عندما يولد الطفل المسلم، يردد الأذان في أذنيه، وهو ما دعى أحد الأشخاص لتوجيه سؤالًا لدار الإفتاء المصرية، عبر البوابة الإلكترونية الرسمية لها، جاء مضمونه: «من المعروف أن الأذان أصلًا شُرع للإعلام بالصلاة، فلماذا يؤذن في أذن المولود؟ وهل يشرع في غير ذلك؟».
وردت الإفتاء في الإجابة رقم 2824، بأن الأصل في الأذان أنه قد شرع للإعلام بالصلاة، إلا أنه قد يُسَن في غير الصلاة تبركًا واستئناسًا أو إزالةً لهمٍّ طارئ وغير ذلك من المقاصد الحسنة؛ فيُسن الأذان مثلًا في أذن المولود حين يولد؛ لحديث أبي رَافِعٍ رضي الله عنه قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاةِ»، أخرجه الترمذي في «سننه»، وقال: هَذَا حديث حسن صَحِيح.
وأوضح العلامة القاري في «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح»، أن حكمة الأذان في الأذن أنه يطرق سمعه أول وهلة ذكر الله تعالى على وجه الدعاء إلى الإيمان والصلاة التي هي أم الأركان.
وقال الإمام ابن القيم في «تحفة المودود بأحكام المولود»، حتى يكون أول ما يطرق سمعه هذه الكلمات التي فيها تعظيم الله وتكبيره والشهادة له سبحانه بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، ولأن الأذان يطرد الشيطان.
كما يسن الأذان في أُذنِ المهموم فإنه يزيل الهمَّ، وخلف المسافر، ووقت الحريق، وعند مزدحم الجيش، وعند تغوُّل الغيلان «الغيلان جمع غول: وهو نوع من الجن، والمقصود تلونه وأن يظهر للشخص فيخيفه، فيشرع الأذان حينئذٍ لإذهاب الخوف»، وعند الضلال في السفر، وللمصروع، والغضبان، ومن ساء خُلُقه من إنسان أو بهيمة، وعند إنزال الميت القبر؛ قياسًا على أول خروجه إلى الدنيا.