حالة من الحزن سيطرت علي أصدقاء وأقارب وجيران، أسرة الأستاذ محمد مدير المدرسة، الذي توفى برفقة زوجته وأبناءه الخمسة، داخل شقتهم بمنطقة الشرابية، متأثرين بتسرب الغاز الذي حدث أثناء تواجدهم بالمنزل.
الواقعة كشفتها سيدة من جيران الأسرة، عندما استيقظ الجميع، ولاحظوا عدم خروج الأبناء إلى أشغالهم ودراستهم وعدم استيقاظ الأب والأم فقاموا بطرق الباب الشقه فلم يردوا فقاموا بكسر الباب ليجدوهم جميعاً متوفين.
حولت صفحات السوشيال ميديا، لكل من يعرف سارة شكري محمد المدرسة بمدرسة لغات، وشقيقتها سمية شكري محمد، الطالبة بمدرسة طلائع المستقبل الرسمية لغات ، وشقيقهما عاطف شكري محمد، الطالب بمدرسة الظاهر الرسمية لغات ، وسما شكري محمد الطالبة بمدرسة الظاهر الرسمية لغات، والطفل عمر شكري محمد، إلى حزن وألم وكلمات صعبة، تنم عن حدث جلل وقع لكل من يعرف تلك الأسرة التي وصفوها بالمحترمة والطيبة، وهو ما ظهر في تشييع جثمانهم بمسقط رأس والدهم بمنقطة ترسا بمحافظة القليوبية.
ولم يتوقف الأمر عند الأصدقاء والأقارب والجيران، بل امتد الأمر إلى الغالبية العظمى من المصريين الذين عرفوا الخبر، وكتب أكثرهم معلقا على الوفاة بتلك الطريقة المؤلمة، ليصبح وفاة الأسرة بالغاز أحد أهم الموضوعات الرائجة على الفيس بوك، فيكفي فقط أن تكتب كلمة تسريب غاز لتظهر لك آلاف التعليقات والمشاركات والمواساة للأسرة .
كانت آخر كلمات الأشقاء الراحلون هي الأخرى، والتي نشروها على صفحاتهم الخاصة على التواصل الاجتماعي، لها وقعها الخاص عندما تقرأها وتشاهدها، وهى التي فور انتشار خبر وفاتهم، حصلت على مئات التعليقات والمشاركات.
البداية بالأخت الكبرى سارة شكري محمد المدرسة بمدرسة “انجليش تيتشر”، والتي كانت أخر بوست لها هاشتاج تتضامن فيه مع امام مسجد مطروح، الذي نشر فيديو لعدم وجود مصلين في الجامع لأداء صلاة العشاء، وقبله كان بوست تدعو فيه الله لبلوغ شهر رمضان القادم، إلا أن القدر لم يمهلها ورحلت رفقة أسرتها.
كما اقتبست حديثا من الرسول ﷺ وقالت في بوست ” لا يزال القضاء و الدعاء يعْتلجان – يتصارعان ويتصادمان – بين السماء والأرض ؛ حتى يغلب أحدهما الآخر.”
وتابعت قائلة ” اوعي تيأس أبدا ، وتبطل تدعي مهما كان ، يمكن دعائك دلوقتي بيتعارك مع قضائك ، وعلي وشك إنه يغلب بس انت اللي زهقت ويقينك قل !!.
أول مايجيلك الإحساس ده ؛ افتكر الكلام الجميل أوي ده للشيخ الشعراوي :” حذاري أن تمل من الصبر ؛ فَلَو شاء لحقق لك مرادك في طرفه عين .. هو لاتخفي عليه دموع رجائك ولا زفرات همك ، هو لايعجزه إصلاح حالك وذاتك ، لكنه يحب السائلين بإلحاح .. أليس يقول ﴿إني جزيتهم اليوم بما صبروا﴾ ؟!”.
ونعى عدد من أصدقاء الراحلة وفاتها المفاجئة، والتي كانت تستعد للزواج عقب خطبتها منذ شهر أغسطس الماضي، حيث قالت نور سلطان إحدى صديقاتها، “طب انتي كنتي بتودعيني طيب ولا ايه.. ان لله وان اليه راجعون بجد.. يعني انتي كنتي داخله تقوليلي اني وحشتك بعد كل السنين دي طب كنتي استني يابنتي نتقابل.. ان لله وان اليه راجعون”.
وتابعت قائلة “ادعو لها بالرحمة يا جماعه اقسم بالله الدنيا دي متستاهلش بجد اي بُعد ولا اي حاجه وجعتي قلبنا يابنتي.. يارب اغفر لها وارحمها يارب، ملعون ابو دي دنيا مفرقه الكل عن بعضه.. يارب ارحمها واجعل مأواها الجنة يارب”.
واستكملت قائلة “ادعو لها وأقروا لها الفاتحه.. لسه عروسه من كام شهر.. لسه مفرحتيش.. يارب يارب يرحمك ويغفر لك”.
وأنهت حديثها موجهة كلامها لأصدقائها ” ادعوا لساره صاحبتي.. ماتت في تسريب غاز.. ادعولها هي واهلها يا جماعه.. ماتت هي واهلها كلهم اللهم ارحمهم رحمة واسعة”.
أما شقيقها عاطف شكري محمد أحد ضحايا تسريب الغاز بالشرابية، فكانت أخر كلماته على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حينما كتب قائلاً” خليك من ذهب”، وقام أصدقائه ومحبيه بمشاركة المنشور، ومعلقين بكلمات حزينة على خبر وفاته.
كان منهم عبدو حسام الذي رثاه قائلاً ” اللهم اغفر لهم وارحمهم واسكنهم فسيح جناتك يارب العالمين.. ادعوا لهم الرحمة..هتوحشني يا صاحبي اقسم بالله”، مزوداً تعليقة برسمة لقلب مكسور.
أما الضحية الثالثة سمية شكري محمد وهي أصغرهم، وأحد ضحايا تسريب الغاز، فيبدو أنها لم تكن من هواة مواقع التواصل الاجتماعي، فلم تكن دائما نشر بوستات، حيث كان أخر بوست لها على صفحتها الرسمية على الفيس بوك، كتبت تعليقاً على صورة خاصة لها قالت فيه ” طفل القمر”.. ولم يختلف الحال مع شقيقتهم سما شكري محمد، التي نعاها أصدقائها بالمدرسة بكلمات مؤثرة تقشعر لها الأبدان.
وفي السياق ذاته سادت حالة من الحزن بين أهالي قرية ترسا بمحافظة القليوبية، عقب نبأ وفاة الأسرة المكونة من أب وأم و5 أبناء، خنقا بغاز البوتاجاز أثناء نومهم، أمس الإثنين بمنطقة الشرابية بالقاهرة، حيث حدث تسرب للغاز من خرطوم البوتاجاز أثناء نومهم ولقي الجميع مصرعهم.
وتم تشييع جثمان المتوفيين، عقب صلاة ظهر اليوم بقرية ترسا بطوخ بمحافظة القليوبية بعد أن صرحت الجهات المعنية بدفنهم لعدم وجود شبهة جنائية.