هلت ليالي.. حكاية الأغنية الوحيدة الباقية لـ فريد الأطرش عن شهر رمضان

فن , Comments Disabled

على مسرح قصر النيل في 12 أبريل 1956، وقف فريد الأطرش يشدو في وصلته الثالثة “هلت ليالي حلوة وهنية”، هدية إلى جمهوره بشهر رمضان، متطرقًا خلالها الحديث عن ليلة القدر، قائلا: “وفيها ليلة الله عليها، القدر فيها الله أكبر أوعدنا بيها الله أكبر”.

“كل التمني لو ترضى عني وأعيش مهني ولا أبالي”.. بهذه الكلمات اختتم ملك العود، أغنيته الوحيدة عن شهر رمضان الكريم، والتي غناها في العديد من حفلاته سواء في مصر أو لبنان أو تونس.
أغنية هلت ليالي هي حالة فريدة قدمها بيرم التونسي في وصفه لليالي الرمضانية، لتصبح هذه الأغنية الوحيدة من بين 5 أغنيات تحدثت عن نفس المضمون، التي صمدت في وجه عوامل الضياع والنسيان، حيث ما زالت تقدم حتى الآن في كل من الإذاعة والتلفزيون.

وكانت الأغاني الأخرى هي: “ليالي رمضان، ليالي حسان، أسعد ليالينا”، ولعل سبب نجاح “هلت ليالي” واستمراراها في الأسماع لما يجاوز النصف قرن أنها أشارت إلى ليلة القدر في سياق التغني بليالي الشهر الكريم، وذلك وفق ما ذكره الدكتور نبيل حنفي محمود في مقالة بعدد قديم من مجلة الهلال تحت عنوان “الأغنية الرمضانية من الفاطميين إلى عصر الإذاعة”.

يرجع لحن الأغنية إلى مقامات الراست والبياتي والحجاز، بادئًا فريد بمقدمة موسيقية من البياتي مع إيقاع المقسوم السريع، أو ما يسميه البعض “الفلاحي”، ناقلا إلى صوت الناي، جملًا موسيقية جميلة وشجية تناسب المقام الشرقي الأصيل.

وخلت أغنية هلت ليالي من أي تأثيرات غير العربية كغيرها من أغاني فريد التي قدمها، مضيفًا حالة من الفرح والسرور رغم وجود دعاء صوفي في الأغنية واعتماده على لغة التواشيح الدينية والأناشيد الصوفية التي ارتجلت في شكل موال، ما جعلها باقية في أذهان الجمهور العربي حتى اليوم ويتذكرها مع نفحات الشهر الكريم.

 


بحث

ADS

تابعنا

ADS