الإسراء والمعراج معجزة يرويها الشيخ محمد متولي الشعراوي مع الإعلامي أحمد فراج عام 1971

السلايدر, دين ودنيا, فيديو , Comments Disabled

تحل الليلة ذكرى ليلة الإسراء والمعراج، حيث بدأت من بعد مغرب اليوم وحتى فجر  غد الخميس.

الإسراء والمعراج

و تعد ليلة الإسراء والمعراج  من أعظم أيام المسلمين التي يحصدون خلالها ثوابا عظيما، يصعب تكراره في الأيام الطبيعية، الأمر الذي يدفع المسلمين كل عام إلى انتظار موعدها من أجل إحيائها.

 

وفي السطور التالي أسئلة وأجوبة مختارة من كتاب الداعية الكبير محمد متولي الشعراوي (المعجزة الكبرى -الإسراء والمعراج).

ليلة الإسراء والمعراج

س: ماهي دلالة النص القرآني في قوله تعالى(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)؟.

(ج):إن هذا النص القرآني هو عمدتنا في توثيق حدث الإسراء والمعراج, فهو قرآن أنزل وعلينا أن نؤمن به لأنه جاء من عند الله، وليس لعقولنا القاصرة أي دور في أن تبحث في هذا الحدث, لأنه حدث أخبرنا الله سبحانه وتعالى به, فمن واجبنا كمسلمين أن نسلم ونؤمن به ثم نعمل العقول بعد ذلك في دراسة أبعاد هذا الحدث ومفهوم هذا الحدث وأسراره ومعجزاته, أما البداية فتكون الإيمان بهذا النص القرآني وبأن الحدث قد وقع وأن الحدث منسوب إلى الله فهو سبحانه الذي أسرى بعبده والرسول صلى الله عليه وسلم سرى معه جبريل على البراق وليس له من الأمر شيء, لأن الله هو الذي قدر هذا الحدث وهو الذي أجراه وسبحان الله كيف استهل الحق سبحانه وتعالى قصة الإسراء والمعراج بكلمة سبحان وكلمة سبحان أول ما تقع على الذهن تعطي الإنسان طاقة قوية تبعد عنه كل شبهة المقارنة مع قانون مادة الأرضية الإنسانية وبين قانون الله سبحانه وتعالى “وإن معنى {سبحان الله} إن الله سبحانه وتعالى منزه في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله.. فإذا صدر فعل.. قال الله سبحانه وتعالى أنه صدر منه.. إذاً.. فيجب أن أنزهه أنا عن قوانين البشرية.. وألا أخضع فعل الله سبحانه وتعالى إلى قانون فعلي.

https://youtu.be/nUBI3kHMDbk

ومادام الله سبحانه وتعالى قد فعل هذا الأمر فلماذا نستعجب على سيدنا محمد أن يروي قصة الإسراء وهو لم يدعي أنه هو الذي سرى وإنما جاءتنا الآية القرآنية {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً}.. فالأمر منسوب إلى قوة الله وقدرته عز وجل أفنستغرب بعد ذلك؟!. سيدنا محمد لم يقل أنا سريت حتى نرد سيدنا محمد إلى قانون الفعل الإنساني وكما قالت قريش: أنضرب إليها أكباد الإبل شهراً وتقول وتدعي أنك أتيتها في ليلة، إنه لم يقل أتيتها بقدرتي أنا ولكنه الله سبحانه وتعالى الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.. وإذاً فالرسول صلى الله عليه وسلم محمول على نطاق قوة أخرى جبارة لا حساب كيف عندها وإنما أمره عز وجل إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.

خواطر الشعراوي

س:هل كان الإسراء والمعراج رؤيا منامية , أم إسراء بالروح أم بالروح والجسد معاً؟

(ج):إن المسألة لم تكن حدثاً من محمد عليه الصلاة والسلام وصعدوا المسألة بالنسبة لله.. المنام لا يماري فيه, فلو أنني رأيت أنني قد ذهبت إلى لندن هذه الليلة فلن يناقشني أحد, لأن المسألة رؤيا, فإن كان موقف الكفار المعاندين من النبي صلي الله عليه وسلم ليقولوا له:( أتدعي أنك أتيتها في ليلة, ونحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً ؟ ) ليؤكد أنهم فهموا أنها لم تكن لا مناماً ولا روحاً وإنما كانت يقظة بروحه وجسمه معاً, ولا لما صدر هذا الاعتراض, فالكافرون تعنتهم أمام رسول الله صلي اللي عليه وسلم خدمونا خدمة كبيرة الآن, لأننا نقول لو أنها كانت رؤيا منامية لما ناقش فيها أحد, لأن قانون الرؤيا فوق قانون المادة اليقظية.

