رحل عن عالمنا مساء أمس الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس عن عمر ناهز 92 عاما بعد تاريخ طويل من النضال.
المجاهد النبيل حافظ سلامة هو أحد الرموز التاريخية للمقاومة الشعبية فى العالم وليس مصر المنطقة فقط، إذ كان له دورا بارزا فى حرب الاستنزاف، كما يعد أحد أعلام مدينة السويس، ومن أسباب صمودها لمدة ١٠٠ يوم كاملة ضد الثغرة التي أحدثها العدو الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر المجيدة.
عانى سلامة على مدار السنوات الماضية من آثار جلطة قديمة في الأذين الأيمن للقلب، وتسبب له في اضطراب ضربات القلب وعدم انتظامها، ولم يفلح البرنامج العلاجي المكثف ووضعه على جهاز تنفس صناعي خلال أزمته الصحية الأخيرة في الحفاظ على نسبة الأكسجين بالدم و إنعاش القلب.
ولد الشيخ حافظ سلامة بالسويس في 6 ديسمبر من عام 1925، وهو الابن الرابع لتاجر أقمشة ميسور الحال صاحب نزعة دينية محافظة انتقلت إلى نجله الذي درس الشريعة من كتاب الحي ثم التعليم الابتدائي الأزهري، بجانب سعيه الشخصي في تعلم العلوم الشرعية.
عمل حافظ واعظًا بالأزهر، وتدرج حتى تولى منصب مستشار شيخ الأزهر لشؤون المعاهد الأزهرية، وظل يمارس دوره حتى عام تقاعده في 1978، ولكنه لم يتخل عن العمل الخيري الذي انتسب إليه مبكرا، وشارك على مدار حياته في تدشين العديد من أكبر الجمعيات الخيرية بالسويس بجانب دوره السياسي والنضالي البارز .
رفضت عائلة سلامة الهجرة من الحرب مع الأهالي، وفضلت البقاء في السويس وكان عمره آنذاك 19 عاما، ولكنه نجح في تشكيل أول فرقة فدائية مهمتها الرئيسية مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية الرابضة على حدود المدينة، والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر.
لعب سلامة دورا هاما في عملية الشحن المعنوي بعد هزيمة 1967م والاستعداد لحرب عام 1973م، سواء للمدنيين أو الجنود على الجبهة، إذ كان ينظم قوافل تضم مجموعة من كبار الدعاة وعلماء الأزهر وأساتذة الجامعات في مصر بحسب شهادة اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني، الأمر الذي ساهم رفع الروح المعنوية للجنود على الجبهة.
شارك حافظ في الدعاية للعديد من الثورات العربية، واعتصم بميدان التحرير في ثورة يناير لإجبار نظام مبارك على الرحيل.