توطدت علاقتها بالملك فاروق، وأصبحت واحدة من المفضلين فى شلته، لكنها لم تقع فى حبه، بدأت علاقتها به حين فوجئت وهى فى الإسكندرية باستدعائها فى سراى رأس التين للغناء، وفى القصر ومع الحاشية غنت الكثير، وشدت بأغنيتها المفضلة عند الملك: «يا ريتنى أنسى الحب يا ريت»، انتهت الليلة، لكنها لم تنته مع «فاروق» صاحب الأطوار الغريبة.
عادت إلى الفندق، وفى شرفة غرفتها راحت تسترجع مع صديقتها «نوال» ما حدث مع «الملك»، كان الظلام معتما، والحديث ينساب بين الاثنين، وفجأة أضيئت الأنوار، انتفضت: «مين؟»، رد: «أنا يا لا يلى»، هكذا كان يناديها «فاروق»، دعاها من جديد لتلحق به لتواصل الغناء، فعلت ذلك حتى توطدت العلاقة بينهما، كما توطدت العلاقة مع أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى.
تواردت أفكار فى ذهن ليلى حينئذ عن الارتباط العاطفى والاستقرار الأسرى، وأظن أنه قد صادر القلق خواطرها من عدم وجود من يحميها من براثن ظلمات القصر.
وقد جاءها الفرج، عندما دخلت ليلى مراد إلى الاستديو لتلعب دور البطولة فى فيلم «روميو وجوليت» أمام المطرب «إبراهيم حمودة»، وذات صباح وهى تجلس فى غرفتها جاء من يقول لها: «أنور وجدى فى الاستديو يريد مقابلتك».
لم تكن التقت به من قبل وحين دخل عليها، تحدث عن هدفه مباشرة دون لف ودوران، قال لها: «وضعت كل ما أملك من مال مع مجموعة من الشركاء لإنتاج فيلم ألعب بطولته أمامك ويخرجه كمال سليم، قالت ليلى: «أنا أجرى كبير جدا»، رد: «أنا حطيت كل فلوسى فى الفيلم ده ومش عايز غير ليلى مراد»، قالت: «أنا أجرى 15 ألف جنيه»، رد: «أنا بأبدأ حياتى، وإنتى لازم تساعدينى». هكذا بدأت مسيرة «أنور وجدى» و«ليلى مراد» بفيلم «ليلى بنت الفقراء» عام 1945، تخلله قصة حب بينهما صارت واحدة من أشهر قصص الحب التى عرفتها مصر فى القرن العشرين، توجت بالزواج لكنها انتهت بالطلاق.
كانت قصة ليلى مع أنور فارقة فى حياتها الشخصية والفنية، قصة تداخلت فيها الغيرة والنميمة والمكيدة، شهدت أحزانا وأفراحا، دموعا، وضحكات.
كانا معا «حياة عاصفة» حسب ما يقول «صالح مرسى» فى كتابه «ليلى مراد» الذى يعد جزءا من سيرتها الذاتية روتها له، حياة احتوت على حقائق أغرب من الخيال، فهى وافقت على إلحاحه بأن تلعب أمامه بطولة فيلم «ليلى بنت الفقراء»، واقترحت عليه أن يقوم بإخراج الفيلم بدلا من كمال سليم الذى داهمه المرض فجأة قبل التصوير بأيام، كان وقتئذ ممثلا يلعب الأدوار الثانية.
كانت ليلى نجمة ملء السمع والبصر، وأثناء التصوير اصطحبها ذات يوم بعد انتهاء العمل فى سيارته، قال لها: «يا سلام يا ليلى لو اتجوزتك وعشت معاكى على طول؟، صعقت ليلى»، علقت ساخرة: «ياه، مرة واحدة كده؟»، رد: «وفيها إيه يعنى، أهو ساعات ربنا يستجيب دعا الواحد»، ثم ترك عجلة القيادة رافعا يديه إلى السماء، صائحا بأعلى صوته: «يا رب.. تتجوزينى يا ليلى».
