يسأل كثيرون عن حكم الصلاة جالسا فأجاب الشيخ محمد فتحى العالم بالاوقاف وقال إنَّ الصلاة جالسًا تكونُ للمُضطرِّ فيجلسُ متربعًا على أليتيهِ، يكفُّ ساقيهِ إلى فخذيهِ ويسمَّى هذا الجلوسُ تربـُّعًا؛ لأنَّ السَّاقَ والفخذَ في اليمنى، والسَّاق والفخذَ في اليسرى كلُّها ظاهرة؛ لأنَّ الافتراشَ تختفي فيه الساق في الفخذ.
وأما التربع فتظهر كل الأعضاء الأربعة، والتربُّع سُنَّةٌ، فلو صلَّى مفترشًا فلا بأسَ، ولو صلَّى محتبيًا فلا بأسَ، وقد وردَ عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قولُها: “رأيتُ النّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يصلِّي متربعًا”.
ولأنَّ التربُّعَ في الغالب أكثرُ طمأنينةً وارتياحًا من الافتراش، والتربُّع أولى من الافتراش
للتَّفريق بين قعودِ القيامِ والقعودِ الذِي في محلَّهِ، لأنّه لو كانَ يفترشُ في حالِ القيامِ لم يكنْ هناكَ فرقٌ بينَ الجلوسِ في محلِّهِ وبين الجلوسِ الذي يكون بدل القيام، وإذا كان في حال الركوع قال بعضهم: “إنَّه يكون مفترشا”، والصحيح: إنَّه يكونُ متربعًا؛ لأنَّ الرَّاكعَ قائمٌ قد نصبَ ساقيهِ وفخذيهِ، وليسَ فيهِ إلَّا انحناءُ الظَّهرِ، فالمتربِّعُ يبقى متربِّـعَا ويركع وهو مُتربِّع.