«الإفتاء» للمصريين: صلوا في بيوتكم

أخبار مصر , Comments Disabled

دعت دار الإفتاء المصرية، المصريين الذين يخشون من أذي فيروس كورونا، للصلاة في منازلهم وعدم الذهاب للمساجد، مع تصاعد إصابات كورونا وانطلاق الموجة الثانية لفيروس كورونا، إذ أكدت الدار في فتوى جديدة لها، أنّ التغيب عن صلاة الجمعة جائز لمن يخشى أذى «فيروس كورونا»، وأنّ حفظ النفس من أهم المقاصد العليا في الشريعة الإسلامية، وسلامة الإنسان أعظم عند الله حرمة من البيت الحرام.

أوضحت الدار أنّ كل ما يسبب الضرر والأذى للنفس والغير هو من الأعذار المسقطة لفرض الجمعة في المسجد، مضيفا أنّه في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، واتجاه دول العالم إلى ضرورة التعايش مع ظروف هذا الوباء، إذا خاف الشخص الأذى والضرر بـ«فيروس كورونا المستجد» جراء الاختلاط بغيره في صلاة الجمعة، أو غلب على ظنه ذلك؛ فيرخص له بعدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها في البيت ظهرا.

حكم صلاة الجمعة في البيت

وأضافت دار الإفتاء في بيان لها، بشأن فتوى التغيب عن صلاة الجمعة وأدائها ظهرا في المنزل، أنّ الشريعة الإسلامية الغراء تمتاز بالتوازن بين مقاصدها الشرعية ومصالح الخلق المرعية، وفيها من المرونة ومراعاة الأحوال والتكيف مع الواقع ما يجعل أحكامها صالحة لكل زمان ومكان، وفي كل الظروف، وهذا يمكن المسلم من التعايش مع الوباء المعاصر مع الأخذ بأسباب الوقاية؛ دون أن يكون آثما بترك فريضة، أو ملاما على التقصير في حفظ نفسه وسلامتها.

ولفتت دار الإفتاء النظر إلى أنّ الإسلام إذ فرض الفرائض والشعائر والعبادات، فقد علمنا أنّها لم تأت للمشقة، بل لتزكية النفوس وتطهيرها؛ فقال تعالى «ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون»، وأناطها بالاستطاعة؛ فقال تعالى «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها»، وجاءت النصوص بأنّ حفظ النفس هو أهم المقاصد العليا التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، وأنّ سلامة الإنسان في نفسه وماله أعظم عند الله حرمة من البيت الحرام؛ فقال تعالى «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»، فإذا تعارضت سلامة الإنسان في نفسه مع واجب من الواجبات أو فريضة من الفرائض؛ قدمت سلامته، وروعيت صحته.

حكم التخلف عن أداء صلاة الجمعة

وتابعت: يجوز شرعا في هذا الصدد لمن خاف على نفسه العدوى من الفيروس أو غلب على ظنه عدم استطاعته أو غيره التزام إجراءات السلامة الوقائية؛ أن يتخلف عن أداء صلاة الجمعة؛ وذلك لأن خوف الإنسان على نفسه من وقوع الضرر -ولو ظنا- من الأعذار التي تبيح التخلف عن حضور الجمعة في المسجد؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر؛ لم تقبل منه تلك الصلاة التي صلاها» قالوا: ما عذره؟ قال: «خوف أو مرض»، (قال الإمام البيهقي: وما كان من الأعذار في معناهما فله حكمهما).

وأوضحت أنّ معنى العذر الوارد في الحديث واسع يشمل كل حائل عن الجمعة مما يتأذى به ويخشى عواقبه؛ ومنها: المرض، والخوف، والمطر، والبرد، وخوف ضياع المال، وغيرها من الأعذار التي بينها الفقهاء.

واستطردت الدار في تأصيل فتواها، أنّ كل ما يسبب الضرر والأذى للنفس والغير هو من الأعذار المسقطة لفرض الجمعة في المسجد، ونحن مأمورون بدفع الضرر والأذى؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»؛ فالضرر باعتباره مفسدة يجب رفعه وإزالته إذا وقع، كما يجب دفعه قبل وقوعه؛ فمن خاف على نفسه حصول الضرر بـ«فيروس كورونا المستجد» من الاختلاط بالآخرين إذا غلب على ظنه عدم تنفيذ الإجراءات الوقائية الكاملة بالصورة التي تضمن سلامته؛ فله ترك الجمعة في المسجد، ويصليها في البيت ظهرا، والإثم والحرج مرفوعان عنه حينئذ.


بحث

ADS

تابعنا

ADS