انفجرت «ليلى» ضاحكة، وفى لذة شديدة، داهمتها خلفية تجربة حب عنيفة، لكن الحبيب الذى ألهبها بكلمات الغزل لمدة ثلاث سنوات اشترط عليها أن تعتزل الفن حسب رغبة أسرته، لكنها رفضت وافترقا، ليكون هذا الفراق عنوانا جديدا فى قصتها مع الألم، التى بدأت منذ طفولتها حين كانت تشاهد أمها تبلل مخدتها بدموع الألم من الأب صاحب الغزوات النسائية المتعددة.
لقد جاءها «أنور» بعد فراق الحبيب الأول، فبعد أيام من قوله لها: «تتجوزينى يا ليلى» كانت قصتهما معا حديث الوسط الفنى كله، وتزوجا قبل أن ينتهى تصوير «ليلى بنت الفقراء»، كان الزواج فى أكتوبر 1945 وأحدث ضجة كبيرة، رحبت به الصحف ونسجت حوله الحكايات، كان «أنور» فتى وسيما خفيف الظل، وكان محبوبا، أما ليلى فتحولت مع الأيام إلى نموذج لفتاة الأحلام لشباب مصر.
كانت «ليلى» تبلغ من العمر وقتئذ 27 عاما فهى من مواليد 17 فبراير 1918، وكان عمر أنور 41 عاما فهو من مواليد 11 أكتوبر 1904، وكان بينهما اختلاف فى الديانة، فهى «يهودية» وهو «مسلم».
عُرف عن أنور وجدي أنه كان يرغب في تكوين ثروة نظرًا لأنه في بداياته عاش فترة عصيبة فلم يكن يجد وقتها طعامًا يأكله، ويقال عنه أنه كان يدعو الله بأن يحصل على مليون جنيه “، وأن يعطية الله أمراض الدنيا كلها، ويبدو أن أبواب السماء كانت مفتوحة فاستطاع أنور وجدي تكوين ثروة كبيرة وصلت إلى نصف مليون جنيه، وأكثر لكنه عاش يعاني من أمراض الكلى وسرطان المعدة، ويقال أنه اشتهى أكل سندوتش فول قبل موته ولم يستطع أكله، فسواء كان فقيرا أو غنيا لم يستطع أكل ما يشتهي.
فى عام 1945 ومع تصوير فيلم “ليلى بنت الفقراء” تقدم أنور وجدي لخطبة الفنانة ليلى مراد وتزوجا لمدة 7 سنوات عاشا فيها نجاحًا فنياً كبيرا، ووقع الطلاق بينهما بعد أن اكتشفت خيانته مع لويست التي تعرف عليها في إيطاليا أثناء إحدى رحلاته إلى هناك.
حكاية الكمون
وقع الطلاق الأول بين «ليلى وأنور» في عام 1951، ويروي وقائعه صالح مرسي، قائلا إن ليلى استيقظت ذات يوم من النوم، واستعدت لمغادرة البيت لتصوير بعض المشاهد لفيلم من أفلامها، وجدت البيت وكأنه مقبل على معركة، كان صوت أنور يتصاعد من المطبخ صارخا لاعنا، وكان صوت الأطباق والحلل يتطاير بين الحين والآخر، ووجدت «ليلى» صديقهما محمد البكار في البيت فسألته عن سر الثورة، فأخبرها أنه يطبخ طبخة دمشقية من التي يحبها، وعادت تسأل عن السبب، فجاءها صوت «أنور» من خلفها صائحا: «البيت مفيهوش كمون يا ست هانم»، التفتت «ليلى» إليه هادئة، وكانت تعلم علم اليقين أن الكمون ليس سبب ثورته، فقالت: «طيب وفيها إيه يعني يا أنور نبعت نشترى كمون»، صرخ «أنور»: «وإيه يعني، طب إنتي طالق يا ليلى».
