للإمام الكبير الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف محبة كبيرة في قلوب المصريين فهو الإمام الورع الزاهد والخادم للإنسانية فله الكثير من الحكايات عن التسامح الديني.
ويعتبر البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب أخا له فهما يخدمان الإنسانية حيث طاف الطيب العديد من البلدان لنشر السلام ونجح في ترسيخ مبدأ الأخوة الإنسانية لتظل شاهدة على مسيرة العطاء التي سلكها الإمام الطيب، وفي هذا المقال نكشف عن أسرار الإمام أحمد الطيب.
والإمام الطيب اسمه بالكامل أحمد محمد أحمد الطيب ولد في 6 يناير من عام 1946، وهو الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر (الإمام الثامن والأربعون) منذ 19 مارس 2010، والرئيس السابق لجامعة الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة.
وترجم عددا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرا جامعيا في فرنسا، ولديه مؤلفات عديدة في الفقه والشريعة وفي التصوف الإسلامي.
وينتمي الطيب -وهو من محافظة الأقصر في صعيد مصر – إلى أسرة صوفية ويرأس أخوه محمد الطيب الطريقة الصوفية الخلوتية.
وشيخ الأزهر تعلم في الأزهر الشريف وحفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمرة والتحلق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة وتخرج منها 1969 وحصل على الدكتوراة عام 1977 في العقيدة والفلسفة، وقضى فترة من حياته في فرنسا وعمل أستاذ للعقيدة والفلسفة وترجم عدة مؤلفات من اللغة العربية للفرنسية، وحاضر في كبرى الجامعات الكبرى ليواصل عمله بالأزهر من أستاذ ومعلم ورئيس جامعة لمنصب شيخ الأزهر.
الإمام الطيب تحدث عن نفسه قائلا: تزوجت من ابنة عمى على طريقة الزواج فى جيلى، فجيلى لم يكن يعرف الحب، فكان الشاب يرى ابنة عمه ويهواها ويتزوجها، وقد تزوجت بهذه الطريقة وهو زواج والحمد لله أعتبره موفقًا، وأذكر أن والدى ربانى تربية قاسية ليس فيها حنان، وقد ربيت أولادى تربية فيها شىء من هذا، فلم يحدث أن قبّلت ابنى، لقد ربيت محمود وزينب على احترام الأب والأم، ولكنهما يجلسان معى ويناقشان أمورهما، ولم أحتج يوما أن أعاملهما بالضرب أو العنف مطلقًا.
إننى لم أقبِّل أولادى لأننى لم أقبَّل، وما أذكر أن أبى قبلنى أو أننى أكلت مرة واحدة مع والدى فى حياتى، ولم أجلس فى مستواه مرة فى حياتى، أنا لم أكل مع أولادى على طبلية ولو لمرة واحدة، إننى لا أجرؤ على أن أحمل طفلًا وأقبله بل إن الأطفال الصغار أخاف منهم، ونفسيتى تخاف منهم بعض الشىء، فقد تعودت بسمة ونادية حفيدتاى على الجلوس بجوارى.
وعن ماركة هاتف الإمام الطيب فقد أظهرت صورة له نوعية هاتفه حيث ما زال من الأجهزة المحمولة القديمة التي تحتوي على أزره للاتصال وليس هاتفا من النوع الحديث، وتبين ذلك أثناء لقائه طفلة فلسطينية كفيفة حيث ظهر الهاتف على مكتبه، خلال استقباله في مكتبه الطفلة الفلسطينية النابغة سجى سعيد خِلَّة، تلبية لرغبتها ورغبة أسرتها في لقائه، التي تبلغ نحو 11 عامًا، ورغم أنها كفيفة إلا أنها أتمت حفظ القرآن الكريم وهي في السابعة من عمرها.
وأوصى فضيلة الإمام الأكبر الطفلة الفلسطينية بمواصلة الاجتهاد والمثابرة في طلب العلم، مشيرا إلى أنها تمثل نموذجًا يحتذى به وصورة مشرفة لطلاب دولة فلسطين، ولا يتقاضى شيخ الأزهر راتبا عن منصبه كشيخ للأزهر الشريف، ويقول إنه يؤدي عمله في خدمة الإسلام، ولا يستحق عليه أجرا إلا من الله، كما تنازل عن الكثير من مخصصاته زهدا وتقشفا، وخصص الكثير من المعونات من الأزهر للمتضررين من السيول والنكبات، وبناء المستشفيات، وتعويض ضحايا الإرهاب، وقدم الكثير من رحلات الحج والعمرة لأقارب وذوي الضحايا.