يتخوف العلماء من جرف جليدي مهم على نهر «ثويتس» الجليدي في القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا»؛ لأنه في طريقه للانهيار في غضون 5 سنوات، ما يسرع ذوبان «نهر يوم القيامة الجليدي»؛ إذ يذوب الجرف الذي يعادل حجم ولاية فلوريدا الأمريكية، بسرعة، ويفقد حوالي 50 مليار طن من الجليد سنويًا.
واكتسب النهر الجليدي لقبه القاتم «نهر يوم القيامة» لأن انهياره الكامل سيرفع مستويات سطح البحر العالمية بحوالي قدمين ويعرض الأنهار الجليدية الأخرى في أنتاركتيكا لنفس عملية الذوبان، وهي كارثة ربما تقضي على الجنس البشري، بحسب موقع sciencealert العلمي المتخصص.
في حين أن العلماء لا يتوقعون كارثة نهر يوم القيامة لمدة 200 عام على الأقل، فإن ذوبان الجليد من «ثويتس» يتسبب حاليًا في حوالي 4% من الارتفاع السنوي في مستوى سطح البحر، ويمكن أن يتسبب ارتفاع مستويات المحيطات في حدوث فيضانات في المناطق الساحلية التي يقطنها ملايين الأشخاص والعديد من أكبر مدن العالم، ما يؤدي إلى الإضرار بالممتلكات والبنية التحتية، والمزيد من العواصف الكارثية.
وقالت إيرين بيتيت، عالمة الجليد في جامعة ولاية «أوريغون» الأمريكية، في تصريحات صحفية، أمس الأول، خلال اجتماع «الاتحاد الجيوفيزيائي» الأمريكي: «يعمل هذا الجرف الجليدي مثل السد، لكنه لن يستمر لفترة طويلة جدا، ومن المحتمل أن يتفكك إلى مئات الجبال الجليدية خلال السنوات الخمس المقبلة، بصورة تشبه تحطم نافذة السيارة».
وأوضحت إيرين أن منبع القلق يأتي من رؤية صور جديدة للأقمار الصناعية للجرف الجليدي الشرقي كل أسبوع، مضيفة: «كل صورة قمر صناعي جديدة نحصل عليها، نرى كسورًا وشقوقا أعمق وأطول».
وتراقب بيتيت وفريقها الجرف الجليدي كجزء من التعاون الدولي المهتم بدراسة نهر ثويتس الجليدي (ITGC)، وهو فريق من حوالي 100 عالم، واعتبرت مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية ومجلس أبحاث البيئة الطبيعية في المملكة المتحدة أن «ثويتس» مهمة جدًا للارتفاع الفوري في مستوى سطح البحر لدرجة أنهما منحا «التعاون» 25 مليون دولار أمريكي لدراسة النهر الجليدي على مدار 5 سنوات.
ومع اقترابهم من منتصف مشروعهم الذي يمتد لـ5 سنوات، تكشف بيانات علماء ITGC عن أن النهر الجليدي يزداد تقلبًا بشكل متزايد.