ما زالت أسرار فيروس كورونا تتوالى وذلك بعد مرور نحو عام على ظهور الوباء، وتكشف وثائق مسربة جزءًا مما تخفيه الصين بشأن الفيروس، وكيف أساءت التعامل مع المراحل الأولى لتفشي العدوى.
ووفقا لوثائق، حصلت عليها شبكة “سي إن إن” الأمريكية بشكل حصري، من داخل مقاطعة هوبي- حيث تم اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة- حاولت الصين إخفاء أعداد المصابين في بداية تفشي الوباء، لكنها لم تؤكد إذا ما كان ذلك بشكل متعمد وفقا لأوامر حكومية.
وفي مقاطعة هوبي، يشير تقرير معنون بـ”وثيقة داخلية.. يرجى الحفاظ على الداخلية” إلى اكتشاف نحو 5918 إصابة جديدة بكورونا في 10 فبراير الماضي، بينما أعلنت السلطات الصينية رسميا تسجيل 2478 حالة فقط، أي أقل من نصف الحالات المؤكدة.
وبحسب الشبكة الأمريكية، بدا أن النظام الصحي في الصين قلل من خطورة تفشي المرض، ولم يتم الكشف عن الأرقام الحقيقة بالكامل في ذلك الوقت.
وفي السابع من مارس الماضي، تكررت الواقعة، حيث تم اكتشاف 115 إصابة بفيروس كورونا مسجلة في المستندات، بينما أعلنت السلطات رسميا عن 83 حالة فقط.
وذكرت الوثائق أنه منذ بداية تفشي المرض في ديسمبر وحتى السابع من مارس، أبلغت السلطات الصحية في مقاطعة هوبي عن 86% فقط من عدد الإصابات بحسب الأرقام المسجلة الحقيقية.
وبشأن عدد الوفيات، تقول الشبكة الأمريكية، إنه في 17 فبراير، سجلت مقاطعة هوبي 196 حالة وفاة بفيروس كورونا، بينما أعلنت الحكومة عن 93 حالة فقط.
ودائما ما تنفي الصين إخفاء أي معلومات بشأن فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، بينما تتهمها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتعتيم على المعلومات الحقيقية.
وتشمل الوثائق المكونة من 117 صفحة فترات متقطعة بين أكتوبر 2019 وإبريل 2020، وتكشف كيفية تعامل السلطات الصينية مع الوباء في بداية ظهوره.
وتقول الشبكة الأمريكية إنها حصلت على المستندات عن طريق شخص رفض الكشف عن هويته، وعمل سابقا في نظام الرعاية الصحية بالصين.
وتظهر الوثائق كيف عمدت السلطات في مقاطعة هوبي على تقسيم الإصابات إلى مؤكدة ومشخصة سريريا، وحالات مشتبه بها، وكانت لا تبلغ إلا عن الحالات المؤكدة فقط في البداية.
علاوة على ذلك، تشير أعداد الوفيات في الوثائق إلى تناقض كبير، ففي شهر مارس أعنت مقاطعة هوبي عن 2،986 حالة وفاة، بينما تظهر التقارير المسربة 3،456 وفاة.
وبحسب الوثائق، فإن اختبارات فحص فيروس كورونا، كانت غير دقيقة منذ بداية تفشي الوباء، ما أدى تأخر الإبلاغ عن الحالات وتشخيصها لأسابيع طويلة.
وتشير إحدى الأوراق المؤرخة 10 يناير، عن اعتراف المسؤولون في هوبي أن مجموعات فحص “سارس” التي يتم استخدامها لتشخيص الوباء الجديد كانت غير فعالة، وكانت تعطي نتائج سلبية خاطئة بشكل منتظم.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن المعدل المرتفع للنتائج السلبية الخاطئة كشف عن سلسلة من المشاكل التي قد تستغرق الصين أسابيع لإصلاحها.
كما تظهر الوثائق أن مسؤولي الرعاية الصحية في هوبي لم يفهموا حجم الكارثة الوشيكة،ولم يتم الإبلاغ عن الوفيات بين صفوف العاملين بمراكز الرعاية الصحية في هوبي.
وأشارت الوثائق إلى وجود فجوة كبيرة بين التصريحات الرسمية للمسؤولين، والأرقام المسجلة في التقارير الداخلية، موضحة أن المسؤولون لم يتوقعوا أن يتحول المرض إلى جائحة.
وأكدت الشبكة الأمريكية أن الوثائق لا تقدم مؤشرا واضحا، على أن السلطات المركزية في الصين كانت على علم بالإجراءات التي تم اتخاذها في هوبي، أو مقدار المشاركة في المعلومات مع بكين.