قضايا عدة خاضتها تهاني الجبالي، النائب الأسبق لرئيس المحكمة الدستورية العليا، دفاعا عن المرأة، والتي لقبت بالمرأة الحديدية، إلا أن أشهرها في الأحوال الشخصية، كانت دفاعا عن سيدة بسيطة لم تستطع نسيانها، بحسب حديثها في تصريحات صحفية سابقة، والحكم فيها كان بالبراءة على تلك السيدة رغم ارتكابها جريمة قتل.
قصة صاحبة جريمة القتل اعتبرتها تهاني الجبالي، القضية الأشهر التي لم تنسها في الأحوال الشخصية، إذ كانت لسيدة عجوز عمرها 73 عاما، قتلت زوجها بعد سنوات من العيش معا، لأنه أراد إلقائها في الشارع، والصدفة في تلك القضية أن السيدة حصلت على البراءة، لكنها توفيت قبل الحكم.
نشأة تهاني الجبالي
ولدت تهاني محمد الجبالي في 20 نوفمبر 1950، ونشأت وسط 6 أشقاء غيرها، وكان والدها يعمل مراقب طبي في الصليب الأحمر، ووالدتها معلمة لغة عربية، إذ كانت أسرتها تساند الفتاة أكثر من الشاب، بحسب حديثها، الأمر الذي جعلها وشقيقاتها الثلاث يحصلن على حققوهن كاملة، ويتخرجن في كليات الصيدلة والآداب والحقوق، والأمر نفسه لأشقائها الذكور، فكان بينهم ضابطًا بالقوات المسلحة استشهد خلال حرب أكتوبر.
وتخرجت «المرأة الحديدة»، في كلية الحقوق جامعة المنصورة عام 1973، وحصلت بعدها على دبلومة الشريعة الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية، لتبدأ عملها بالمحاماة لمدة 30 عاما، إلى أن أصبحت أول قاضية مصرية، وتتولى منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية، ومحكمًا دوليًا أمام غرف التحكيم الدولية، وغيرها من المناصب التي تولتها «الجبالي» كأول سيدة بها.
وتوفيت المستشارة تهانى الجبالي، فجر اليوم الأحد، عن عمر ناهز 71 عاما، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا، داخل مستشفى العجوزة التي كانت تتلقى بها العلاج منذ أسبوع، ومن المقرر تكون أن الدفنة والجنازة بمسجد عوارة عقب صلاة الظهر، في مدينة طنطا بالغربية.