أعلنت الرئاسة الإماراتية، صباح اليوم الجمعة 13 مايو 2022، عن وفاة الشيخ خليفة بن زايد رئيس الإمارات وسط تساؤلات عديدة عن كيفية اختيار رئيس الإمارات الجديد.
توفي صباح اليوم الجمعة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو من مواليد سبتمبر 1948، وهو الرئيس الثاني لدولة الإمارات العربية المتحدة و الحاكم السادس عشر لإمارة أبو ظبي، وقد تولى رئاسة الدولة في 3 نوفمبر 2004 خلفا لوالده الراحل الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.
عانى الشيخ خليفة بن زايد من مشاكل صحية كبيرة وأصيب بجلطة في العام 2014 ولم يظهر للعلن بعدها إلا في حالات نادرة، وقد قام كل من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي بتسيير أمور الدولة منذ وقتها.
دستور الإمارات
طبقا لدستور دولة الإمارات العربية المتحدة فمن المقرر أن يتولى نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ووزير الدفاع وحاكم إمارة دبي الرئاسة مؤقتاً لحين اجتماع المجلس الأعلى المؤلف من حكام الامارات السبعة في غضون 30 يوما لاختيار رئيس جديد بديلا للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وبعد وفاة الشيخ خليفة بن زايد يصبح محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حاكما لأبو ظبي، وبعد اجتماع المجلس الأعلى يتم الاتفاق على الرئيس الجديد والذي من المتوقع أن يكون حاكم أبو ظبي وهو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
خليفة بن زايد
ولد خليفة بن زايد في مدينة العين بإمارة أبو ظبي سنة 1948، وهو النجل الأكبر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكان ولياً لعهده. تلقى تعليمه الأساسي بمدينة العين، في المدرسة النهيانية التي أنشأها والده.
وكان أول منصب رسمي شغله هو “ممثل حاكم أبو ظبي في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها”، وذلك في 18 سبتمبر 1966 وعمره لم يتجاوز آنذاك 19 عاما.
وفي 1 فبراير1969، عُين وليا لعهد إمارة أبو ظبي، وكان عمره حينها 21 عاما.
وبعد يوم واحد، تولى رئاسة دائرة الدفاع في إمارة أبو ظبي، وكان من ضمن مهامه الإشراف على قوة دفاع الإمارة، التي كانت نواة جيش الإمارات العربية المتحدة.
في 1 يوليو 1971، تولى خليفة رئاسة أول مجلس وزراء لإمارة أبو ظبي، إلى جانب تسلمه حقيبتي الدفاع والمالية.
وبعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1971 ثم تشكيل الحكومة الاتحادية في الشهر ذاته من عام 1973، أسند إليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب مسؤولياته المحلية.
وفي 20 فبراير1974، وبعد إلغاء مجلس الوزراء المحلي، أصبح خليفة أول رئيس للمجلس التنفيذي الذي حل محل مجلس وزراء الإمارة.
وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي لأبو ظبي، تولى خليفة بن زايد رئاسة المجلس الأعلى للبترول، الذي تقع على عاتقه مسؤولية الصناعة النفطية في أبوظبي والعلاقات مع شركات النفط العاملة في الإمارة.
إلى جانب ترؤسه للمجلس التنفيذي، أسس خليفة بن زايد سنة 1976 جهاز أبو ظبي للاستثمار، الذي يشرف على إدارة الاستثمارات المالية للإمارة وأصبح رئيسا له.
في مايو1976، وبعد إدماج القوات المسلحة للإمارات السبع تحت قيادة واحدة وعلم واحد، عين خليفة نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تولى لفترات رئاسة مجلس إدارة صندوق النقد العربي، ومنصب ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة في الهيئة العربية للتصنيع الحربي.
تزوج الشيخ خليفة من شمسة بنت سهيل المزروعي عام 1964 ولهما ابنان وست بنات.
أحد أغنى الحكام
تقدر ثروة خليفة بن زايد الشخصية بحوالي 18 مليار دولار وهو رابع أغنى الحكام في العالم.
ويملك خليفة أكبر يخت في العالم واسمه “عزام” ويبلغ طوله نحو 180 متراً واستغرق بناؤه أربع سنوات، وبلغت كلفة بنائه نحو نصف مليار دولار وتكاليفه السنوية تقرب من 50 مليون دولار. ويضم اليخت مسابح على السطح وداخله إضافة الى مهبط للطائرات المروحية.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية في شهر أكتوبر 2020 وثائق كشفت فيها عما قالت إنها إمبراطورية عقارية يملكها خليفة بن زايد في بريطانيا تجاوزت قيمتها حينذاك خمسة مليارات جنيه إسترليني ويدور حولها نزاع شديد داخل أفراد العائلة.
وكشف التقرير أن محفظة العقارات الشخصية لخليفة، والتي يقع بعضها في أغلى أحياء لندن، تتكون إلى حد كبير من العقارات التجارية والسكنية “فائقة الجودة”.
ويشير تحليل بيانات السجل العقاري إلى أن محفظة خليفة التجارية والخاصة تضم حوالي 170 عقاراً، تتراوح بين قصر منعزل بالقرب من ريتشموند بارك إلى العديد من المباني المكتبية الراقية في لندن مؤجرة لصناديق التمويل الاستثماري والبنوك الاستثمارية، ببدل إيجار سنوي قدره 160 مليون جنيه إسترليني.