شددت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، على ضرورة المساعدة من المجتمع الدولي للتعامل مع التحديات الحالية وتوفير المساعدات للاجئين الأوكرانيين.
وقالت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي، أمس الأحد 6 مارس، «يحتاج شعبنا وبلادنا واقتصادنا مساعدات للتعامل مع التحديات والتدفق اللاجئين، ومساعدات طارئة لاستقبال اللاجئين وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم».
ولفتت الحرب الانتباه إلى دولة مولدوفا وتساءل كثيرون عن العرب والمسلمين في دولة مولدوفا.
وتُعد مولدوفا واحدًة من جمهوريات الدول الأوربية التي بها عدد من المسلمين ولكن بشكل قليل إذ أن الدين السائد فيها هو الدين المسيحي الأرثوذكسي، فهل تعرف كم عدد المسلمين في مولدوفا وكيف وصلوا إليها وماذا يواجهون هناك في ظل السيطرة المسيحية على ديانة الجمهورية؟
الإسلام في مولدوفا
تُشير البيانات الإحصائية الرسمية لطبيعة السكان في مولدوفا أن الغالبية تُدين بالدين المسيحي الأرثوذكسي وأن عدد المسلمين لا يعدو طائفة وعاني المسلمون هناك من رفض المجتمع لهم في بداية الألفية الثالثة حيث كان يُحظر على المسلمين تسجيل الجمعيات الخاصة بهم في سجلات الدولة حيث رفضت الحكومة في العام 2005 طلبًا من المنظمة الروحية لمسلمي مولدوفا بالتسجيل في السجلات الرسمية الخاصة بها وذلك على الرغم من الالتماسات التي قدمها رئيس المنظمة آنذاك تالغات ماساييف للحكومة وبعد ست سنوات وتحديدًا في 2011 تم القبول بالالتماس وسجلت الرابطة الاسلامية في مولدوفا رسميًا وكانت بذلك أول منظمة للمسلمين في مولدوفا..
كم عدد المسلمين في مولدوفا
لم تكن الحكومة في مولدوفا تعترف بوجود المسلمين لديها حتى أن الكثير من المسلمين غير مسجلين رسميًا في السجلات الحكومية الخاصة بالسكان وظل الأمر كذلك حتى العام 2007 حيث تم إقرار قانونًا جديدًا يتعلق بحرية الفكر والاعتقاد الديني ونص القانون على أهمية الحرية في الممارسة الدينية بأي شكل من الأشكال وسمح هذا القرار بإنشاء الطوائف الدينية.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن عدد المسلمين في مولدوفا بقيّ يشوبه الشك فبينما تُشير الحكومة أنه لا يتجاوز بضعة آلاف تقول المؤسسة الإسلامية الأولى في مولدوفا أنهم قبل عشر سنوات كانوا تقريبًا 17 ألفًا بينما اليوم تضاعف العدد بشكل كبير وقد تجاوز الآن الـ 3 مليون مسلم غير أن هذا العدد لم يتم تأكيده من أي من الجهات الرسمية في الحكومة المولدوفية.
المدينة الإسلامية في مولدوفا
تُعرف باسم مدينة سحر الجديد، وهي تبعد قرابة الـ 30 كيلو متر عن كيشيناو العاصمة المولدوفية، تتربع المدينة التي يُقيم بها الأغلبية المسلمة في مولدوفا على قمة جبلية محاطة بالمسطحات المائية من كل جانب، فتبدو وكأنك في جنة الله على الأرض.
كانت المدينة الإسلامية “سحر الجديد” تشتهر بتجارة الملح ويقوم على هذه التجارة المسلمون هناك وقد ساعدها ذلك وجود المسطحات المائية فيها ناهيك عن الأراضي الزراعية ومثل حلقة الربط بين أوروبا والعالم الإسلامي في القرن الخامس الهجري إلا أنها لم تعد قائمة منذ سيطرة الاتحاد السوفيتي على البلاد والذي عمد إلى تغيير ملامحها كأنها لم تكن سابقًا.
قبول الحكومة المولدوفية للمسلمين
قبلت الحكومة المولدوفية بالمسلمين كجزء من مكون شعبها وسكانها وكان ذلك في العام 2007 بعد إقرار قانون الحرية الفكرية والممارسات الدينية إلا أن الشعب لم يكن راضيًا عن هذا التغير في أداء الحكومة ورءوا أن الأمر قد يذهب بالبلاد إلى طريق مسدود إذ كانت الحكومات السابقة تعتبر الإسلام ديانة غير قانونية .
بعد إقرار القانون ثارت وقتها الكنيسة المولدوفية الأرثوذكسية وعملت على المشاركة في الاحتجاجات الشعبية والتي قامت بها الجماعات المحافظة في مولدوفا.
حال المسلمين في مولدوفا
مازال المسلمون في مولدوفا على الرغم من الاعتراف الرسمي بهم واعتبارهم طائفة دينية ضمن الطوائف الدينية الكثيرة التي تعيش في البلاد والتي يزيد عددها عن 200 طائفة دينية، مازالوا يُعانون أوضاعًا صعبة ويُحاربون بكل قوتهم الصورة النمطية التي تُصورهم وتُصنفهم ضمن الجماعات الإرهابية خاصة بعد الكشف عن انضمام عدد منهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان “تنظيم القاعدة”.