بسبب «عبدالناصر».. رجل حمل لقب «رئيس مصر ليومين فقط»

أخبار مصر, السلايدر , Comments Disabled

“لقد قررت أن أتنحى تماما عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي كأي مواطن آخر”، كان ذلك جزءا من نص خطاب التنحي للرئيس جمال عبد الناصر عام 1967 والذي تحل ذكراه اليوم.

الخطاب كان قبل 54 عاما، وفيه أعلن الزعيم جمال عبد الناصر تنحيه عن رئاسة مصر متحملا مسؤولية الهزيمة في حرب 1967، إلا أنه تراجع عنها في اليوم التالي بعد خروج ملايين الرافضين لتنحيه. هو يوم فارق في تاريخ مصر الحديث تحل ذكراه اليوم.

ولم يقتصر الرفض الشعبي لتنحيه على مصر وحدها، بل عم السودان ولبنان والعراق وليبيا وتونس والجزائر وسوريا والأردن، حتى الجاليات العربية في المهجر تظاهرت رفضا لقرار استقالة عبد الناصر.

وقال عبد الناصر في خطاب تنحيه “إن قوى الاستعمار تتصور أن جمال عبد الناصر هو عدوها، وأريد أن يكون واضحا أمامهم أنها الأمة العربية كلها وليس جمال عبد الناصر. والقوى المعادية لحركة القومية العربية تحاول تصويرها دائما بأنها إمبراطورية لعبد الناصر، وليس ذلك صحيحا لأن أمل الوحدة العربية بدأ قبل جمال عبد الناصر، وسوف يبقى بعد جمال عبد الناصر”.

خسائر الحرب

خسائر إسرائيل في الحرب قدرت بين 776 و983 جندي إلى جانب جرح 4517 جندي وأسر 15 جندي إسرائيلي. القتلى والجرحى والأسرى في جانب الدول العربية أكبر بكثير، إذ إن نحو 9800 إلى 15,000 جندي مصري قد قتلوا أو فقدوا، كما أسر 4338 جندي مصري. أما الخسائر الأردنية فهي نحو 6000 جندي قتلوا أو في عداد المفقودين كما أسر 533 جندي، ونحو 2500 جريح؛ أما في سوريا فقد سقط نحو 1000 جندي و367 أسير.

رئيس لمدة يومين

قال جمال عبدالناصر: “وتطبيقاً لنص المادة 110 من الدستور المؤقت الصادر في 1964 فلقد كلفت زميلي وصديقي وأخي زكريا محيي الدين بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية، وبعد هذا القرار فإنني أضع كل ما عندي تحت طلبه، وفي خدمة الظروف الخطيرة التي يجتازها شعبنا».

من هو زكريا محي الدين؟

زكريا محي الدين هو رئيس الجمهورية الذي تولي حكم مصر في ليلة 9 يونيو بعدما أسند عبدالناصر إليه الحكم ولكن الجماهير خرجت في مظاهرات تطالب ببقاء عبدالناصر في الحكم فقدم محيي الدين استقالته بعدها ليلتين ليكون بذلك أقصر رئيس جمهورية شهدته مصر حتى الآن.

وفي ليلة 9 يونيو رفض زكريا محي الدين رغم رسمية قراره رئيساً للجمهورية، وطالب عبدالناصر إعفاءه من المنصب، بسبب شدة المظاهرات التي انطلقت تحت هتاف واحد «ارفض ارفض يا زكريا عبدالناصر مية المية».

زكريا محيي الدين من أبرز أبطال ووجوه ثورة 23 يوليو

ويعد زكريا محيي الدين من أبرز أبطال ووجوه ثورة 23 يوليو فهو أحد أبرز الضباط الأحرار على الساحة السياسية في مصر منذ قيام ثورة يوليو 1952، وتولى رئاسة الوزراء وعين نائبا لرئيس الجمهورية، وكان أول رئيس للمخابرات العامة، بعد إنشاءه بقرار من عبدالناصر، وتولي منصب مدير المخابرات الحربية عامي 1952-1953، وعين وزير الداخلية في الحكومات التي شكلها الرئيس عبدالناصر، بجوار إدارة المخابرات العامة المصرية ومنصب نائب رئيس الجمهورية.

وكان زكريا محي الدين أول وزير داخلية في الجمهورية العربية المتحدة التي شكلت بعد وحدة مصر وسوريا في عام 1958. عرف عن زكريا محي الدين لدى الرأي العام المصري بالقبضة القوية والصارمة نظرا للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديراً لجهاز المخابرات العامة، وكان يتم الترويج له على أنه يميل للسياسة الليبرالية، كما كان رئيساً لرابطة الصداقة المصرية-اليونانية.

رحل زكريا محي الدين، عن عالمنا يوم 15 مايو 2012، عن عمر ناهز الـ 93 عامًا.


بحث

ADS

تابعنا

ADS