الإفتاء تكشف رأي الشريعة الإسلامية في عمل «السبوع» للطفل

دين ودنيا , Comments Disabled حكم تصوير الأفعال الفاضحة ، دار الإفتاء

ورد سؤال الي دار الافتاء يقول فيه صاحبه :هل عمل الإسبوع للمولود وتوزيع الهدايا حرام ؟ وأجاب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن إظهار العبد فرحة بالنعمة التي أنعم الله تعالى عليه بها أمر محمود ومطلوب في الشريعة الإسلامية وسبب لزيادة النعمة، فهو مظهر من مظاهر الشكر؛ قال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 145].

ونعم الله على عباده كثيرة لا تعد ولا تحصى؛ قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: 18].

وأوضح علام أن من هذه النعم التي تستوجب الشكر نعمة (الولد) ويكون ذلك عن طريق عمل عقيقة عنه؛ قال العلامة ابن عابدين الحنفي في “رد المحتار على الدر المختار” (6/ 626، ط. دار الفكر): [لأن ذلك جهة التقرب بالشكر على نعمة الولد] اهـ.

 

وأشار علام الي أن ما اعتاده الناس من الاجتماع عند قدوم مولود جديد وتقديم الهدايا وتناول الطعام والفواكه والحلوى ونحوها بما يسمى (يوم السبوع) هو إظهار للفرح بنعمة الله سبحانه وتعالى، ومن المقرر أن الله تعالى أوجب على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه، وقرن سبحانه وتعالى الذكر بالشكر في كتابه الكريم؛ حيث قال الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]، مع علو مكانة الذكر التي قال الله تعالى فيها: ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، وقد وعد الله تعالى بنجاة الشاكرين من المؤمنين وجزائهم خير الجزاء؛ حيث قال عز وجل: ﴿مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ﴾ [النساء: 147] ومن استطاع العقيقة فعلها في هذا اليوم أيضًا، ومن لم يستطعها إما يؤجلها وإما يكتفي بهذا القدر مما أقدره الله تعالى عليه من الشكر وإظهار الفرح ونشره.

وأكد علام أن ما يفعله الناس اليوم من الاحتفال بالسبوع وتوزيعهم على الضيوف والأطفال المكسرات والحلوى والفيشار والفواكه وغيرها من الهدايا.

فهذا كله إنما هو مظهر من مظاهر الابتهاج وإدخال الفرح والسرور والسعادة على الأهل والأحباب والجيران والأطفال الصغار، وليس في الشريعة الإسلامية ما يحرمه، وفعله يدخل في فعل الخيرات وإطعام الطعام، كما أنَّ بذل الهدية يورث المحبة، وإنما الواجب في هذه الحالة مراعاة الضوابط الشرعية، كعدم الإسراف، وألا يعتقد أنها سنة تحل محل العقيقة.

وختتم المفتي فتواه  بأن السنة عمل عقيقة عن المولود وتذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه ويتصدق بوزن شعره فضة، ويسن أن يذبح شاة عن الغلام أو الفتاة، ويسن طبخها، وأما عمل السبوع وتوزيع الحلوى والهدايا، فهو عادة اجتماعية اعتادها الناس، وليس في الشريعة ما يمنعها، بل إنه يدخل في شتى مقاصد الشرع الشريف، فهو شكر للنعمة ونشر للفرح والسرور وإطعام للطعام وصلة للأرحام، وإنما يجب عند الاحتفال بالمولود مراعاة الضوابط الشرعية.


بحث

ADS

تابعنا

ADS