لم يترك أنور وجدي طليقته ليلى مراد تعيش حياة هادئة وطبيعية عقب انفصالهما وانشغال كل منهما بحياة أخرى بعيدا عن الآخر، وكان الغيظ والحقد يأكل قلبه وهو يراها على عرش الأغنية والسينما العربية، وصمم أنور وجدي على تحطيمها وكسر .
كانت خيوط المؤامرة على ليلى مراد وشرفها الوطني وانتمائها لعروبتها ومصريتها، قد انطلقت من دمشق في شهر سبتمبر عام 1952 عندما نشرت مجلة”الكفاح العربي السورية” أن المطربة المصرية يهودية الأصل ليلى مراد تبرعت لإسرائيل بمبلغ 50 ألف جنيه، أثناء وجودها في باريس.. فسارعت بعض الدول العربية إلى مقاطعة ليلى مراد سينمائيا وغنائيا وفي مقدمتها سورية.
حيث نشرت جريدة «الأهرام في خبر من مراسلها في دمشق في الثاني عشر من سبتمبر 1952 «أن الحكومة السورية قررت منع أغاني ليلى مراد وأفلامها من سورية، لأنها تبرعت بمبلغ 50 ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم جدا في ذلك الحين يساوي ملايين بلغة اليوم، وقد أثار الخبر حينها زوبعة واسعة، مما استدعى التحقيق السياسي معها على أعلى مستوى بعد مطالبة جامعة الدول العربية بالتدخل لوقف هذه المأساة.
ودخلت ليلى مراد المستشفى وهي تقول في حسرة:”الله يجازيك يا أنور”.
كانت ليلى مراد تدرك بحسها ومشاعرها وتحليلها لشخصية طليقها أنور وجدي أنه وراء الشائعة القاتلة، وقد ذكر اللواء عادل عبد العليم الخبير الأمني في شؤون الجاسوسية أن الفنان أنور وجدي ذو الأصول السورية، أطلق هذه الشائعة القاتلة، بسبب خلافاته مع ليلى مراد وانفصالهما عن بعض.. وكان أنور وجدي وقتها موجودا في باريس لقضاء بعض الوقت مع زوجته الجديدة الفنانة ليلى فوزي.
ومما أكد وقوف أنور وجدي وراء الشائعة القاتلة ضد ليلى مراد وجود سابقة لأنور وجدي في اطلاق شائعات قاتلة فقد حدث أن تزامن قيام فريد شوقي بعرض أول فيلم من انتاجه «الأسطى حسن في سينما رويال في 23/6/1952، مع عرض أنور وجدي لفيلم من انتاجه في سينما الشرق في اليوم نفسه «مسمار جحا.. فما أن أدرك أنور وجدي ان فيلم فريد شوقي يجذب العدد الأكبر من المشاهدين حتى سارع الى تقديم شكوى الى جهاز الأمن المصري الذي كان يعرف زمن الملك فاروق بالبوليس السياسي قسم القلم المخصوص بوزارة الداخلية «يتهم فيها فريد شوقي بأنه يروّج في فيلمه «الأسطى حسن للشيوعية، فتم ايقاف عرض الفيلم على الفور ولم يُفرج عنه الا بعد قيام الثورة.. وحينما علم فريد شوقي بأن أنور وجدي هو المتسبب في منع فيلمه من العرض، عاتبه.. فأجابه الأخير قائلاً: «أُمّال تنـزل أنت تأكل السوق وأنا أخسر! انت حتتأخر شوية أكون أنا لمّيت فلوسي وجبت ثمن الفيلم.. .
ولذلك تأكدت ليلى مراد من واقع خبرتها بشخصية أنور وجدي أنه الوحيد الذي أقدم على هذه الفعلة الشنيعة لتدمير مستقبلها.
دفاع ليلى مراد
وبمجرد أن غادرت ليلى مراد المستشفى، سافرت الى باريس وعقدت مؤتمرا صحافيا عالميا أعلنت فيه أنها لم تذهب الى اسرائيل، ولم تتبرع لجيش الاحتلال بأي مال، وأكدت أنها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الدعاية السيئة أن تنال منها، وأن شائعة أخرى طاردتها أنها راحت ضحية سيارة في ايطاليا رغم أنها لم تزر ايطاليا من قبل.
