احتفى الفلسطينيون الأسبوع الماضي برجل أفريقي، يدعى شهيد ستكالا، زعم أنه جاء من جنوب أفريقيا إلى القدس سيرا على الأقدام، واستقبله رئيس الوزراء محمد اشتية في رام الله، وانهال عليه بكلمات الإطراء التي لم تدم طويلا بعد انتشار منشور مغاير للحقيقة التي زعمها الرجل . وحسبما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية، وفقا لموقع الحرة فإن رحلة ستكالا من مدينته في كيب تاون للقدس استغرقت عامين وشهرين، وسيستكملها بأداء الحج في مكة المكرمة.
ووفقا للقاء أجراه موقع إخباري مع الرحالة المزعوم فإن ستكالا سبق وأن زار القدس ست مرات، لكنه أراد هذه المرة أن تكون الزيارة سيرا على الأقدام حتى يحقق رؤية منامه بأنه يذهب إلى الحج سيرا على الأقدام ويصلي في الأقصى و”يسلم على الأنبياء”. وزعم الرجل (50 عاما) أنه لم يستخدم وسيلة مواصلات أثناء رحلته، وعبر زيمبابوي وزامبيا وتنزانيا وكينيا بتأشيرات مجانية، لكنه استقل مركبة لعبور حديقة حيوان وطنية في تنزانيا.
اختطفته جماعة في جبال سيناء، لثلاثة أسابيع، وادعى الرجل أنه حصل على تأشيرات عند عبوره إثيوبيا والسودان ومصر، حيث اختطفته جماعة في جبال سيناء، لثلاثة أسابيع، وبعدما أطلقوا سراحه، لم يستطيع العبور لفلسطين من قطاع غزة، فاتجه إلى خليج العقبة ومنه عبر الأردن ثم فلسطين. وأمام هذه الرحلة الخيالية، قال رئيس الوزراء لستكالا عند استقبال في مقر مجلس الوزراء برام الله: “أنت فعلت مثلما فعل الرسول محمد، حيث قدم من مكة للقدس في رحلة الإسراء، لكن أنت أتيت للقدس مشيا على الأقدام”.
وفي المقابل، فضح منشور على فيسبوك، الرجل الجنوب أفريقي، مؤكدا أنه “ليس سوى محتال مطلوب للعدالة في بلاده”. وذكر المنشور الذي كتبه الصحفي الجنوب أفريقي فيصل سيد أن شهيد ستكالا سرق أموالا كثيرة من ضحايا وعدهم بالحج والعمرة. وقال سيد إنه سبق وعرض “السلوك الإجرامي” لستكالا في برنامجه وكذلك فعلت العديد من وسائل الإعلام الأخرى.
وأضاف أن رحلته “المزيفة ما هي إلا هروب من جنوب أفريقيا ولجذب التعاطف مع طرق مبتكرة جديدة للسرقة”. فيما أكد سيد أن ستكالا “يخدع الإعلام والحكومة والجمهور في تلك المناطق”. وتابع “سوف ندعو السلطات الفلسطينية لترحيل هذا اللص إلى جنوب إفريقيا. هذا في الواقع أمر محرج عندما تدرك السلطات أنها سمحت لمحتال من جنوب إفريقيا أن يخدع رئيس وزراء فلسطين”. ويوجد على موقع يوتيوب العديد من الفيديوهات التي يعود تاريخها إلى عام 2017، وفيها يسرد ضحايا ستكالا كيف أنه خدعهم، وسرق أموالهم.