غنى كبار المطربين أمام الجميلة الراحلة الفنانة مريم فخر الدين، وهو مشهد تكرر كثيرا فى العديد من الأفلام، وأجمل ما فى هذا المشهد، أنه متكامل فنيا، بمعنى أن الصوت والصورة متكاملتين، فالصوت عذب لأحد عمالقة ونجوم زمن الفن الجميل، والصورة جميلة وتشع بريقا بوجه مريم فخر الدين الذى يحمل ملامح غربية بروح مصرية.
كان العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ من أهم نجوم الغناء الذين وقفوا أمام مريم فخر الدين والتي تحل ذكرى ميلادها اليوم 8 يناير، وغنوا لها، وأشهر هذه الأغانى «بتلومونى ليه» من فيلم «حكاية حب»، التى كتبها مرسى جميل عزيز ولحنها كمال الطويل، وغناها العندليب لمريم فخر الدين فى مشهد رومانسى للغاية وهما يرتديان ملابس سهرة، حيث كانت «نادية» التى تلعب دورها مريم تضع «الفرير» على كتفيها، وترسم على وجهها طوال الوقت ابتسامة البريئة الناعمة أمام غناء وعذوبة صوت «أحمد سامى»، الذى كان يلعب دوره العندليب، وتكرر هذا المشهد فى نفس الفيلم مرة أخرى، ولكن بشكل غير مباشر، عندما غنى العندليب أغنيته الشهيرة «حبك نار» فى إحدى الحفلات التى سقط مغشيا عليه فى آخرها، وكان ضمن الحضور حبيبته «نادية» مريم فخر الدين، وقد كتب كلمات هذه الأغنية مرسى جميل عزيز ولحنها محمد الموجى.
كما وقفت الجميلة الراحلة مريم فخر الدين أمام العملاق فريد الأطرش فى 3 أفلام هى «عهد الهوى» سنة 1955 إخراج أحمد بدرخان، «ماليش غيرك» سنة 1958 إخراج هنرى بركات، «يوم بلا غد» 1962 إخراج هنرى بركات، حيث غنى «وحياة «عينيكى» كلمات إسماعيل الحبروك، «لو تسمعنى» كلمات مأمون الشناوى، «قسمة» كلمات عبدالعزيز سلام، «يا حليوة يا حليوة» تأليف فتحى قورة، «إياك من حبى» تأليف أنور عبدالله، وجميعها موسيقى وألحان فريد الأطرش، واختلفت مشاهد هذه الأغنيات بين الواحدة والأخرى.
مريم فخر الدين
ولدت مريم فخر الدين على اغلب الرويات في 8 يناير 1933 وهنا رواية اخرى انها ولدت في 8 سبتمبر 1931، وكانت من أشهر نجمات السينما وأقربهم إلى قلوب الجماهير، أطلق عليها عدة ألقاب منها: الأميرة إنجي، الحمامة الوديعة، ملاك السينما الطاهر، برنسيسة الأحلام، ولقّبت بـحسناء الشاشة بسبب ملامحها الآسرة.
والدها كان يعمل مهندس ري، ووالدتها باولا مجرية الأصل تعرّف بها والدها وتزوجها أثناء سفرها بالخارج، لها شقيق واحد هو الممثل يوسف فخر الدين، تلقت تعليما في المدرسة الألمانية بباب اللوق وحصلت على شهادة تعادل البكالوريا، وهي تجيد سبع لغات هي اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والمجرية وغيرها.
بدأت بالتمثيل بالصدفة ففي يوم عيد ميلادها ذهبت لالتقاط صورة لدى مصور فوتوغرافي اسمه واينبرج، فعرض عليها الاشتراك بصورتها في مسابقة فتاة الغلاف التي تنظمها إحدى المجلات وفازت بالجائزة وكانت 250 جنيها، وعلى الفور تعاقد معها المصور عبده نصر والمخرج أحمد بدرخان على التمثيل في أول أفلامها ليلة غرام، ثم واصلت مسيرتها السينمائية، وتعتبر صاحبة الرقم القياسي في عدد البطولات حيث قامت ببطولة أربعمائة فيلم وهو رقم لم تحققه نجمة على امتداد تاريخ السينما المصرية، وإلى جانب التمثيل أنتجت أيضا 9 أفلام.