وصرحت ليلى مراد لوكالة الأسوشيتدبرس، أن هذه الرواية مردها هو حقد بعض المشتغلين بشؤون السينما. دون أن تشير الى أنور وجدي أو شخص بعينه.
وأضافت أنها موقنة أن الشعب المصري يعرفها حق المعرفة كذلك الحكومة المصرية. وأنهما لا يصدقان مثل هذه المزاعم.
وأضافت ليلى مراد قائلة: «الدعاية السيئة لن تنال مني وقد يكون سببها أني ممثلة ممتازة وقد سبق أن أشاعوا اني صدمت في حادث سيارة بايطاليا. والواقع انني لم أزر ايطاليا قط، وأكدت أن كل أموالها مودعة في بنوك مصرية وأنها لم تملك في يوم من الأيام مبلغا يزيد على 50 ألف جنيه، فكيف تتبرع بهذا المبلغ أصلا لدولة ضد وطنها العربي؟
ورغم الحملة الاعلامية والدعائية التي قادتها ليلى مراد والوفد المصاحب لها للحصول على صك البراءة من تلك التهمة المشينة التي تمس وطنية ليلى، وتتهمها بخيانة وطنها مصر وأمتها العربية، الا أنها فشلت في اقناع الرأي العام العربي وخاصة بعد صدور بيان رسمي من مدير الاذاعة السورية في القاهرة أحمد على عقب حضوره دورة لجامعة الدول العربية والذي قال في مؤتمر صحافي: «ان دوائر الأمن السوري لديها دلائل مادية دامغة ووثائق تؤكد هذه الشائعة، وأن تدابير وقائية اتخذتها السلطات السورية لمنع أفلام ليلى مراد في سورية وكل الدول العربية.
وطلبت الاذاعة السورية من ليلى مراد أن تقدم المستندات التي تثبت صحة ما قالته في بياناتها من تكذيب للخبر.
وقد تصاعدت حدة الشائعات في القاهرة عن عزم سلطات الأمن المصرية «المباحث العامة بوزارة الداخلية ادارة المخابرات القبض على ليلى مراد لاستجوابها عقب عودتها للقاهرة في 22 أكتوبر 1952.
ويشير المؤرخ الفني عادل حسنين في كتابه «يا مسافر وناسي هواك» أن ليلى مراد بمجرد علمها بهذه الشائعات أخذتها على محمل الجد وتعبت في الحصول على مستندات تؤكد براءتها من هذه التهم المشينة التي تهدم سمعتها الوطنية وأرسلت مدير أعمالها محمود شافعي الى دمشق، لتقديم مجموعة من الوثائق، على النحو التالي:
1- شهادة بحسابات ليلى مراد لدى البنك العثماني وكان قدره 36149 جنيها وفي البنك العربي وكان قدره 30710 جنيها، وشهادات من البنوك الأخرى أن ليلى مراد ليس لها فيها حسابات اطلاقا.
2- شهادة من القنصلية المصرية العامة في باريس. ومعها وثيقة من الأمن العام الفرنسي تثبت فيها أنها لم تغادر فرنسا فقد وصلتها قادمة من مصر.
3- شهادة من أنور وجدي يثبت فيها ان طلاقه من ليلى هانم مراد لم يكن بسبب خلاف ديني لأن السيدة ليلى مسلمة وموحدة بالله سبحانه وتعالى منذ حوالي سبع سنوات وان الطلاق لم يكن بسبب خلاف سياسي أو ميول وطنية لأن السيدة ليلى مراد لم يكن لها في يوم من الأيام لون سياسي أو ميول وطنية من أي نوع وانما هي عربية مسلمة صميمة يحبها العرب جميعا وهي تبادلهم الحب.
