفيلم بشكل طبيعى على مدار أشهر، وعرض فى صالات السينما عام 1956. ولكنه فشل الفيلم نقديا وجماهريا ، وحصد لقب أسوأ فيلم فى تاريخ هوليوود. و ليس هذا فحسب، فقد بدأ بعدها بفترة ظهور شكاوي من جميع العاملين بالفيلم من أوجاع متعددة فى كامل أجسادهم. و بعد 7 أعوام من تصوير الفيلم، اكتشف أن 91% من العاملين بالفيلم أصيبوا بالسرطان، و أجمعت نتيجة الفحوصات أن إصابتهم جاءت بسبب استنشاق الهواء المحمل بتلك الإشعاعات النووية.
وكان أول المصابين هو المخرج “ديك بول” ، الذى توفى بسبب السرطان ، و بعده الممثل “بيدرو أرميندايرز”، الذى أصيب بالسرطان عام 1963، ولكنه لم يحتمل نهايته فقام بالانتحار فى نفس العام.
كما أصيب بطل الفيلم النجم “جون واين” بسرطان الرئة، ولكنه عاش به، ولكن بعدها اكتشف أنه أصيب بسرطان المعدة فتوفى به عام 1979 . و توفيت ايضا البطلة “سوزان هيوارد” بسرطان الرئة عام 1975، وكان آخر المتوفين بالسرطان من العاملين بالفيلم عام 1991.
ولم يقتصر الأمر فقط على طاقم العمل، بل اصاب كل من زار موقع التصوير فتوفى الأخ الأصغر لبطل الفيلم “جون واين”، بعدما زاره وقت التصوير بسرطان الجلد، وأصيب ابن البطلة بسرطان الفم، وأصيب منتج الفيلم بالاكتئاب بعد كل هذه الحوادث، ومات منعزلا عن الجميع.