ليلى محمد فوزي إبراهيم ..ولدت في 20 أكتوبر 1918 فى تركيا لأب كان يعمل تاجرا للأقمشة، وأم حفيدة قيصر لى باشا أحد قادة الجيش التركى، وعندما بلغت الخامسة من عمرها التحقت بإحدى مدارس الراهبات بحى شبرا.
اقتحمت ليلى عالم الفن بالصدفة، حيث كان والدها صديق لوالد المخرج جمال مدكور، فشاهدها جمال عندما كان يزور والده فى المتجر المجاور لمتجر والدها، ورشحها للعمل مع المخرج نيازى مصطفى فى فيلم “مصنع الزوجات” عام 1941، وتعرفت على المخرج محمد كريم، الذى قدمها للعمل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، ووقع معها عقدا لتصوير عدد من الأفلام مع موسيقار الأجيال، كان أولها فيلم “ممنوع الحب” ثم “رصاصة فى القلب”.
دورها في السينما
تعتبر من أجمل الفنانات اللائي ظهرن في تاريخ السينما المصرية على الإطلاق تبعاً لمعايير كانت تحاكي معايير الذوق الغربي في أواسط القرن العشرين خاصةً أنها اختيرت من قبل مجلة أمريكية في أربعينيات القرن العشرين كإحدى أجمل حسناوات عصرها.
أول أدوارها كانت دور فتاة صغيرة في فيلم مصنع الزوجات عام 1941، برعت في تجسيد أدوار الملكات والأميرات والنساء الأرستقراطيات بجدارة، كما لمعت في أدوار الشر، مما جعل معظم المخرجين يسندونها إليها، إلا أنها تقول بأنها كرهت وضع المخرجين لها في هذا القالب قال عنها الصحفي مصطفى أمين «إن ليلى فوزي إذا بحثت في شجرة عائلتها سوف تجد نفسها أميرة سابقة».
وازدادت شهرتها ونجوميتها عقب تعاونها مع مجموعة من كبار الفنانين أمثال أنور وجدى، وفريد الأطرش وكارم محمود، حتى بلغ رصيدها الفنى 115 عملا فنيا ما بين سينما ودراما ومسرح، لعل من أبرز أعمالها السينمائية سفير جهنم، خطف مراتى، حكاية العمر كله، فارس بنى حمدان، ليلى بنت الشاطئ ودلال المصرية، ومن أعمالها الدرامية لما التعلب فات، بوابة الحلوانى، هوانم جاردن سيتى، فريسكا وأبو العلا البشرى.
مثلت في حوالي 85 فيلماً سينمائياً منها بورسعيد للمخرج عز الدين ذو الفقار عام 1957، والناصر صلاح الدين عام 1963، والجبل عام 1965، ودلال المصرية للمخرج حسن الإمام عام 1970، وإسكندرية ليه للمخرج يوسف شاهين عام 1979، و 40 مسلسلا تليفزيونياً منها راس القط عام 1980 مع صلاح ذو الفقار، والحب في حقيبة دبلوماسية عام 1987 مع صلاح ذو الفقار، وهوانم جاردن سيتي عام 1997، وبوابة الحلواني (ج4) عام 2001، وكان من آواخر أدوارها السينمائية دورها المميز الصامت في فيلم ضربة شمس من بطولتها ونور الشريف ونورا عام 1979 والملائكة العام 1983 من إخراج التونسي رضا الباهي حيث توقفت تماماً بعد ظهور ما يسمى بأفلام المقاولات.
لكن تظل شخصية “فيرجينيا جميلة الجملات” التى قدمتها فى فيلم “الناصر صلاح الدين”، علامة مميزة فى تاريخ نجمة السينما ليلى فوزى، مع النجم أحمد مظهر والمخرج يوسف شاهين، وهى ذات الشخصية القوية التى تعمل على تجميع الجيش لمحاربة المسلمين فتستنجد بالأمير كونراد لمساعدتها، ثم ملك إنجلترا ريتشارد قلب الأسد، وكذلك شخصيتها فى فيلم “ضربة شمس” مع المخرج محمد خان والنجم نور الشريف.
ليلى فوزي وعزيز عثمان
تزوجت ثلات مرات، الأولى كانت من الفنان عزيز عثمان والذي وقع في حُب وغرام جميلة الجميلات، ليلى فوزي، رغم كونه كان يكبرها بأكثر من 30 عامًا.
كان خبر زواج الفنانة ليلى فوزي من الفنان عزيز عثمان، مفاجأة للجميع داخل الوسط الفني، بأكمله، فقد كانت تناديه بـ«عمو عزيز»، فضلًا عن فارق العمر الذي تخطى الثلاثين عامًا، وتحدثت الفنانة عن كواليس علاقتها وزاجه منه، خلال اللقاءات التلفزيونية والصحفية، إذ وصفته بأنها كانت فرصة لن تعوض.
