قررت نيابة أبوحماد، بإشراف المستشار محمد الجمل، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الشرقية، منذ قليل، إخلاء سبيل الأبن المُتهم بالتنمر والإساءة لوالدته لمُسنة، بعدما أنكرت والدته الاتهام الموجه له وبرءته من تهم التنمر والإساءة لها.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولوا مقطع فيديو أظهر سيدة مُسنة تزحف على درج سلم منزل، وأظهر المقطع صوت شاب يوجه عبارات تنمر واستهزاء للسيدة والتي تبين فيما بعد أنها والدته بقوله: أنت أم عاقة، ازحفي ياختي ازحفي، امسحي السلم بالجلابية، اللي هنغسلهالك، يعني أذي وخلاص، طالعة ليه أماني راحت لخالها، أنتي طالعة ليه ولا هتعملي لها إيه ازحفي.. ازحفي.
وتسبب مقطع الفيديو في حالة من التعاطف مع الأم المسنة المغلوبة على أمرها، كما تسبسب المقطع في حالة احتقان لما قام به الأبن من التنمر والأساءة للسيدة التي ربته وقامت على تربيته ورعاية أبناءه أثناء عمله باحدى الدول العربية
لأكثر من 10 سنوات، مُتسألين هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟.
وفور تدوال الفيديو وجهت وزارة التضامن الاجتماعي بسرعة تحرك فريق التدخل السريع المحلي بالمحاظة ومدير إدارة أبوحماد الاجتماعية، ومدير إدارة الدفاع الاجتماعي بالمديرية.
وبالفحص تبين أن مقطع الفيديو تم تصويره ووقعت أحداثه منذ عام بناحية كفر أبونجم التابع للعباسة بمركز أبوحماد، وأن سيدة المقطع المُصور من مواليد 1947 تدعى “فكرية” ولها من الأبناء خمسة “3 ذكور و2 أناث” محمد وسعيد ومحمود ومنى وهدى، وأن للسيدة معاش تتقاضاه عن زوجها المتوفي.
كما تبين أن الأم تعيش مع أبنها سعيد غنيم 53 عاما، وأن المقطع المُصور كان على سبيل الهزار والمزاح بين أبطاله والذي جرى وقائعه منذ عام، وبسبب خلافات بينهما على مقبرة لدفن الموتى قامت الأبنه منى
بنشر المقطع المُصور بحسب ما جاء في المحاضر رسمية.
وبعد رصد مقطع الفيديو من قبل رجال الشرطة تم ضبط الأبن وأصطحابه لمركز الشرطة للتحقيق معه عن وقائع محتواه، ما أثار حفيظة الأم المكلومة والتي ظلت قرابة الساعتين تبكي وتصرخ بصوتها الهافت بفعل كبر عمرها، وتقول “سيبوه معملش حاجة.. أبني حبيبي اللي بيرعاني.. ابني سعيد القايم على رعايتي بشكل طيب ومُرضي.. هو اللي ساعدني في تأدية مناسك الحج مرتين والعمرة 8 مرات.. أنا عاوزه يطلع دلوقتي.
وأتكأت الأم المُسنة على عدد من الأهل والجيران لتوصيلها لمركز الشرطة، وهناك وقفت على أمام المركز قبل أن يتم السماح لها بالدخول، ورددت منُشادتها باخلاء سبيله وأيدها في أقواله التي وقعت عليه ببصمة يدها بعض من أصطحبتهم معها، وأحدثت الأم الباكية الضعيفة حالة من التعاطف معها ممن حضروا معها التحقيق ببكاء بعضهم، وأثرت الأم على أثبات تنازلها عن أي اتهام موجه لأبنها، ورفضت مُساعدة التضامن الأجتماعي وأبدت عدم رغبتها في الانتقال إلى دار الرعاية.
تم تحرير محضر بالواقعة، وتم حجز الأبن للعرض على النيابة والتي قررت بعد فتح وأخذ أقوال الأم اخلاء سبيل ابنها من سرايا النيابة.