كشف الكاتب الكبير جليل البندارى فى مجلة فن عام 1960 عن علاقة الملك فاروق بالممطرب فريد الأطرش الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده قبل 110 أعوام من اليوم والذى أتى إلى مصر من جبل الدروز بلبنان مع شقيقته اسمهان وشقيقه فؤاد ووالدتهم علياء المنذر واستقروا بحى السكاكينى بالقاهرة وعمل فريد بمحل بلاتشى للملابس بالموسكى.
وكان فريد الاطرش الذي تحتفي به جوجل اليوم ينظر إلى الملك نظرة فى ندية وكان يقول اذا كان هو ملك فأنا أمير ابن أمير ، فوالده الامير فهد الاطرش أول رجل فى جيل الدروز يحمل شهادة جامعية من جامعة اسطنبول .
وكانت اولى حفلات فريد الاطرش عند سفح الهرم عام 1939 بعد نجاحه الكبير فى حفلات الاذاعة منذ عام 1934 والتى نقلتها الاذاعة رغم انه كان مازال مطربا صاعدا وكان هناك المطرب محمد عبد الوهاب الذى كان قد سبقه بسنوات وظهرت اعلانات الحفل بالصحف كما نشرت مجلة الراديو المصرى وكتب اعلان الحفل يقول :
تحت ضوء القمر عند سفح الهرم تحيى الاذاعة اللاسلكية المصرية حفلا كبيرا يغنى فيه الاستاذ فريد الاطرش مجموعة من الاغانى تجمع بين خلابة الموسيقى وعذب النغم وتحت بدر مكتمل ومع حضور ملك البلاد فاروق المعظم وغنى فريد اغنية “ياريتنى طير ” وهى الاغنية التى لحنها الملحن اللبنانى يحيى اللبابيدى وفى الوصلة الثانية غنى اغنية (بعد منتصف الليل تعالى ) من الحانه وكلمات الشاعر اللبنانى يوسف بدروس .
وكانت اغنية “بعد نص الليل” هى عبارة عن مونولوج كان قد غناه فريد قبل هذا الحفل وأثار زوبعة بين النقاد والصحفيين ونتج عنها مثول الشاعر يوسف بيدروس امام الرقابة على المصنفات الفنية فى مصر لمواجهته بتهمة تقديم عمل يضمكلمات تخدش الحياء العام والخروج على الاداب العامة وازدراء الدين والتقاليد .
وبالرغم من ان المونولوج كان قيد التحقيق الا عناد فريد الاطرش جعله يقدم نفس المونولوج فى حفل الملك عند سفح الهرم والذى نقلته الاذاعة واعجب الملك بالمونولوج وكانت النتيجة ان صمتت جميع الاصوات المهاجمه للمونولوج ومؤلفه وملحنه واحتل المونولوج مكانة فى تاريخ الغناء العربى .
الا ان الوفاق بين الملك والمطرب لم يدم طويلا بسبب الزوجة الثانية للملك فعندما كانت ناريمان صادق طالبة بمدرسة الليسيه وكان فريد الاطرش صديقا لعائلتها فقد أحبها حبا شديدا وطالما حضرت ناريمان واسرتها حفلاته الغنائية بالاوبرا ، الا ان فاروق تزوج من ناريمان عام 1951 ولم ينس فاروق علاقة فريد بناريمان واسرتها وبعد الزواج ابعده عن معيته ولم يعد يشجع او يحضر حفلاته .