ما حكم العادة السرية ” الاستمناء ” في نهار رمضان وهل تلزم منه الكفارة

دين ودنيا , Comments Disabled

ما حكم الاستمناء (فعل العادة السرية) في شهر رمضان خلال فترة الصيام بشكل متعمد وما هي كفارته، وهل فعلا لا يجوز للمسلم صيام رمضان المقبل بدون قضاء ما عليه من كفارات وقضاء؟ وشكراً.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاستمناءُ أو ما تسميه بالعادةِ السرية فضلاً عن كونه محرماً وقد بينّا تحريمه مراراً، فهو مُفسدٌ للصوم إذا خرجَ المني بغيرِ خلافٍ بين العلماء، قال ابن قدامة في المغني: ولو استمنى بيده فقد فعل محرماً، ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل، فإن أنزل فسد صومه. انتهى .

وقال أيضاً: إذَا قَبَّلَ ( أي زوجته ) فَأَمْنَى فَيُفْطِرَ بِغَيْرِ خِلافٍ نَعْلَمُهُ. انتهى .

دليل التحريم

وقد أبدعَ العلامة العثيمين في الاستدلال لهذه المسألة، فقال في الشرح الممتع: إذا طلب خروج المني بأي وسيلة سواء بيده أو بالتدلك على الأرض أو ما أشبه ذلك حتى أنزل، فإنّ صومه يفسد بذلك، وهذا ما عليه الأئمة الأربعة رحمهم الله مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد، وأبى الظاهرية ذلك وقالوا: لا فطر بالاستمناء ولو أمنى، لعدم الدليل من القرآن والسنة على أنه يفطر بذلك، ولا يمكن أن نفسد عبادة عباد الله إلا بدليل من الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، ولكن عندي والله أعلم أنه يمكن أن يستدل على أنه مفطر من وجهين:

الوجه الأول النص: فإن في الحديث الصحيح أن الله سبحانه وتعالى قال في الصائم: يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، والاستمناء شهوة، وخروج المني شهوة، والدليل على أن المني يطلق عليه اسم شهوة قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم : وفي بضع أحدكم صدقة قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر ؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر. والذي يوضع هو المني .

الوجه الثاني: القياس، فنقول: جاءت السنة بفطر الصائم بالاستقاء إذا قاء، وبفطر المحتجم إذا احتجم وخرج منه الدم ، وكلا هذين يضعفان البدن .

أما خروج الطعام فواضحٌ أنه يضعف البدن؛ لأن المعدة تبقى خالية فيجوع الإنسان ويعطش سريعاً .

وأما خروج الدم فظاهر أيضاً أنه يضعف البدن، وخروج المني يحصل به ذلك فيفتر البدن بلا شك، ولهذا أمر بالاغتسال ليعود النشاط إلى البدن، فيكون هذا قياساً على الحجامة والقيء .

وعلى هذا نقول: إن المني إذا خرج بشهوة فهو مفطر للدليل والقياس . انتهى باختصار .

وبهذين الدليلين: قضاء الشهوة ، وإضعاف البدن ، استدل ابن تيمية على أن الاستمناء مفسد للصيام . انظر مجموع الفتاوى.

الكفارة

وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: الاستمناء في رمضان وغيره حرام، لا يجوز فعله ؛ لقوله تعالى :  والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ، وعلى من فعله في نهار رمضان وهو صائم أن يتوب إلى الله، وأن يقضي صيام ذلك اليوم الذي فعله فيه، ولا كفارة؛ لأن الكفارة إنما وردت في الجماع خاصة. انتهى.

رد الإفتاء

وفي ذات السياق أوضح الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء أن الاستمناء هو استدعاء خروج المني وهذا يحدث في اليقظة بعمد، وحدوثه في نهار رمضان يبطل الصوم لأنه قضاء شهوة.

https://www.facebook.com/watch/?v=245205154007625

وأوضح أمين الفتوى أن الفقهاء سموا الاستمناء أنه قضاء شهوة غير كاملة، وسموا العلاقة الزوجية قضاء شهوة كاملة، وقالوا إن قضاء الشهوة الكاملة الذي يكون بالعلاقة الزوجية يوجب القضاء والكفارة معَا، بحيث يصوم يوم قضاء عن اليوم الذي أفطر فيه، كما أنه يكون عليه صيام ستين يومًا كفارة عن هذا الفعل، فإن لم يستطيع فيطعم ستين مسكين.

 

ولفت “فخر” إلي أنه في حالة الاستمناء يكون على الشخص القضاء فقط، وهو صيام يوم عن عوضًا عن اليوم الذي أفطر فيه، موضحًا أن مسالة معرفة الإنسان من عدمه لجزاء هذا الفعل فمردها إلى الله سبحانه وتعالى.

 

وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء أن على الإنسان أن يسأل ويتحرى عن أحكام الصيام ومعرفة الأشياء التى تفسد وتبطله حتى لا يقع فيها، ويستعد لصيام شهر رمضان قبل دخوله.


بحث

ADS

تابعنا

ADS