والإسراء والمعراج كانا بالجسد والروح معه واستدل العلماء على ذلك بقول القران:سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ [الإسراء:1]والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح والله تعالى أنزل عبدين من عباده من السماء إلى الأرض ورفع عبداً من عبيده من الأرض إلى السماء أنزل آدم وزوجه:

قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ [البقرة:38]..ورفع عيسى عليه السلام: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ[آل عمران:55]..فكيف نستكثر على رسول الله أن يعرج به مولاه ؟.

س: لماذا كان الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؟

(ج):لأن الكعبة كانت قد انطمرت كبيت من بيوت الله سبحانه وتعالى، ولم يعد لها هذا المظهر، وسميت بعد ذلك بيت العرب، وشحنت بالأصنام..هذا شيء.. أما بيت المقدس فله قدسيتة مع موسى وعيسى عليهما السلام..وأنبياء بني اسرائيل.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبعث لقومه فقط.. أي: لم يخص العرب فقط كما يريدون هم أن يقولوا.. .. بل قد جاء محمد صلى الله عليه وسلم عالمياً.. فإسراؤه من مكة إلى بيت المقدس كأنه أدخل بيت المقدس في مقدسات دينه.. وهذه العملية توضح بأن دينه مهيمن على كل البقع، وكل مقدسات البقع.. وكذلك أيضاً اتجهنا إليه أولاً.. فلا يأتي واحد ويقول: أنتم لكم دينكم ونحن لنا ديننا.. لا.. من الصحيح أن ديننا قد جاء في مكة.. ولكنه مهيمن على سائر الكتب.. ورسولنا صلى الله عليه وسلم مهيمن على مقدساتنا.. وهذه المقدسات كبيت المقدس داخلة أيضاً في مقدساتنا وأصبح بيت المقدس في مقدساتنا, لأنه صار منتهي مسرى النبي صلى الله عليه وسلم وبداية معراجه عليه الصلاة والسلام.

الصلاة بالأنبياء

س:ماهي دلالة صلاة النبي بالأنبياء إماماً؟

(ج): لها دليل ولها دلالة ,أما الدليل فهي أن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبوة بعد رسول الله ولا رسالة( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ).. أما الدلالة فهي وحدة الأنبياء في دعوتهم, فالكل جاء بالتوحيد الخالص من عند الله ، الأنبياء إخوة ودينهم واحد:(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)

س:ماهي دلالة الزمن في حادثة الإسراء ؟

(ج):إن حادثة الإسراء حادثة أرضية ومعنى أرضية:أولاً: إنه كان هناك أناس في بيت المقدس..ثانياً: وأناس ذهبوا إلى بيت المقدس..ثالثاً: وأناس رأوا بيت المقدس..رابعاً: وأناس يعرفون الطريق إلى بيت المقدس وهكذا بقيت المسألة هي الإعجاز في اختصار الزمن.. ولكن من الممكن أن يقام الدليل المادي على صدقه في هذا.. حين قالوا له:صف المسجد..؟.. فوصف المسجد.. إن طلبهم لوصف المسجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو شهادة منهم بأنهم يعلمون جيداً بأنه صلى الله عليه وسلم لم يذهب إلى هناك في رحلاته.. ولو كانت عندهم شبهة في أنه قد ذهب لما سألوه أي سؤال.. فمعنى طلبهم وصف المسجد أنهم متأكدون من عدم ذهابه إليه قبل ذلك.. فوصف لهم المسجد.. والذين يسمعونه قوم رأوا المسجد.. فقد وجدوا أن الوصف مطابق لما قال..بعد ذلك يأتي أحدهم ليقول: ربما كان هناك إنسان حاذق قد وصف المسجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. ورسول الله نقل وصف المسجد عنه.. ولكني أقول: لا.. وذلك لأن الأمر المادي أرتبط بتوقيت زمني يستحيل فيه أن يكون ذلك.. كيف؟؟ إن الطريق الذي يعود منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة حدثت فيه أحداث، والأحداث رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدث بها القوم.. ورأى جماعة ومعهم جمل وصفه كذا.. وتحدث لهم عن كذا وكذا.. وحين يقبلون عليكم اسألوهم عما حدث.. إذاً لقد وصف أشياء رآها في طريق العودة.. وبعد أيام يتربص القوم وينتظرون القوافل التي ستحضر، فيجدون كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما ذكرها في الطريق.. إذاً من الممكن أن يقام الدليل المادي الذي يقنع العقل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذهب إلى بيت المقدس وبذلك فقد أقام عليه الصلوات وأفضل التسليم.. أقام الدليل في المكان فوصفه، وفي الطريق فتكلم عن إمارات فيه لم توجد إلا في الوقت الذي مر فيه.. وما هذا إلا دليل على أنه صادق فيما قال.. وما دام صادقاً فيما قال.. فما هي إذاً مسألة الزمن هذه؟..

 

 


بحث

ADS

تابعنا

ADS