على مدى الأسابيع الماضية، تحول لباس الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد خلع الرجل بذلته الرسمية وحذاءه الأنيق منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في بلاده بفبراير الماضي، وبدأ بارتداء ملابس اتسمت بالبساطة، مع لون يتيم ألا وهو الأخضر أو “الزيتي العسكري”
وتداول ناشطون صوراً لملابس الرجل الأربعيني، مرفقة بتغريدات تتحدث عن أسعارها.
وكتب أحدهم “ارتدي مثل زعيم العالم الحر.. مجموعة زيلينسكي” في إشارة إلى مجموعة الملابس التي يرتديها على غرار “الماركات ” العالمية، لافتاً إلى أن السترة بلغ سعرها 12 يورو، أما البنطال فـ30 يورو، فيما القميص 7 يورو فقط، والحذاء الرياضي بلغ 70 يورو.
في المقابل، كان للبعض رأي آخر حول ذلك. فقد غرد الخبير الاقتصادي بيتر شيف بعد لقاء زيلينسكي عبر الفيديو بمشرعين أميركيين: “أتفهم أن الأوقات صعبة، لكن ألا يمتلك رئيس أوكرانيا بدلة؟”.
كما اعتبر أن الرئيس الأوكراني، بهذا المظهر، ربما ابدى قلة احترام للمشرعين الأميركيين، بحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وكان “الممثل الفكاهي السابق” ظهر منذ بداية العملية العسكرية الروسية، في معظم خطاباته وحتى كلماته أمام برلمانات العالم، بملابس خضراء اللون، مرتديا قميص أو معطف، في بادرة تضامن مع الجنود الأوكران، وماتمر به بلاده من أوقات عصيبة.
فحتى خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وتجوله معه في شوارع العاصمة كييف قبل أيام، ظهر زيلينسكي بذات الملابس ولم يرتد أي بدلة رسمية أو ربطات عنق في حين كان الضيف البريطاني بكامل أناقته مرتدياً بدلته وربطة عنقه.
Dress like the leader of the free world: The Zelenskyy collection 😎
Jacket 12€, trousers 30€, T-shirt 7€, sneakers 70€.#OliveIsTheNewBlack pic.twitter.com/PvoDzey8aK
— Mattia Nelles (@mattia_n) April 10, 2022
ومن الواضح أن الرئيس الأوكراني يدرك جيداً أن الرأي العام مهم جداً في مثل هذا الصراع الدقيق، لذا حرص دوما سواء في مظهره “البسيط” أو حتى خطاباته وكلماته العاطفية التي انتقاها، على استقطاب تعاطف الجماهير الغربية.
يشار إلى أن اللباس لطالما استخدم، كما الموسيقى والأفلام والأدب، لإيصال رسائل سياسية والتأثير في الرأي في مختلف المحطات العسكرية، والنزاعات. فالكثير من الأمثال حاضرة عبر التاريخ، لتؤكد أهمية الخطاب والمظهر في “البروباغندا الحربية”.