رد الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على سؤال وُجه إليه خلال حواره الأول مع إذاعة الفاتيكان، جاء نصه: يتحدث إعلان أبوظبي حول الأخوة الإنسانية عن تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة وعن كرامة المرأة ولكن هناك علامات مقلقة تدل على عودة الأصولية التي لا تحترم هذه الكرامة، فكيف يمكن محاربتها؟.
وأجاب الدكتور أحمد الطيب، بأن ما أقرته وثيقة الأخوة الإنسانية، والموقعة من كلا من شيخ الأزهر والبابا فرنسيس، هو ذاته ما أقره الإسلام في احترام المرأة ومنحها حقوقها الكاملة.
ولفت شيخ الأزهر خلال حواره لإذاعة الفاتيكان، والذي جاء على هامش مشاركته في قمة قادة الأديان بشأن المناخ والتعليم والمنعقدة بالعاصمة الإيطالية روما، أنه ليس لأحد أن يصادر على المرأة حقا واحدا من حقوقها، التي لا يتسع المقام إلى شرحها وتفصيلها.
وأوضح الإمام الأكبر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر حقوق المرأة في كلمة صريحة موجزة، قال فيها: النساء شقائق الرجال، معقبا: وما نعمله نحن المسلمين من مراكش إلى جاكارتا، فليعلمه أطفالنا في المدارس الإعدادية والثانوية.
وأضاف شيخ الأزهر: النساء كن يذهبن للصلاة مع النبي ويصطففن معًا خلف الرجال ويرينه ويرهن ويسألنه في أمور الدين والدنيا.
وتابع، كما أن السيدة عائشة أم المؤمنين شاركت في التعليم والسياسة، بل كانت تصوب ما كانت تراه خاطئًا في فهم بعض الصحابة في أحكام الشريعة، وهذا مدون وندرسه لتلاميذنا في الأزهر الشريف.
وتابع: أمام هذه الحقائق لا يستطيع أي مسلم مؤتمن على دينه، أن يصادر حقوق المرأة وما يصار في هذا الشأن انتصار لعادات وتقاليد بالية وقديمة تجيء على حساب شريعة الإسلام، وأحكامه فيما يتعلق بشؤون المرأة.
وأردف الدكتور أحمد الطيب: من باب الأمانة، يجب أن ننتبه إلى أن كلمة حقوق المرأة، يجب التفريق فيها بين حقوق صاغتها حضارات معاصرة، واعطتها للمرأة بعدما ضربت بأخلاق الدين ومشاعر الفطرة الإنسانية عرض الحائط، وبين حقوق أخرى صيغت في مجتمعات يشكل الدين فيها أساسا لا يهتز في بناء ثقافتها وأنماط حياتها.
واختتم: الفرق بين المفهومين واضح وضوح الشمس، أتمنى أن يستمر التواصل بين الأزهر وكل رجالات الدين المسيحي، والأديان الإلهية الأخرى من أجل مصلحة الإنسان وتخفيف ويلاته وآلامه.