تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، منذ مساء أمس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم، صورا لتمثال “أبو الهول”، بعضها وهو يفتح عينيه، وأخرى وهو مُغمض العينين، واصفين ذلك بأنه “حاجة غريبة جدا تحدث الآن”؛ ما أثار جدلا كبيرا.وقال رواد موقع “فيسبوك” تعليقا على صور تمثال أبو الهول وهو مغمض العينين: “دون أي تدخُل لعمليات ترميم أو تأثير بشري، التقطت صور عديدة لأبو الهول من شخصيات كتير جدا، وانتشرت على وسائل التواصل بأن (عينه مغمضة) على عكس المُعتاد، أي عيون مقفولة وباين كأنه (نام)، وهناك صور متعددة ومن مصادر مختلفة وفيديوهات تؤكد أن تلك الصور ليست (فوتوشوب)”، زاعمين أن ذلك “إشارة لقُرب حدوث أمر ما” سيئ.
وفي هذا الصدد، نفى الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار والمتخصص في علم المصريات، الصور المتداولة على “فيسبوك” التي تزعم “ظهور تمثال أبو الهول وهو مغمض العينين”، مشيرا إلى أن ذلك عار من الصحة، و”تخاريف وخزعبلات”، ومجرد شائعات لتشتيت وإلهاء الرأي العام.
وقال، في تصريحات صحفية، إن تمثال أبو الهول لم تتغير ملامحه منذ آلاف السنين، ولم يتأثر بأي شيئ، مشيرا إلى وجود العديد من الأساطير التي ارتبط ذكرها بالفراعنة مثل “لعنة الفراعنة”، و”الزئبق الأحمر”، كما نجد منها أيضا “حلم أبو الهول”، و”عندما نام أبو الهول”، وغيرها من الخرافات.
وأضاف أن تمثال أبو الهول منذ القدم مثار للجدل والأقاويل والشائعات؛ وذلك نظرًا لغموضه وندرته في الحضارة المصرية القديمة، ويعتبر تمثال أبو الهول من السمات الهامة والمميزة للحضارة المصرية القديمة، وتمثال أبو الهول في الجيزة هو أكثرها شهرة.
ولفت إلى أنه تم نحت التمثال في صخر المنطقة نفسها في عهد الأسرة الرابعة “2613-2494 ق.م.”؛ مما يجعله الأقدم، وكانت تماثيل أبي الهول المصرية القديمة تمثل الملك بجسد أسد؛ كإشارة واضحة لقوته، ونجد أيضا أن ملوك الدولة في عهد الدولة الحديثة كانوا يصورون بوجوهم على شكل تمثال أبوالهول، وهذا دليل على أهميته وقوته في الحضارة المصرية القديمة.
كما كشف الدكتور أحمد بدران أستاذ الآثار والحضار المصرية القديمة، حقيقة الصورة التي أشعلت مواقع لتواصل الاجتماعية لتمثال أبي الهول وهو “مغمض العينين” قائلا:”لابد أن نصحح بعض الأخطاء حول هذا التمثال الشهير الذي يعود لعهد الملك خفرع، التمثال تعرض لعوامل التعرية مع التقادم الزمني حيث تم ردمه بالرمال”.
ومن جانبه أشار بدران خلال مداخلة هاتفية لفضائية ten في برنامج صباح الورد، الى أن العوامل البيئية المختلفة أدت إلى فقدان التمثال للنحت الخاص بالعينين وأصبح به تشويه.
وتابع أستاذ الحضارة القديمة والآثار خلال حديثه:”الصور التي انتشرت أمس على السوشيال ميديا تبين التمثال مغمض العينين ولكن الصور مأخوذة بزاوية معينة بتوقيت معين، مع استخدام تقنيات حديثة وبرامج خاصة بتعديل الصور.. إحنا ممكن نحرك الأهرامات من مكانها بالفوتوشوب، وأبو الهول لا بيغمض ولا بيفتح ولكن ملامحه زي ماهي.