أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء يوم الجمعة، نسخة رفع عنها السرية من تقرير المخابرات الأمريكية عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في العام 2018.
تقرير جمال خاشقجي
وقال التقرير إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في 2018 وأمر بذلك على الأرجح.
وأشار التقرير إلى أن ولي العهد السعودي رأى في خاشقجي تهديدا للمملكة، ودعم العنف بشكل كبير.
وأكد تقرير المخابرات أن التقييم الأمريكي قام على سيطرة ولي العهد على صنع القرار والتورط المباشر لمستشار رئيسي ودعمه للعنف لإسكات المعارضين.
وأدرجت الوثيقة التي رفعت عنها السرية، 21 فردا، لدى المخابرات الأمريكية ثقة كبيرة في أنهم متورطون أو مسؤولون عن مقتل خاشقجي نيابة عن ولي العهد.
أمريكا والسعودية
وعلى جانب آخر أفادت وكالة “رويترز” مساء يوم الجمعة، بأن وزارة الخارجية الأمريكية ستراجع “كامل” العلاقة مع السعودية، بما في ذلك نوع القدرات التي ستقرر تقديمها للمملكة.
وقالت مصادر لوكالة “رويترز” إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تغير سياسة بيع الأسلحة لتقييد المشتريات السعودية إلى المعدات العسكرية الأمريكية “الدفاعية”.
وقالت أربعة مصادر مطلعة على تفكير الإدارة إن المسؤولين يعكفون على تقييم مجموعة المعدات العسكرية والتدريب المضمنة في المبيعات للسعوديين لتحديد ما يمكن اعتباره دفاعيا، وسيتم السماح بهذه الصفقات.
وقال أحد مساعدي الكونغرس المطلعين على القضية “يحاولون معرفة أين ترسم الخطوط الفاصلة بين الأسلحة الهجومية والأشياء الدفاعية”.
كما أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أنها تركز على إنهاء الصراع في اليمن مع ضمان إمتلاك السعودية كل ما تحتاجه للدفاع عن أراضيها وشعبها.
وأضاف أن بايدن تعهد بإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للحملة العسكرية ضد الحوثيين.
وصرح المصدر بأن الخارجية الأمريكية أبلغت الكونجرس أنها ستعلن إجراءات تم اتخاذها للرد عل مقتل الصحفي السعودي خاشقجي في الساعة 19.30 بتوقيت غرينتش.
وبعد وقف صفقات أسلحة بنصف مليار دولار مع السعودية بسبب القلق من سقوط قتلى في اليمن، قد تغير إدارة الرئيس جو بايدن السياسة الأمريكية ليس فقط لإلغاء الاتفاقات السابقة التي تثير مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، لكن لتقييد المبيعات العسكرية المستقبلية لتكون محصورة على الأسلحة “الدفاعية”.
الملك سلمان
وكان البيت الأبيض قد قال إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تطرقا خلاله لعدد من الملفات التي تهم الجانبين.
وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن “الزعيمان تطرقا إلى عدد من المواضيع الهامة في مقدمتها الأزمة اليمنية وموضوع الأمن في الشرق الأوسط، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وأضاف: “ناقش الجانبان الجهود التي تقودها الأمم المتحدة والولايات المتحدة لإحلال الأمن الإقليمي بما في ذلك الإنهاء السلمي للحرب في اليمن والتزام أمريكا بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد جماعات تساندها إيران”.
وقال البيت الأبيض إن بايدن أكد للعاهل السعودي على أهمية حقوق الإنسان وتعهد بجعل العلاقة بين البلدين أكثر قوة وشفافية، مشيرا إلى أنه “أكد على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لحقوق الإنسان وحكم القانون عالميا”.
من جهته، أكد العاهل السعودي حرص المملكة على الوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن وسعيها لتحقيق الأمن والنماء للشعب اليمني.