وقالت الفنانة في سرد كواليس علاقتها بالفنان عزيز عثمان: «كان يكبرني بأكثر من 30 سنة، ووافقت لأننى أحببته بالإضافة إلى أن والدى كان يرفض أي عريس تقدم لي، ووالدتي لم تكن موافقة على الأمر».
وتابعت الفنانة قائلةً: «رأيت في هذا الزواج خروجًا من سجن والدي، ولم أدرك خطورة ما أقدمت عليه إلا بعد الزواج ثم تزوجته لمدة 5 سنوات، وتطلقت منه بعد أن شعرت بأنه لا يوجد حياة بيننا».
كان تعتقد الفنانة بأنها ستخرج من سجن والدها بالزواج من الفنان عزيز عثمان، ولكنها ذاقت مرارة العيش معه، قائلةً: «حل محل والدى فى كل تصرفاته، وكنت اعتقد فى البداية أن اختيارى جاء صحيحا، ولكننى فقدت السعادة منذ أن تزوجته، ورددت قائلة، إيه الهبل اللى عملته ده» .
ليلى فوزي وأنور وجدي
مرت علاقة الفنان “أنور وجدي” وفيرجينيا السينما المصرية “ليلى فوزي” بالكثير من المراحل من حب وحزن وألم وفراق سببه الموت، وكانت أشهر قصة حب درامية مرت على الوسط الفني.
بدأت العلاقة عندما كانت ليلى فوزي، وعمرها 16 عامًا آنذاك،تمثل فى فيلم “من الجاني” ووقع أنور وجدي في غرامها، ولكنه لم يصرح لها لأن والدها كان دائمًا بصحبتها، كان ينظر إليها طويلًا ويشيد بأدائها بشكل دائم، ويهتم بكل ما يمت لها بصلة.
وذهب أنور ذات يوم لوالدها لطلب يدها منه لكن والدها قال له: ابنتي ليست للزواج، وكرر وجدي إلحاحه على والدها، ولكن الرد كان أنها صغيرة فى السن، ورد عليه أنور: “أنا لا أريد الزواج منها الآن إنما بعد عامين أو ثلاثة”، فاضطر والدها لأن يتحدث معه بقسوة وقال له: “أنا لن أزوجك ابنتي أبدًا فأنا أسمع عنك إنك لعبي بتاع ستات وكل شوية مع واحدة وابنتي صغيرة لن يصلح معها ذلك”، وقتها غضب وجدي ورحل.
وبعد طلاقها من عزيز عثمان التقت بأنور وجدي مرة أخرى عام 1954 لتصوير فيلم “خطف مراتي” وهنا طلب منها أن تسافر معه في رحلة علاجه إلى فرنسا، فوافقت وبمجرد وصولهما إلى باريس تم زواجهما هناك عام 1954، ولكن الزواج لم يدم سوى 4 أشهر، حيث اشتد المرض على أنور وسافر إلى السويد للعلاج.
ورغم اشتداد المرض على “وجدي”، إلا أن “ليلى” تمسكت بالأمل في إنهاء علاجه وشفائه وانقطعت عن العمل وعن الجميع، ومنع الأطباء دخول أي أحد عليه فوضعت كرسيا خارج غرفته لتجلس وتنام عليه”
وصرحت ليلى فوزي خلال لقاء معها قائلة: “الأطباء المصريون قلقوا جدا على أنور وجدي وشعروا أنه يعيش أيامه الأخيرة لكنهم أيضًا تمسكوا بالأمل في علاجه فأجروا اتصالات واسعة بأوروبا وعرفوا بوجود طبيب في السويد اخترع جهاز غسيل الكلى وكان الجهاز الجديد الموجود في السويد هو الأول من نوعه في العالم، أجرى الأطباء جراحة دقيقة لأنور وجدي، ولكنها لم تفلح في إنقاذه فقد تدهورت حالته وتأكد الأطباء أنه لا أمل في شفائه حتى بمساعدة الكلية الصناعية، فقد بصره وساءت حالته، لترجع به جثة هامدة”.
ولم يعرف أحد سوى ليلى فوزي أن أنور وجدي أصيب بالعمى بعد ثلاثة أيام من وصوله إلى استكهولم وهو يرقد على فراش المرض، وقضى أيامه الأخيرة في الحياة في شبه غيبوبة، ورغم ذلك فلم يكن يتصور أنه سيموت بعيدًا عن الوطن.
