عمري ما هكون بعيد.. ويوم أبطل أشجع أشجع.. هكون ميت أكيد”، كانت المئات من مشجعي رابطة ألتراس أهلاوي تهتف بهذه الكلمات في ملعب بورسعيد، تشجيعا لفريقهم الأهلي الذي خسر مباراته أمام فريق المصري، لكن أحدا منهم لم يتوقع أن المباراة ستنتهي بأكبر الكوارث التي تشهدها الكرة المصرية في تاريخها، وبأن العشرات منهم لن يرجعوا منها أبدا.
لقد حُفرت مذبحة بورسعيد في تلافيف عقل ووعي ولاوعي كل جماهير النادي الأهلي وفي السطور التالية بعض ما جاء في تقارير صحفية عن تقصي حقيقة ما حدث في استاد بورسعيد.
المدرج الشرقي من استاد بورسعيد
المدرج الشرقى الذى كان مخصصاً لجمهور النادى الأهلي.. المدرج يتسع لحوالى 5 آلاف مشجع.. وكان الحاضرون من جمهور الأهلى فى الماتش المشئوم حوالى 3 آلاف مشجع والمفاجأة أن عدد التذاكر التى تم بيعها لجماهير النادى الأهلى طبقاً لبيانات استاد المصري، بلغ 758 تذكرة فقط!.. فكيف إذن دخل 2242 مشجعاً بدون تذاكر؟!
مفاجأة ثانية.. وجدت أسفل المقاعد التى كانت مخصصة لجماهير الأهلى أوراق دعاية للمرشح محمد زيدان، المرشح المستقل لمجلس الشورى ببورسعيد على مقعد الفردى فئات.. والسؤال كيف دخلت هذه الدعاية لمقاعد جماهير الأهلى وأغلبهم من خارج بورسعيد أساساً؟
وعلى مقاعد جماهير النادى الأهلى وجدت 77 مقعداً ملطخاً بالدماء وحول هذه المقاعد وفى المخارج المخصصة للجماهير وجدت 96 بقعة دماء أصغرها قطرها يزيد على سنتيمتر وأكبرها يقترب قطرها من نصف متر كاملاً!
وعلى بعض المقاعد بقايا طعام لم يمهل القدر أصحابها لكى يتناولوها!
ووجدت كميات هائلة من الحجارة والطوب مختلف الأشكال والأحجام أسفل مقاعد جماهير النادى الأهلى مما يعنى أنهم تعرضوا لوابل من قذائف الطوب.
كما وجدت أيضاً «شوم» وقطعاً خشبية ضخمة وكراسى حديدية، والمؤكد أن هذه جميعاً استخدمها الذين هاجموا جماهير الأهلي، وكان المفروض على النيابة أن تتحفظ على هذه الأشياء جميعاً لترفع عنها بصمات الجناة ولكن – للأسف – النيابة لم تفعل.
وإذا كان كثير من وسائل الإعلام قد تحدثت طويلاً عن باب الخروج «الملحوم» واعتبرته دليل إدانة يؤكد أن قتل جماهير الأهلى كان متعمداً، فالحقيقة أن هذا الدليل «فشنك»، لأن الباب ملحوم قبل مباراة الأهلى بأسبوعين تقريباً، وتحديداً عقب مباراة المصرى والاتحاد السكندرى التى شهدت صداماً عنيفاً بين جماهير الناديين وعبر هذا الباب هجمت جماهير النادى المصرى على مشجعى فريق الاتحاد ولهذا قررت إدارة استاد النادى المصرى «لحام» الباب كنوع من الحماية لجماهير الفرق المنافسة للنادى المصرى.
أما دليل الإدانة الذى يؤكد أن هناك من تآمر على جماهير الأهلى فكان هو الباب الحديدى المخصص لخروج الجماهير.. وكان المفروض أن يتم فتح هذا الباب لتخرج منه جماهير الأهلى وبالفعل عندما وقعت الواقعة اندفع المئات من المشجعين إلى هذا الباب الذى تعودوا أن يخرجوا منه ولأن أنوار الاستاد كانت قد انطفأت فإن الجمهور اندفع نحو الباب دون أن يرى إن كان مفتوحاً أو مغلقاً، فلما وصل إليه أول الجماهير المندفعة فوجئوا به مغلقاً ولما حاولوا الرجوع فوجئوا بسيل من الجاهير التى تندفع نحوهم وظلت موجات الجماهير المندفعة تتوالي، مما أدى إلى تساقط العشرات تحت أقدام الجماهير المندفعة فمات منهم من مات.
ولما بلغ التدافع على الباب المغلق مداه تحطم الباب الحديدى الضخم فسقط على بعض المشجعين فقتل منهم من قتل وكسر أقدام البعض وأصاب آخرون فى مناطق متفرقة من أجسامهم.
وللحقيقة فإن بعض رجال الأمن حاولوا فتح هذا الباب ولكنهم فشلوا.
74 شهيدا للأهلي
وهكذا مات العشرات من جماهير الأهلى بسبب الباب المغلق فيما قتل بلطجية عشرات المشجعين خنقاً أو كسر العظام وإلقاء من أعلى المدرجات (25 متراً تقريباً) فيما قتل آخرون بالسنج والشوم والشماريخ.
ولم تتوقف المذبحة إلا بعد مقتل 71 مشجعاً من جماهير الأهلى أما من كتبت لهم الحياة وعددهم يزيد على ألف مشجع فقد خرجوا بإصابات مختلفة، إما بسنجة أو بضربة كرسى أو شومة أو خرطوش.