حكم الابتزاز .. قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الابتزاز يعني أن يستخدم الشخص الحرج الأدبي أو الحرج الاجتماعي أو الحرج الأسري أو فكرة الفضيحة أو التهديد الذي يتعلق بالسلامة الجسدية، من أجل الضغط على إنسان آخر؛ حتى يعمل عملًا غير صحيح أو لا يريد فعله باختياره أو ينافي الأخلاق أو القانون.
ما حكم الابتزاز
وأكد «الورداني»، خلال البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: “ما حكم الابتزاز شرعا؟”، أن الابتزاز معصية ذات إثم كبير وتصل إلى كونها كبيرة من الكبائر، موضحًا أن الله تعالى كما كرم الإنسان بالعقل؛ فقد كرمه بالعلم والاختيار، وأن أي تهديد بسلب الإنسان لإرادته فهو حرام.
وأضاف أن النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى عن ترويع المسلم وإخافته وإرهابه وتهديد حياته؛ لأن ذلك يؤثر على إرادته وتصرفاته، مستدلًا بما روى عبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا » رواه أبو داود (رقم/5004).
وأوضح أن النهي في الحديث عن تخويف المسلم، فمن باب أولى أن ينال الوعيدٌ من يبتز غيره ليأخذ حقه أو يجعل غيره يفعل شيئًا لا يريد فعله، مشيرًا إلى أن ذلك من الظلم وأن الظلم ظلمات يوم القيامة؛ لأنه من كبائر الذنوب.
وأشار إلى أن الظلم جريمة حرمها رب العزة على نفسه وكذلك حرمها بين عباده حتى لا يتعدى أحد على حق أخيه، مستدلًا بما روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا… » رواه مسلم.
وأكد أن الشخص المبتز؛ ظالم ومرتكب للكبيرة، لافتًا إلى أن الشخص الذي يقع عليه الابتزاز؛ عليه أن يقاوم هذا الابتزاز بكل ما أوتي من قوة وألا يسمح له بالتمادي؛ حتى لا يكون الشخص معينًا له على ظلمه، مفيدًا بأن الاستجابة للمبتز نوع من أنواع ظلم النفس.
انتحار بسنت
كانت قرية كفر يعقوب التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، قد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية حادثًا مأساويًّا؛ حيث أقدمت بسنت خالد، وهي فتاة في السابعة عشرة من عمرها على إنهاء حياتها في منزلها بسبب عدم تحملها حديث أهالي قريتها عن سمعتها بمجرد تداول صور مفبركة منسوبة لها.
من جانبها، كشفت والدة بسنت أنها تفاجأت بدخول ابنتها في حالة عصبية شديدة بسبب وجود صور عارية لها متداولة مع عدد من الشباب بالقرية.
وأوضحت الأم أنها بعد التدقيق اكتشفت أن الصور مفبركة، وأن وجه الفتاة فقط مركب على جسد آخر غير جسد ابنتها، لكنها كانت دخلت في حالة نفسية سيئة، بعد أن روت لها قصة شاب يقوم بابتزازها لمحاولة أخذ ميعاد غرامي معها، وبعد رفضها قام الشاب بتركيب الصور وتداولها محاولًا الضغط عليها وتهديدها.
في النهاية قررت التخلص من حياتها، وقامت بتناول حبة الغلة السامة.