وكان أنور وجدي أصيب بسرطان المعدة بعد اصابته بالكلى، وكان يعالج بمدينة استوكهولم في السويد وقد أرسل رسالته السابقة وهو على فراش الموت وقامت بنشرها أغلبية الصحف والمجلات وأصبحت بمثابة الاعتذار والتطهير قبل الموت.
4 مقال نشر في صحيفة «الاهرام في العدد الصادر في 12 سبتمبر 1952 تحت عنوان «ليلى مراد تكذب دعم اسرائيل بـ50 ألف جنيه.
وبعد تقديم هذا الوثائق قام الفنان سراج منير بصفته نقيب الفنانين في ذلك الوقت بكتابة خطاب الى ادارة الشؤون العامة للقوات المسلحة طلب فيه من مجلس الثورة أن يفيدهم عن ثبوت أو انتفاء ما أشيع عن ليلى مراد، فكلف مجلس الثورة ادارة الشؤون العامة بالقوات المسلحة «الشؤون المعنوية حاليا بالتحري عن الموضوع عبر الجهات المختصة، وقد قام الكاتب الكبير مصطفى أمين بالذهاب مع ليلى مراد الى مكتب وجيه أباظة لعرض تقديم المستندات التي تثبت براءتها. وقد نشأت علاقة عاطفية لأول وهلة بين الطيار وقيثارة الغناء، لاحظه مصطفى أمين وكتب عنه وعن قصة الحب التي نشأت بينهما عقب تلك المواقف العصيبة التي مرت بها ليلى.
قائد الجناح «طيار وجيه أباظة مدير ادارة الشؤون العامة في الجيش في ذلك الوقت الذي رد على الخطاب قائلا: «انه بعد تحريات جهات الاختصاص في هذا الموضوع تبين لنا أن السيدة ليلى مراد لم تسافر الى اسرائيل ولا صحة لما نشر عن تبرعها للحكومة الاسرائيلية بأي مبلغ من المال.
وفي نوفمبر 1952 تعود ليلى مراد وتقول لمجلة الفن عن هذا الشائعة: «انني مظلومة وبريئة من جميع ما نسب الي.. انني مصرية عربية مسلمة ومتزوجة من مصري مسلم وأحب العرب والاسلام وان الله لن يظلم مخلوقا بريئا.. ان براءتي ستظهر للجميع وسيزداد حب الناس لي في جميع البلاد العربية.. وعلى الرغم من شعوري بأن ليس لي أعداء الا أنه يوجد من يغيرون من شهرتي فنكاية بي أشاعوا عني هذه الأكاذيب التي ليس لها ذرة من الصحة والحقيقة والتي ليس لها أي دليل لأنني قد وهبت نفسي وحياتي للفن والعرب والاسلام وهذه حقيقة يعلمها الجميع بل ويعلمها الذين أشاعوا هذه الفرية الكاذبة.. لقد ظلموني وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وفي اطار هذه الحكاية أعلنت ليلى مراد من جديد تأييدها لثورة يوليو وشاركت في الهجوم على الملك السابق فاروق وتحدثت عن محمد نجيب أول رئيس لمصر باعتباره والدها وقالت عنه انه «الرجل العظيم. وظلت تحمل صورته في الحفلات العامة.
ليلى مراد ووجيه أباظة
في عام 1953 قررت المطربة الراحلة ليلى مراد الاعتزال فجأة بعد طلاقها من زوجها الفنان والمخرج والمنتج أنور وجدي وهو الخبر الذي أثار ضجة كبيرة وأصبح مادة للصحف ووسائل الإعلام وقتها
ليلى مراد أعلنت أنها ستسافر إلى أوروبا وبالفعل تركت شقتها ولكن ليس إلى أوروبا ولكن إلى شقة زوجها الجديد وجيه أباظة أحد الضباط الأحرار الذي أوكل إليه في ليلة 23 يوليو قيادة المطار القاعدة الأساسية للقوات المسلحة الجوية.
المطربة ليلى مراد تزوجته سرا ودون أن يعلم أحد على الإطلاق بناء على أوامره، كان الضابط الشاب قد تقابل مع النجمة الأسطورية في قطار الرحمة الذي نظمته إدارة الشئون العامة للقوات المسلحة وساهم فيه مجموعة من الفنانين لجمع تبرعات من المحافظات لدعم ثورة يوليو1952.