حصلت على جوائز كثيرة، أولها الجائزة الأولى في التمثيل عن دورها في فيلم لا أنام، ونالت حوالي 500 شهادة تقدير وجدارة من جهات فنية عديدة، وإن كانت غير مؤمنة بهذه الجوائز فهي تقول إن رسالة من متفرج أفضل بكثير من جائزة، لأن الرسالة تمثل الصدق وحب الناس.
ولدت بمدينة الفيوم لأب مصري مسلم وأم مجرية مسيحية وهي الأخت الكبرى للفنان يوسف فخر الدين. لقبت حسناء الشاشة من قبل الإعلام المصري الذي كان في ذلك الوقت متأثراً بالسينما الأمريكية وببطلاتها مثل مارلين مونرو ولذلك جعل الكثيرات إن لم يكن معظم بطلات السينما المصرية في ذلك الوقت يشبهن إلى حد كبير بطلات السينما الغربية مثل مريم فخر الدين وهند رستم والتي فعلا لقبت بمارلين مونرو الشرق وليلى فوزي وبرلنتي عبد الحميد وماجدة الصباحي وفاتن حمامة.
بدايتها
بعد أن حصلت على شهاده البكالوريا من المدرسة الألمانية، فازت عن طريق مجلة (ايماج) الفرنسية بجائزة أجمل وجه وهو الاعتراف الذي أهلها لأن تقوم بدور البطولة في أول افلامها السينمائيه.
اشتهرت في السينما العربية وخاصه في فترة الخمسينات والستينات في أدوار الفتاة الرقيقه الجميلة العاطفيه المغلوبه على أمرها وأحيانا كثيره التضحية ولكنها نجحت من حين لآخر أن تخرج من هذه الشخصية النمطيه التي برعت فيها تماما ولم يستطع أحد منافستها فيها.
مع مطلع السبعينات اختلفت بحكم السن أدوار مريم فخر الدين على الشاشة وأصبحت تقوم بأدوار مختلفه تماما كدورها الشهير في فيلم الأضواء عام 1972 وقبله دور الأم في فيلم بئر الحرمان عام 1969. بعد زواجها من فهد بلان عملت معه في بعض الأفلام ولكنها بعد الانفصال عادت إلى مصر لتأخذ مكانها إلى الآن في أدوار الأم الجميلة.
تعتبر الفنانة مريم فخر الدين من الممثلات المحبات لعملهن والمخلصات له حيث ظلت طوال حياتها الفنية تعمل دون انقطاع لتخرج من نجاح إلى آخر، كما قامت خلال هذه الرحلة الممتدة بإنتاج وبطوله ثلاثه أفلام هي (رنة خلخال) عام 1955 و(رحله غرامية) و(أنا وقلبى) عام 1957 بجانب أشهر أفلامها التي نذكر منها (الأرض الطيبة) عام 1954 و(رد قلبي) عام 1957 و(حكاية حب) عام 1959 و(البنات والصيف) عام 1960 و(القصر الملعون) عام 1962 و(طائر الليل الحزين) عام 1977 و(شفاه لا تعرف الكذب) عام 1980 و(بصمات فوق الماء) عام 1985 و(احذروا هذه المرأة) عام 1991 و(النوم في العسل) عام 1996.
زواجها
في عام 1952 تزوجت من المخرج محمود ذو الفقار وأصبحت قاسم مشترك في أفلامه وأنجبت منه ابنتها إيمان، واستمر زواجهما 8 سنوات حيث تطلقت في عام 1960، ثم تزوجت مرة ثانية من الدكتور محمد الطويل بعد 3 شهور من طلاقها من محمود ذو الفقار وأنجبت منه إبنها أحمد واستمر زواجهما 4 سنوات. وفي عام 1968 سافرت إلى لبنان وتزوجت هناك من المطرب السوري فهد بلان إلا أن زواجهما لم يدم طويلاً بسبب مشاكل أبنائها معه، وبعد طلاقها من فهد بلان تزوجت من شريف الفضالي ليكون زوجها الرابع، وظلت معه فترة ثم تطلقوا.
توفيت مريم فخر الدين في 3 نوفمبر 2014.