وعن تلك اللحظة التي كانت من أصعب اللحظات في حياة ليلى قالت: “كانت من أصعب الساعات في حياتي على الإطلاق أن أعود على طائرة واحدة مع أنور وجدي وهو جثة، وعشت في انهيار تام فالرجل الذي أحبني وأحببته مات، عندما امتدت يدي لتمسك بيده وهو يحتضر، وهمست له: “أنا هنا”، فرد أنور “حاسس إني دلوقتي أول مرة أحب بجد”.
ويرحل أنور وجدي عن الحياة التي أحبها، ولم يتبق منه سوى نعش تصطحبه معها ليلى فوزي في رحلة حزينة إلى القاهرة ليشيع الآلاف من معجبيه جثمانه.
ليلى فوزي وجلال معوض
أما الزيجة الثالثة فكانت مع اشهر مذيعي مصر والعالم العربى جلال معوض والتي استمرت (38 عاما) وتحتل ألبوما من الذكريات الجميلة في حياة ليلى فوزي. فى نهاية الخمسينيات بدأت علاقة ليلى فوزي بجلال معوض والذى كان اسمه وقتها يعنى الكثير فهو مذيع الثورة اللامع القريب من الزعيم جمال عبد الناصر وتقول ليلى فوزي عن بداية علاقتهما: كان جلال معوض يشرف وقتها على حفلات أضواء المدينة وهو البرنامج الذى كان يعده في الاذاعة.
وكان يدفع بالفنانين وكبار النجوم في تقديم المطربين وكلمني هاتفيا وطلب مني أن اشترك في هذه الحفلات فاعتذرت له. وذلك لأنني لم اقف على خشبة المسرح في حياتى وكنت أخشى مواجهة الجمهور ثم عاد وألح عليّ اكثر من مرة فكان يواجهه اعتذارى الدائم. فطلب من عبد الحليم حافظ الذى كان صديقه المقرب وصديقي في الوقت نفسه بالتدخل ونجح عبد الحليم حافظ برقته وكلامه المعسول في اقناعي وقال لي: هذه حفلات مهمة للفنان ففيها كان يشارك في تقديم المطربين كبار النجوم أمثال يوسف وهبى ، ماجدة ، نادية لطفي ، سعاد حسنى.
وفعلا شاركت بأول حفلة وقدمت المطرب الجديد وقتها محرم فؤاد وبعدها اشتركت في أكثر من حفلة منها حفلة سوريا وخلالها توطدت علاقتي بشكل جيد مع جلال معوض وبدأت تظهر مشاعر الاعجاب بيننا وتطورت علاقتنا لاكثر من الاعجاب حيث ازدادت لقاءاتنا في سهرات الفنانين.. وسرعان ما تحولت العلاقة لقصة حب متداولة في الوسط الفنى حتى قاربت الزواج وهنا تفجرت الزوابع والمشاكل التي وضعت الاثنين أمام اختيارين أما الانفصال ووأد هذه العلاقة الجميلة ، أو وضع الجميع أمام الأمر الواقع والتعجل بالزواج وتقول ليلى فوزي: كانت مرت على علاقتي الوطيدة بجلال معوض سنة خاصة بعد حفلة سورياوطلب يدي للزواج ولكن أهلي وخاصة والدي ووالدتي اعترضوا على هذه الفكرة من باب أنني تزوجت مرتين ولابد أن يكون التفكير في الثالثة بحسابات العقل لأنني لا يمكن أن انفصل بعدها وكان في رأيهم أيضا أن المستوى الاجتماعي لجلال معوض سيسبب لى الكثير من المشاكل ،
جمال عبد الناصر
ومن جهة أخرى كان جلال معوض مدير الاذاعة المصرية ورأى زملاؤه أن زواجه من فنانة قرار غير صائب ولا يليق به بسبب علاقته القوية بجمال عبد الناصر وعلى انه مذيع الثورة اضافة الى انه كان منفصلا وقتها عن زوجته نوال النحاس التي كانت تعمل مذيعة بالبرنامج الثاني والتي أنجب منها فتاة وكانوا يرون انه يمكن أن يعود اليها وخاصة أن نوال كانت تسعى لهذا بالفعل من خلال أصدقائه.
