في صبيحة يوم انتخاب العمدة، خرجت القرية كعادتها لتعيد الحاج فرج إلى منصبه؟
كان دائما رحيمًا فزوج اليتميات، وحازما فجلد السراق، وعادلًا فطرد بسيوني عامر لنجاسة ذيله..
لم يعر الناس اهتمامًا لعبد العال الذي ينافسه، قالوا كيف لجربوع عاطل أن يتجرأ على الرجل الصالح..
القرية بأذنها الكبيرة كأذن الفيل سمعت أن بدر الشباسي هو المحرض..
انهالت سبًا على الذي شبع بعد جوع..
ثم أعطى المال للشر ولقن الجربوع كلاما يقوله
ومع ذلك استمر المنافس يطوف الشوارع بحملته ويرفع صوته النحيل كصوت العنزة: جربوني لن أجلد أو أطرد، كل شيء بالقانون..
القرية بمخلوقاتها أمام اللجان خرجت الجلاليب الصوف والملافح المدخرة والأحذية اللامعة هلت أيضا روائح صابون وعطور..
يدخل الرجل وراء الستار تطالعهم صورة الحاج بجلبابه الكشمير وعمامته البيضاء.. الصورة صغيرة لكنه ينظر إليهم ويبتسم لهم خاصة من لم يسرق أو ينجس ذيله..
يضعون العلامة أمامها ويهرعون إليه: مبروك مقدمًا يا حاج،
يمد يده بود ويأتي الشاي يحاول بعضهم التودد بمهاجمة الخصوم
تظهر في وجهه الرحمة التي زوجت اليتيمات يقول من حق أي واحد فيكم أن يترشح أو يرشح غيره..
بعد قليل جاء عبد العال برفقته أخيه وابن عمه ولمة عيال تجنب الواقفون مصافحته فغمغم بمرارة:تعودتم على الذل..
ويدخل ليدلي بصوته..
لم تمض لحظات حتى خرج صارخًا كالمحروق:
الحقوني يا خلق الحقوني يا ناس
أسرع اخوه يحتضنه ويتحسس سكينا في جيبه تجمع حوله العيال:
هل اعتدى عليك أحد
الأذان كلها بحجم أذان الفيلة والعيون تركزت على شفتيه المرتعشتين وهو يحشرج:
نسيت وانتخبت الحاج فرج!