حقًا، إنها ليلة سوداء لم ينم فيها الشعب والحكومة الإثيوبية، بسبب الكارثة المُدمرة، فهي ليس تظاهرات واشتباكات عنيفة، أو فيضانات وكوارث جارفة، وإنما هي كارثة ثالثة مدمرة غير متوقعة، حلت على رؤوس الإثيوبيين تهدد أمنهم الغذاني وتنذر بوقوع المجاعة، حكومة آبي أحمد فشلت منذ بدء الكارثة في حماية المواطنين والتصدي لها وتكبدت خسائر فادحة حتى الآن.
وتعرضت حكومة «المجرم الإثيوبي» كما تُلقب من الأبناء السُمر، لهزة عنيفة وحالة من الخوف والرعب بسبب كارثة انتشار الجراد الصحراوي المدمر لآف المحاصيل الزراعية التي تهدد عملية النهضة، وأعلن وزير الزراعة أن 5 مقاتلات دفاعية مازالت تُحلق بسماء إثيوبيا بعد انهيار وتحطم طائرتين من أكبر الطائرات الدفاعية الكيميائية في البلاد بالإضافة إلى المركبات والقوى العاملة، وتسعى الحكومة حاليًا لاستيراد 5 طائرات رش كيميائية أخرى ومن الممكن دخولها البلاد الأربعاء المقبل، للمساعدة في حماية أسراب الجراد.
وفي اعتراف صريح، كشفت الحكومة متمثلة في وزير الزراعة عن عدم قدرتها على حماية البلاد من أسراب الجراد التي لم تتوقف رغم هطول الأمطار الغزيرة، وأن وجود الأوراق والمحاصيل الخضراء خلق بيئة مواتية، وإن أسراب الجراد الواردة من من اليمن وأرض الصومال تشكل تهديدًا كبيرًا لإثيوبيا.
وفي تصريح كارثي، تفوه به الوزير المعني بقوله إن التركيز ينصب على بناء القدرة الداخلية للبلاد لحل المشكلة بطريقة مستدامة، وذلك فتعمل منظمة التنمية «إيغاد» مع مركز مكافحة الجراد في شرق إفريقيا، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمات دولية مختلفة للسيطرة على أسراب الجراد.
ومن جانبهم، عبر مزارعو وريدا إحدى المناطق المتضررة من أسراب الجراد عن استيائهم من عدم قدرة حكومتهم في السيطرة على الكارثة، وأكدوا أن أسراب الجراد دمر محاصلينا بالكامل «الذرة والطماطم والفواكه والبازلاء».
ولسان حالهم نحن الآن قلقون من تدمير الأعلاف المُخزنة، وخاصة أن محصول الذرة الرفيعة الغذاء الأول والرئيسي لسكان إثيوبيا وقام الجراد بالتعدي عليه وإتلاف آلاف الأفدنة منه، ورغم ما قامت به الحكومة الفيدرالية لإطلاق رش كيميائي نفاث، إلا أن هذه الجهود لم تنجح.