فجأة وبدون مقدمات، ارتفعت أسعار الذهب وسط صدمة من الجميع، فمع التوقعات المؤكدة وحالة الاستقرار والهبوط التي شهدها المعدن الأصفر في الفترة الأخيرة، صعدت الأسعار في قفزة كارثية وكأنها زلزال، تنذر بموجة من أرتفاع الأسعار مجدداً بعد أن سيطر الأمل على الجميع في مواصلة الهبوط حتى يقترب ولو قليلاً من أسعار ما قبل انتشار جائحة كورونا.
وارتفع عيار ٢١ الذي يعد أكثر أنواع الذهب انتشاراً ليسجل ٨٠٤ جنيهات للجرام، في قفزة صادمة، أما عيار ١٨ فقد سجل ٦٨٨ جنيهاً للجرام، بينما ارتفع عيار ٢٤ ليبلغ نحو ٩١٨ جنيهاً، أما الجنيه الذهب بلغ سعره ٦٤٢٤ جنيهاً، ويوحع هذا لوصول أوقية الذهب عالمياً لحوالي ١٨٣٧ دولار، وقد شهد المعدن الأصفر ارتفاع في المعاملات الفورية، كما ارتفع في المعاملات الآجلة في أمريكا إلى ١٨٣٦ دولار.
وتشير التقارير إلى أن تخبط الإدارة الحاكمة للولايات المتحدة الأمريكية، كانت سبباً في تراجع قيمة الدولار هذا الأسبوع بشكل جعل سعر الذهب يرتفع، حيث أن العلاقة عكسية بين الدولار العملة الأكثر قوة في الاقتصاد العالمي، وبين الذهب الذي تتجه إليه العديد من الدول خاصة الصين ليكون مخزون استراتيجي، وكل هذه العوامل أدت إلى ارتفاع السعر.
ما جاء في هذه التقارير يؤكدها أيضاً، د. عبد المنعم السيد، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، والذي يؤكد أن السياسات الاقتصادية لأمريكا تلعب دوراً هاماً في تذبذب أسعار الذهب، تماشياً مع سعر الدولار وحالة التخبط التي تضربه هذه الفترة، ولكن يتوقع أنه بعد استلام الرئيس الجديد جو بايدن ستتحول الأمور للأفضل، خاصة وأنه ينوي تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين، والتي من شأنها أيضاً إحداث حالة من الهدوء والتوازن في الاقتصاد العالمي، وهذا العلاقات أفسدها ترامب خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية.
“يا فرحة ما تمت”.. بهذه الكلمات عبر محمود عبدالعزيز، موظف، عن حزنه من ارتفاع أسعار الذهب مجدداً، مؤكداً أنه تابع الأسعار وسط مخاوف من ارتفاعات جديدة في الأسعار تزيد من الموقف سوء، خاصة أن نجله مقبل على خطوبته ويحتاج إلى مصاريف لشراء الشبكة، وفي ظل هذه الأسعار سيكون الأمر في منتهى الصعوبة.
أما محمود عبدالغني، محامي، فيقول أن جائحة كورونا كانت كارثية على العالم كله من جميع النواحي، والأسعار المرتفعة لم تصيب الذهب فقط، ولكن أصابت سلع ومنتجات وأشياء أثرت على حياة المواطنين، معرباً عن تمنياته بأن يعود الذهب مجدداً إلى أسعاره الطبيعية.