لماذا يرتكب البعض منا المعاصي في رمضان والشياطين مسلسلة ؟.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية، هذا السؤال وأجابت دار الإفتاء، أن رأي بعض العلماء أن الذي يقيد من الشياطين في رمضان هم مردة الجن فقط أي العتاة الشداد في الوسوسة، وقيل من بعض العلماء أن هذا يرجع إلى فساد النفس وفساد الأخلاق وليس الشيطان.
وأشار علماء الإفتاء، إلى أن شياطين الإنس استعاذ بهم النبي، ويؤدون بالشخص إلى النار، فربما الشيطان لا يلعب بعقل رجل ليرتكب حراما، وصاحبه يزين له فعل هذا الحرام في لحظة.
وأضافت أنه ليس معنى تسلسل الشياطين أن الوسوسة تحجب بذلك كلية، وإنما حدت قوتها أو ضعفت خلال رمضان، وهذه فرصة عظيمة للتغلب على الشيطان في رمضان لأن لو لم يتغلب عليه في رمضان من الصعب جدا تجاوز هذه الوسوسة بعد رمضان، وعلى المسلم أن يغتنم الفرصة ويتغلب على شيطانه في رمضان كي يستطيع أن يكمل ذلك في غير رمضان.
وقد أخبرنا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ من فضائل شهر رمضان تصفيد الشياطين فيه، وهي رحمة للمسلمين؛ لأن ذلك سبب في العافية من شرورهم، ووساوسهم؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)، وهذه خصيصة عظيمة من خصائص شهر رمضان، تُتيح للعبد الفرصة للتوبة من ذنوبه والقُرب من ربه بلا تأثير أو وسوسة من الشيطان.
وحين تُصفد الشياطين، فإنها لا تعود قادرة على إغواء المسلم، وتحريك شهوته، أو إفساد صومه، ولا تستطيع فِعل ما تفعله خارج رمضان؛ من صَرف الناس عن الخير، ودَفعهم إلى الشر، وعند إتيان المسلم للمعصية وفِعل الشر، فإنه يلوم نفسه على ذلك، ولا يتعلل بأن الشيطان هو الذي أغواه؛ إذ إنّ الشياطين ضعيفة في رمضان، ولا تكون على حالها الذي تكون عليه في غيره من الشهور، وتكون وساوسها في هذا الشهر الفضيل أقلّ تأثيرًا في المسلمين.