نجح ابن بورسعيد الفنان الكبير محمود ياسين بخبرة السنين في صنع ملحمته الفنية الخاصة، صاحب الصوت الرخيم و الأداء الرصين الذي نستعيد اليوم حكاياته احتفالًا بالذكرى الـ 81 لميلاده.
ولد محمود ياسين بمدينة بورسعيد في يونيو 1941م، انتقل للعاصمة و تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964م، وأثناء دراسته الحقوق قام بالالتحاق بالمسرح القومي.
تخرج الفنان محمود ياسين من كلية الحقوق وعين مفتشا للتحقيقات ببلدته في بورسعيد، لكنه أصر أن يحقق حلمه وقرر أن يكون الفن هو طريقه ومستقبله الوحيد.
روى الفنان محمود ياسين، أنه عندما كان طالبا بكلية الحقوق بالسنة الرابعة سيطر عليه حلم العمل بالفن، فتقدم إلى المسرح القومي لأداء امتحان مع 150 شخصا، واضطر أن يخبر لجنة الاختبار أنه حصل بالفعل على ليسانس الحقوق، ونجح بالفعل مع ستة من المتقدمين وعمل بالمسرح القومي، وبعد عام تخرج من الحقوق وعُين مفتشا للتحقيقات بمحكمة بورسعيد.
عام 1969 وقع محمود ياسين مع المخرج يوسف شاهين للعمل في فيلم “الاختيار” وبدأت البروفات وكان سعيدًا للغاية، لكنه فوجىء بعد أسبوع بخبر نُشر في جريدة “الأهرام” مفاده: “المحامي الذي خلع روب المحاماة يلعب دور البطولة أمام الفنانة القديرة شادية”، وهاتفه المخرج حسين كمال ليعرض عليه بطولة فيلم “نحن لا نزرع الشوك”.
• زعق فيا جامد.. لماذا انفعل الرئيس مبارك على شهيرة بسبب محمود ياسين
• آخر رسالة من الفنان محمود ياسين لجمهوره قبل رحيله
وجد محمود ياسين نفسه أمام بطولة فيلمين مع “شاهين” و”كمال”، فهاتف الأول وأخبره أنه وقع عقدا آخر فغضب “شاهين” وذكره بشروط العقد لذا عليه حسم أمره واختيار أحد الفيلمين.
اعتذر “ياسين” للمخرج حسين كمال وعاد للعمل مع يوسف شاهين ففوجىء به يخبره بأنه فسخ عقده، قال في حواره مع “إيلاف”: “كدت أضربه، لأنه خدعني، وتسبب في خسارتي فيلمين، وكنت لا أزال في بداياتي، لكن حدث ما لا أتوقعه، فوجئت بشادية وحسين كمال يتمسكان بي بطلا لفيلم نحن لا نزرع الشوك، وقدمنا الفيلم الذي أصبح من علامات السينما المصرية، وكرسني كبطل أول في السينما”.
تربع “محمود ياسين” طوال مشواره على قمة هو لا يستحقها فقط لكنه يملكها منذ عدة عقود، ويملك مفاتيح الدخول والخروج دائما، وسط كل هذا الضجيج والزحام وبعذوبة شديدة طور محمود ياسين من تجربته الفنية، وعندما تقدم في السن زاد توهجه لأنه كان نموذجا كبيرا للذكاء والقدرة على الاستفادة من خبراته، توج ياسين طوال مشواره الحافل بعشرات الجوائز، منها جائزة التمثيل من مهرجانات طشقند عام 1980م، ومهرجان السينما العربية في أميركا وكندا عام 1984، ومهرجان عنابة بالجزائر عام 1988م، كما أن الأمم المتحدة قامت باختياره سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة ووذلك في عام 2005م، ليكون ذلك تتويجا لعطاء كبير من فنان من أصحاب العيار الثقيل لا يغيب عن ذاكرة جمهوره.