قبل أن تندمل جراح ومأسي كل من شاهد وعرف بقصة الأم التي قتلت أطفالها الثلاثة بالدقهلية وحاولت الانتحار تحت جرار زراعي، ظهر مقطع فيديو للطفل أنس أحد ابناء المتهمة، عمق هذه المأسي، خاصة مظهر الطفل المنمق وفصاحته في الكلام رغم صغر سنه.
والفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، يظهر الطفل انس يرد على معلمته والتي يتضح أنه داخل حضانه لتسأله : أنس الجميل لما بيحصل حاجة تفرحنا بنقول. ليرد عليها :” الحمد اللله الذي بنعمته تتم الصالحات”.
وحظى الطفل “أنس” تشجيع وتصفيق زملائه الأطفال، لتكون هذه الكلمات قبل أن يلقى حتفه على يد والدته في ظروف غامضة.
حصلت النيابة العامة على أقوال قاتلة أطفالها الثلاثة في الدقهلية عبر رسالة خطية تعترف فيها بارتكاب الجريمة.
وقالت المتهمة إنها تعيش مع زوجها حياة مستقرة ومستوى معيشي جيدًا وأن حالة اكتئاب شديدة هي التي دفعتها إلى قتل أطفالها.
وكشفت التحقيقات بتلقي النيابة إخطارًا من المستشفى بإفاقة المصابة، وإمكانية إجابتها كتابةً على ما يُوجَّه إليها من أسئلة، وانتقلت النيابة العامة إليها لسؤالها حيث أقرّت كتابةً في ورقاتٍ دَوّنتها بارتكابها واقعة قتل أبنائها الثلاثة.
وأضافت المتهمة فى أقوالها أنها بالرغم من استقرار معيشتها وتمتعها بحياة جيدة، انتابها اكتئابٌ شديد عقب ولادتها طفلها الأخير، مما دفعها للتفكير في إزهاق روحها وأرواحهم، ولذلك تحينت فرصة انفردت خلالها بالأطفال الثلاثة واستلت سكينًا وذبحتهم، وحاولت إزهاق روحها به بعد ذلك فلم تفلح، فسارت بالطريق العام حتى رأت الجرار الزراعيّ فألقت بنفسها أسفله.
وأمرت النيابة العامة بعرض المتهمة لاستجوابها فورَ تماثلها للشفاء.
كانت تلقت النيابة العامة إخطارًا صباح الثلاثين من شهر مايو الجاري بدخول سيدة مجهولة الهُويّة إلى المستشفى مصابة بجروح وتمزقات بالأوعية الدموية وغائبة عن الوعي لتعرضها لحادث سير.
وانتقلت إلى المستشفى والتقطت صورًا للسيدة المصابة لاتخاذ إجراءات تحديد هُويتها لحين إفاقتها، وكذا انتقلت إلى مسرح الحادث لمعاينته فعثرت على إحدى آلات المراقبة المطلّة على الموقع والتي سجلت لحظة إلقاء السيدة بنفسها أسفل الجرار حال سيره في الطريق، فسقطت وحدثت إصابتها.
وسألت النيابة العامة ثلاثة شهود على الواقعة أكدوا إلقاءَ السيدة بنفسها أسفل الجرار، وأن قائده حاول تفاديها، وتوقف مباشرة عقب وقوع الحادث.
وتلقت إخطارًا آخر من الشرطة بالتوصل لتحديد هوية المصابة ومحل إقامتها، وأنه عُثر بمسكنها على جثامين ثلاثة أطفال أشقاء مصابين جميعًا بإصاباتٍ ذَبحيَّةٍ بالرقبة.
فانتقلت النيابة العامة لمعاينة المسكن فعثرت على آثار دماء بأنحاء متفرقة به، وكذلك عثرت على ورقةٍ مُدوَّن عليها بخط اليد عبارات تُفيد أن مَن كتبها قد أقرَّ ضمنًا بقتل الأطفال الثلاثة، كما عثرت النيابة العامة على هاتف محمول ومضبوطات أخرى أمرت بالتحفظ عليها، وكذا ناظرت جثامين الأطفال الثلاثة وما بها من إصابات، وعثرت جوارها على سكين ملطخ بالدماء أمرت بالتحفظ عليه وفحصه.