في مسعى لإثبات وجودهم والمطالبة بحقوقهم، تسعى مجموعات من “اللادينيين” العرب إلى إطلاق يوم عالمي لهم اعتبارا من العام، وقد اختاروا يوم 22 فبراير ليكون منطلقا للاعتراف بهم، بحسبما يقول أحد المشرفين على الحملة الافتراضية.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد غضت مؤخرا بالدعوة للتبرع للتظاهرة الافتراضية للادينيين المتحدثين باللغة العربية، التي سوف تنطلق عبر موقع إلكتروني يعلن عن رابطة قبل يوم واحد من بدء الحملة الإلكترونية، وذلك في محاولة منهم لتفادي الحجب في الدول العربية.
وعن هذا اليوم، يقول أحد المشرفين، سامي شرف (اسم مستعار) لموقع الحرة: “هي ليست حملة، هو يوم عالمي للادينيين الناطقين بالعربية، سنتظاهر فيه رقميا، وهدف هذا العام (الأول) موجود في الشعار، وهو: (نحن هنا) أي فقط إظهار وجودنا، وفي كل عام مقبل ستكون الفعالية تحت شعار واحد يحمل مطلبا”.
وبشان حاجتهم إلى التبرعات المالية رغم أنها تظاهرة إلكترونية يجيب شرف: “جمع التبرعات لتغطية مصاريف إنشاء موقع وتأمينه، والإنفاق على الدعاية الرقمية في وسائل التواصل الاجتماعي، لترويج مقاطع فيديو شارك في إنتاجها وتسجيلها أغلب وجوه اللادينيين المعروفين في منصات يوتيوب”.
ونوه إلى أن “التعامل مع هذه التبرعات يتم بمنتهى الشفافية والحرفية وسيُقدم في نهاية المظاهرة تقرير مفصل عن التبرعات التي جُمعت وكيفية إنفاقها مدعمة بالوثائق والفواتير المطلوبة”، مضيفا: “نحن سعداء بكل الأرقام المحققة حتى الآن ونأمل في المزيد”.
ولاتوجد إحصائيات رسمية أو دقيقة لأعداد “اللادينيين” في العالم العربي، ولكن تقريرا صدر مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية في العام 2014 وبالاعتماد على مؤشر الإلحاد فى كل دول العالم، الذي أعده مركز “ريد سي” التابع لمعهد “غلوبال”، جرى فيه تصنيف بالمركز الأول عربيا بمجموع 866 ملحدا، وبعدها المغرب بـ 325 ملحدا و تونس بــ 320 ملحدا .
وسجلت باقي الدول العربية أرقام متباينة، حيث أعلن التقرير عن تواجد 242 ملحدا بالعراق و 178 في السعودية و170 في الأردن، بالمقابل انخفض العدد في ليبيا التي يوجد بها 34 ملحدا و 70 في السودان و 56 في سوريا و32 في اليمن.
ويقول مشرفو الحملة بأن التظاهرة لن تعكس أعداد الملحدين العرب، موضحين “بالطبع لا يمكن ذلك وخاصة في أول سنة لها، حيث أن عدد المشاركين سيكون قليل ولكن نتوقع أن تتحسن المشاركة مع مرور السنوات خاصة بعد أن تنتشر هذه المظاهرة وتزداد ثقة الناس بجدواها”.
وعن رمزية الرقم 2 في تاريخ 22-2-2022، يقول المشرفون: “لديه رمزية خاصة فهو لا يعبر عن التوحيد ولا عقيدة التثليث، ولذلك جرى اختيار هذا التاريخ لانطلاق التظاهرة”.