أعلن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني بن الحسين عن إجراءات ضد أخيه، الأمير حمزة بن الحسين وذلك في بيان كشف فيه تفاصيل عن محاولات التفاهم مع ولي العهد الأردني السابق ضمن الأسرة الملكية عقب أحداث “الفتنة”.
الإجراءات التي أعلن عنها العاهل الأردني في البيان الذي حذر فيه من تكرار أي من تصرفات الأمير غير المسؤولة، لافتا إلى أنه “إن تكررت سيتم التعامل معها”.
1- تقييد اتصالات الأمير حمزة
2- تقييد إقامة الأمير حمزة
3- تقييد تحركات الأمير حمزة
4- بقاء الأمير حمزة في قصره
5- توفير ما يحتاجه لضمان العيش اللائق لكن دون الحصول على المساحة التي كان يستغلها سابقا.
أما بالنسبة لعائلته، فقال العاهل الأردني في بيانه: “أما أهل بيت الأمير حمزة، فلا يحملون وزر ما فعل، فهم أهل بيتي، لهم مني في المستقبل، كما في الماضي، كل الرّعاية والمحبّة والعناية”.
تغريدة الملكة نور
أثارت الملكة نور الحسين، زوجة العاهل الأردني الراحل، الملك الحسين بن طلال ووالدة الأمير حمزة، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشرها تغريدة أعقبت بيان العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني والإجراءات التي أعلن عنها ضد ابنها.
وقالت الملكة نور، في التغريدة: “بعض الأشياء الأغرب حقا من الخيال يُجرى تداولها الآن”، دون أن تشير صراحة إلى قرار الملك عبدالله، أو تصريحاته التي قالها في رسالته للشعب الأردني عن الأمير حمزة.
وولدت الملكة نور لعائلة عربية أمريكية تتميز بخدماتها العامة، وحصلت على شهادة جامعية في الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني من جامعة برينستون قبل أن تعمل في مشاريع التخطيط والتصميم الحضري الدولية في أستراليا وإيران والولايات المتحدة والعالم العربي.
تزوجت الملك الحسين بن طلال عاهل الأردن عام 1978 وترملت عندما توفي الملك عام 1999 بعد نوبة قصيرة من سرطان الغدد الليمفاوية “اللاهودجكينية”.
كان للملك الحسين والملكة نور ولدان هما الأمير حمزة والأمير هاشم، وابنتان هما الأميرة إيمان والأميرة راية، و12 حفيدًا.
تاريخ الخلافات
ووصف العاهل الأردني في كلمة للشعب الأردني، الخميس، أخيه بـ”الأمير الهدام”؛ بعد استنفاد محاولات التعامل معه، بحسب ما نشر الديوان الملكي الأردني.
وقال الملك عبدالله: “أكتب إليكم آملاً بطي صفحة مظلمة في تاريخ بلدنا وأسرتنا. فكما تعلمون، عندما تم كشف تفاصيل قضية الفتنة العام الماضي، اخترت التعامل مع أخي الأمير حمزة في إطار عائلتنا، على أمل أن يدرك خطأه ويعود لصوابه، عضوا فاعلا في عائلتنا الهاشمية. لكن، وبعد عام ونيف استنفد خلالها كل فرص العودة إلى رشده والالتزام بسيرة أسرتنا، فخلصت إلى النتيجة المخيبة أنه لن يغير ما هو عليه”.
وأضاف: “ترسخت هذه القناعة لدي بعد كل فعل وكل كلمة من أخي الصغير الذي كنت أنظر إليه دائما نظرة الأب لابنه. وتأكدت بأنه يعيش في وهم يرى فيه نفسه وصيا على إرثنا الهاشمي، وأنه يتعرض لحملة استهداف ممنهجة من مؤسساتنا. وعكست مخاطباته المتكررة حالة إنكار الواقع التي يعيشها، ورفضه تحمل أي مسؤولية عن أفعاله”.
قرار العاهل الأردني جاء بعد سلسة الخلافات بين العاهل وأخيه حمزه، ظهرت على العلن لأول مرة في العام الماضي، ترصدها «الشروق» في السطور التالية:
شعبية بين العشائر
لم يُظهر الملك عبد الله والأمير حمزة أي خصومة أو عداء على مر السنين، وبدت الأمور بينهما طبيعية، حتى ظهرت تحركات الأمير حمزة مع زعماء العشائر والقبائل الأردنية.
وتقول الدكتورة كريمة لعشير، مديرة مركز الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الوطنية الأسترالية، لشبكة “آي بي سي” الأمريكية، إن الأمير حمزة يتمتع بشعبية كبيرة بين شعب الأردن وزعماءه العسكريين والقبائليين؛ ما يمكن اعتباره “تهديدًا” للعاهل الحالي.
في عام 2018، شهدت المملكة الأردنية الهاشمية تظاهرات احتجاجاً على قانون ضريبة الدخل وتردي الأوضاع الاقتصادية، وكانت الاحتجاجات فرصة لظهور مواقف الأمير حمزه الناقدة لسياسة أخيه غير الشقيق الملك عبدالله.
وفي هذه الأثناء، كتب الأمير حمزة، تغريدة أثارت جدلاً واسعا، إذ كتب منتقدًا إدارة الملك قائلاً: “ربما البداية يجب أن تكون بتصحيح نهج الإدارة الفاشلة للقطاع العام، وإجراء جدي لمكافحة الفساد المتفشي، ومحاسبة جادة للفاسدين، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، وليس بالعودة لجيب المواطن مرارًا وتكرارًا لتصحيح الأخطاء المتراكمة، إلا إذا كان القصد دفع الوطن نحو الهاوية”.
ومع حلول 2021، واندلاع المظاهرات في الشارع الأردني احتجاجاً على سياسة الملك، هتف متظاهرون باسم الأمير حمزة، لتبدأ فصول قضية الفتنة وتظهر خلافات الأسرة الملكية على العلن لأول مرة، ويتهم الأمير حمزة بالتآمر الخارجي، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.