عزيزى القارئ أرجو منك أن تتريث وأنت تقرأ كلمات عنوان هذا المقال وأتمنى ألا تتهمني بالتعصب الأعمى والانحياز الكامل لنادى الزمالك وقد تدخل معى فى نقاش حاد قد يصل إلى نعتى بالجنون ولكن حذار أن نصل إلى تلك المرحلة التى وصل إليها الملايين من مشجعي الفريقين بل وصل اليها أيضا شخصيات عامة سواء رياضية أو فنية أو حتى سياسية.
البداية جاءت عند سماعى لحوار دار بين صديقين أحدهما يحصى عدد جماهير النادي الاهلي ويقول إنه يتعدى الـ ٨٠ مليون أهلاوى والآخر يقول إن جماهير الملكى تتعدى الـ ٧٠ مليون زملكاوى الأول يقول إن الاهلى هو نادى القرن والآخر ينسب اللقب لفريقه ويتهم المنافس بأنه اغتصب اللقب فى وقتها وبدأ النقاش يحتد والأصوات ترتفع ويصل إلى التراشق وكاد يصل إلى الاشتباك؛ للحظات شردت بعيدا عن الحوار متعجبا كيف لمثقفين أن يصلا لهذه المرحلة من التعصب الرياضي الأعمى وعندما يصل مثقفان لهذه الدرجة فما بالك بالشخص العادى البسيط أو شخص أجبرته الحياة على عدم استكمال تعليمه أظن أنه سيصل إلى الاقتتال فى حينها وإعلان الحرب.
التعصب الرياضي أصبح الآن خطرا جسيما يهدد الجميع كبارا وصغارا واعتقد أن المتابع للمشهد الرياضي المصري بمنتهى السهولة سيصل إلى أسبابه من عدم وجود ثقافة رياضية وعدم فهم لمعنى التنافس الحقيقي وغياب القدوة من الوجوه الرياضية الموجودة الآن على الساحة الرياضية وتربية الأطفال على التعصب للرأي الأوحد والسبب الأهم من وجهة نظري انتشار التعصب الرياضي الأعمى هو الإعلام الرياضي الذي يتخذ من ذلك التعصب مادة خصبة لإذكائها فلا تتعجب حين ترى لاعبي ناديي الأهلى والزمالك عبر قنواتهم يتراشقون ويسخرون من بعضهم البعض فهناك برامج كل وظيفتها من ينتصر على الآخر ناقد رياضى اهلاوى فى مواجهة ناقد رياضى زملكاوى والمذيع يبدأ المعركة أقصد الحلقة وياترى من ينتصر على الآخر ومن يحقق نسب مشاهدة عالية.
البداية لعلاج آفة التعصب الأعمى هي وضع ميثاق شرف إعلامي و مطالبة قيادات الناديين بحملات نزع فتيل التعصب وسن القوانين التشريعية المضادة للتعصب ومحاربته بكل الطرق والوسائل وعودة الاعلام الرياضى لدوره البناء وليس إعلام اللايك والشير والمشاهدات العالية وإيقاف كل البرامج التي تذكي نار الفتنة بين الجماهير وأتمنى استخدام الأفلام السينمائية والمسرحيات والقصص في نشر قيم التسامح وتقبل الآخر بدلا من الافلام والمسرحيات التي تنشر التعصب الرياضي الأعمى.
وحسنا فعل المستشار مرتضى منصور رئيس مجلس إدارة الزمالك عندما بادر بتهنئة مجلس إدارة الأهلى بمناسبة فوز الكابتن محمود الخطيب وقائمته بولاية جديدة لمجلسه وارى انها خطوة غاية في الاهمية لبدء صفحة جديدة لنبذ التعصب .
فالدولة المصرية تحارب التعصب وتفعل المبادرات ولكن دون تكاتف الجميع فلن يتحقق شيء إلا ازدياد التعصب وانتشاره.
anos2020@yahoo.com