ابن العائلة الأباظية الشهيرة اقترب من نجمة الغناء فجذبته رقتها ورومانسيتها بجانب وطنيتها، لهذا لم تعجبه الشائعات التي كان يطلقها أنور وجدي بعد طلاقه منها والتي أدت في وقت من الأوقات إلي منع تداول وإذاعة أغانيها في سوريا مما ترتب عليه تدخل وجيه عن طريق زميله الملحق العسكري المؤرخ جمال حماد وقتها للإفراج عن الأغاني والأفلام, وبدأ التقارب يحدث بينهما.
درجة التعاطف والتقارب بين وجيه أباظة وليلي مراد زادت حتي تحولت إلي قصة حب قوية فرضت نفسها علي الاثنين لدرجة إنها قبلت أن تعيش بجوار الرجل الذي أحبته وقبلت أن تكون زوجة بعيدة عن الأنظار من فرط حبها له وسعادتها به، وكان وجيه أباظة برغم مشاغله وعمله مع رجال الثورة يعطيها الحب فأسعدها, وساعدها علي تحمل كونها زوجة في السر, بعيدة عن الأنظار.
لم تدم قصة الحب سوي شهور قصيرة وبدأت الوساوس تشغل بال ليلي خاصة بعد أن تحرك في أحشائها جنين كان هو ثمرة الزواج السري الذي ربط بينها وبين وجيه أباظة.
شهور الحمل مرت وهي في قلق دائم علي مصيرها ومصير ابنها أشرف وكانت الظروف تقف في وجه العاشقين ظروف عمله وسفره وأعبائه كرجل مسئول من مسئولي الثورة, وظروف وضعه بين أفراد عائلته الكبيرة والمشهورة, والتي حتمت عليه أن يبتعد نهائيا معلنا نهاية قصة حب وزواجه من ليلي مراد بعد زواج لم يدم سوي عام تقريبا لتعود بعد ذلك إلى حياتها الفنية من جديد.
ليلى مراد وفطين عبد الوهاب
كان المخرج الراحل معجبًا بليلى مراد منذ عمله معها للمرة الأولى كمساعد مخرج في فيلم «الماضي المجهول».
– خلال عمل ليلى مراد على فيلم «الحياة الحب»، قامت بترشيح فطين عبدالوهاب ليمثل أمامها في الفيلم لكنه رفض بشدة، وتم استبداله بالفنان يحيى شاهين.
– بسبب رغبته في الزواج من ليلى مراد، طلب من كل من عزيزة حلمي وحلمي حليم، أن يكونا وسطاء له في الأمر، وذلك بسبب تخوفه الشديد في مفاتحتها بنفسه في أمر الزواج بسبب الظروف السيئة التي كانت تمر بها المطربة آنذاك بعد تجربة زواج سابقة لها من أحد كوادر ثورة يوليو.
– بلغ المهر الذي دفعه فطين عبدالوهاب لليلى مراد لدى زواجه منها 25 قرشًا ذهبيًا، ومؤخر الصداق بلغ ألف جنيه.
– دام زواجه من الفنانة ليلى مراد 12 عامًا.
– له فيلمان ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري وهما: «الزوجة 13، مراتي مدير عام»
– توفى في عام 1972 إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة.
وأكدت ليلى مراد أنها اختارت أن تكون مع مصر وفلسطين، وسبق أن شاركت في فيلم «شادية الوادي» الذي يستعرض قضية فلسطين؛ كما أنتجت فيلم «الحياة حب» لتؤكد موقفها من القضية الفلسطينية، حيث قامت بدور ممرضة لرعاية الضباط الجرحى العائدين من حرب فلسطين، لتؤكد أنها مصرية عربية قبل أن تكون يهودية.. وقد طاردت الشائعات ليلى مراد بسبب أصلها اليهودي.