أعلنت وكالة أنباء الإمارات العربية المتحدة الجمعة الماضية وفاة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وحسب المصدر فقد أعلنت الحكومة على إثر الوفاة الحداد مدة أربعين يوما اعتبارا من الجمعة وتنكيس الأعلام بالإضافة إلى تعطيل العمل “في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص 3 أيام”.
الشيخ خليفة بن زايد الذي أجبره المرض على الابتعاد عن دائرة الحكم والظهور في مناسبات نادرة فقط منذ 2014 بعد إصابته بجلطة دماغية، تاركاً القيادة لأخيه غير الشقيق ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
من يخلف الشيخ خليفة في حكم الدولة ؟
بعد وفاة رئيس دولة الإمارات المتحدة السابق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بساعات قليلة، أعلن المجلس الأعلى للاتحاد (اتحاد الامارات السبع) السبت الماضي أنه تم انتخاب محمد بن زايد خلفا لأخيه، بموجب المادة 51 من الدستور انتخاب محمد بن زايد آل نهيان خلفا لخليفة بن زايد. أمر لم يكن مفاجأة فمنذ سنوات يُنظر إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كرجل البلاد القوي وحاكمها الفعلي الذي يقف وراء الصعود الدبلوماسي لبلاده، خاصة بعد أن اضطُر المرض الشيخ خليفة للابتعاد عن دائرة الحكم والظهور في مناسبات نادرة فقط منذ 2014.بذلك تكون تحولت قيادة محمد بن زايد من غير الرسمية للقيادة الرسمية للبلاد.
من هو الشيخ محمد بن زايد ؟
قبل وفاة أخيه الشيخ خليفة ، كان الشيخ محمد يتقلد مجموعة من الوظائف الرفيعة بالدولة فضلا عن كونه الحاكم غير الرسمي عوضاً عن أخيه المريض . فكان الشيخ محمد ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي ولد في 11 مارس/آذار عام 1961 في مدينة العين وهو ابن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “الأب المؤسس” وأول رئيس دولة الإمارات العربية المُتحدة. تخرّج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة عام 1979 حيث تلقى تدريبه هناك ، حيث أن الشيخ محمد بن زايد يمتلك خلفية عسكرية . وشغل الشيخ محمد بن زايد عدة مناصب في القوات المسلحة الإماراتية، من ضابط في الحرس الأميري- قوات النخبة في دولة الإمارات العربية المتحدة- إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج إلى عدة مناصب عليا حتى وصل إلى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
الانتقال السلس للسلطة بتولي محمد بن زايد رئاسة الدولة
المجلس الأعلى للاتحاد بالإمارات قد أعلن، السبت الماضي، انتخاب الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، رئيسا لدولة الإمارات في أجواء تعكس سلاسة انتقال السلطة تاريخيا في الدولة.
وتنص المادة 53 على أنه عند خلو منصب الرئيس أو نائبه بالوفاة أو الاستقالة أو انتهاء حكم أي منهما في إمارته لسبب من الأسباب، يدعى المجلس الأعلى خلال شهر من ذلك التاريخ للاجتماع، لانتخاب خلف لشغل المنصب الشاغر للمدة المنصوص عليها في المادة 52.
وبحسب المادة 46 من دستور دولة الإمارات، فإن المجلس الأعلى للاتحاد هو السلطة العليا في الدولة، حيث يتكون المجلس من حكام الإمارات السبع وهي أبوظبي (العاصمة)، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة والفجيرة. ووفق الدستور، تصدر قرارات المجلس الأعلى في المسائل الموضوعية بأغلبية خمسة أعضاء من أعضائه على أن تشمل هذه الأغلبية صوتي إمارتي أبوظبي ودبي، وتلتزم الأقلية برأي الأغلبية المذكورة. أما قرارات المجلس في المسائل الإجرائية فتصدر بأغلبية الأصوات وتحدد اللائحة الداخلية للمجلس هذه المسائل.
وكانت أحدث عملية تسليم لراية القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2004، حين انتخب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة، خلال اجتماعه مساء يوم الثالث من شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
أما أول عملية تسليم لراية القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة كانت في عام 1971، حين انتخب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع، الشيخ المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، رئيسا للدولة. ويعد نظام انتقال السلطة في دولة الإمارات العربية المتحدة “سلس وشفاف” للغاية، ويستند إلى قواعد قانونية ودستورية واضحة وراسخة، ما يعكس ثقة كبيرة بين الشعب والقيادة، وإخوة ومحبة.