وتضيف ليلى فوزي وكأنها تتذكر لحظات حاسمة في حياتها: كان الجميع يتحدث عنا وحول ما سنصل اليه من قرار وجلست أنا وجلال معوض وصارح كل منا الآخر بمشاعره وبما يردده الناس ومواقف المحيطين بنا. وأخذنا قرارا حاسما لا رجعة فيه بأن نتزوج الآن وبدون اخبار أحد أو الاستعانة بأحد في المشورة وفعلا ذهبنا للمأذون وأحضرنا اثنين من الشهود وتزوجنا بدون حتى أن اخبر والدي وبدون حتى أن يخبر هو زملاءه بالاذاعة الذين ضخموا الأمر وقالوا له: لابد أن تحصل على موافقة من الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا لاتمام هذا الزواج وبالطبع كان جلال معوض معتز بنفسه وكان يرى أن هذا القرار خاص به وليس من حق أحد أن يتدخل فيه.
وفى صباح اليوم الثاني استيقظ الجميع على خبر منشور بالصفحة الأولى عن زواجي وجلال معوض ومعها صورتنا وكانت هذه هى المرة الأولى والأخيرة التي يكتب خبر زواج فنى بالصفحة الأولى وذلك بسبب أهمية جلال معوض وشهرته فقد كان وقتها يعيش أزهى عصور مجده. وبالطبع الجميع اندهش وأسرتي غضبت جدا لأنني تزوجت بدون علمها. وكان نشر الخبر بهذا الشكل في صدر الصفحة الأولى من الأخبار يعنى مباركة السلطة لهذه الزيجة. وتؤكد ليلى فوزي أن قرار الزواج السريع هذا كان افضل قراراتها رغم التضحيات العديدة التي قدمتها مقابل هذا الزواج فيما بعد وتقول: أنا كنت مقتنعة جدا بجلال معوض وبمشاعره نحوي.
وكنت أرى فيه نموذج الرجل الذى تحلم به أي انسانة. وتستطرد ليلى فوزي في الحديث عن جلال معوض وحياتها معه قائلة: بالطبع هذا الزواج شهد شائعات عديدة منها أننا تعرضنا لمشاكل من قبل جمال عبد الناصر وهذا بالطبع لم يحدث لأن «جمال» كان يحب جلال معوض لدرجة انه كان يقابله في أي وقت وأحيانا بالبيجاما واعتقد انه لو كان هناك اعتراض من جمال عبد الناصر أو الثورة على هذا الزواج كانوا رموني في السجن واستراحوا مني لكن هذا لم يحدث. واعتقد ان سر حب جمال عبد الناصر لجلال معوض هو أن جلال قبل الثورة كان ثورجي وشديد الوطنية وله مواقف عديدة لا تنسى فخلال الجامعة كان يترأس الطلبة الذين هاجموا سياسة الملك فاروق في الحكم ومواقفه من الاحتلال الانجليزي واتفاقات الاستقلال والقى صورة الملك فاروق وسط تجمع الطلبة على الأرض وداسها بأقدامه وكان نتيجة هذا أن تم حبسه وقتهاوعندما حبس جلال معوض وهو طالب كان معه في السجن أنور السادات ومن وقتها بدأت علاقتهما معا ثم جاءت بعدها علاقته بجمال عبد الناصر وبالثورة حتى صار مذيع الثورة.
وتصف ليلى فوزي جلال معوض بأنه كان زوجا غيورا وتقول: كان يغار عليّ من الهواء وبعد الزواج بفترة صارت غيرته شديدة عليّ فعندما كنت أعود من الاستديو متأخرة للمنزل أجده عصبيا ومتوترا ولم يكن يصرح لى بأسباب ذلك ولكني كامرأة كنت اشعر به واعرف انه يتضايق من عملي وهو يعرف أنني في التصوير اجلس مع الفنانين. والجميع يشير اليّ على أنني زوجته وبدأ يزداد توتره وعصبيته ووجدت نفسي بعد فترة أمام أحد قرارين اما الانفصال عنه لان هذه الغيرة قاتلة أو ترك عملى كممثلة وجلست طويلا مع نفسي وقلت لم يفعل ذلك ؟ وكان قراري انه لا يغير ولا يتعصب لأنني ناجحة ومشهورة كممثلة لأنه اكثر منى شهرة ونجاحا وانما هذا بسبب حبه الكبير لي. واستطعت أن أوفق حياتي بأن اخفف جدا من عملى وشعرت أن هذا حقه كزوج ورجل وكنت سعيدة جدا بهذا فمثلا بعد زواجي منه لم اظهر معه في حفلات «أضواء المدينة» لأنه كان يخاف على سمعته ولا يريد أن يتكلم أحد عن زوجته.
وفاتها
توفيت إثر صراع مع المرض في 12 يناير 2005 في «مستشفى دار الفؤاد» بالقاهرة، وشيعت جنازتها في حضور شعبي وفني كبير من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وقبل وفاتها رفضت عرضا من إحدى القنوات الفضائية ببيع مذكراتها نظير مبلغ كبير.