• د. أمجد العوضي : الملء الثالث سيجعل من السد الأثيوبي قنبلة مائية
• البيروقراطية وانعدام مهنية مسئولين بجانب إعلان المبادئ مسئوله عن الوضع الحالى الكارثى
• علينا الذهاب إلى مجلس النواب لإلغاء الإعلان ..رغم أن ذلك سيكون بمثابة اعلان حرب.
• مرحلة السيولة أثناء ثورة يناير منحت أثيوبيا طاقة ايجابية لفرض السد كأمر واقع !
• نعم هناك اسباب حتمية لانهيار السد الأثيوبي !
الأجواء فى ملتقى الشربيني تلك الليله كانت مجللة بحزن من نوع خاص! توحد الرواد وأركان الملتقى على هذه الحالة ربما من دون أن يتحدثوا معًا. وزاد الطين بلة عندما تصادف إنعقاد جلسة الملتقى فى نفس توقيت إقامة مباراة مصر وأثيوبيا فى بطولة إفريقيا ، وكان مفاجئا أن أثيوبيا التى نالت سابقا أقسي هزيمة فى تاريخها الكروي من المنتخب المصري ٨/١ كانت فائزة بهدفين للاشيء على المنتخب المصري ومن الشوط الأول للمباراة!
لا يمثل نهر النيل للمصريين شيئا عاديًا ، بل هو الحياة . وكان المصريون القدماء متفقين على تسيير الجيوش ، إذا تجرأ متجريء وهدد جريان الماء عند المنبع ومنعه من التدفق حتي المصب !
لكن المصريين فى العصر الحديث لم يعودوا يقبضون على هذه اللحظة .. كانت هناك فترات يمكن فيها التأسيي بالقدماء ومنع إعاقة جريان الماء ..لكن بعض من عملوا فى هذا القطاع الخطير -بحسب ماأفاد به الدكتور أمجد مصطفى العوضي – من مدراء ومسئولين ووزراء ، لم يكن أغلبهم على مستوى المهمة التى أنيطت به .هناك من تعاملوا بصلف وتعالى مع أطراف أخري مؤثرة فى القارة السمراء حتي أصبحت فكرة السد الخطيرة كيانا يصعب ازالة تهديده أو اساءة استخدامه .
استضافة الدكتور أمجد مصطفى العوضي فى ملتقى الشربيني الثقافى أوضحت هذه الأمور وكشفت بعضا من الأسرار ، وأشارت إلى مواضع اهمال واستهتار ، منذ سنوات السبعينات حيث كان السد مجرد عرض أو فكرة ..من رفض للتعاون لإنشاء سد فى السبعينات بهدف توليد الكهرباء ، الى التعامل بفوقية وعنصرية مع رؤساء ووزراء الدول الافريقية ، مثل السودان وبوروندي وأغندا وغيرها فى حقبة مبارك .
وضع ملف السد الأثيوبي فى أيدي مجموعة من المسئولين والوزراء للأسف ليسوا على مستوي الحدث الخطير .. بعضهم كان يذهب إلى أثيوبيا متفاوضا فيغرقونه بالترفيه فى الملذات ،ثم وفى ليلة حالكة السواد اعتلى اخوان الشر سدة الحكم ، فكان ذلك وبالا على مصر ، وذاعت فضيحة إجتماع “مرسي “على الهواء ، والذي كشف أن مصر الاخوانية (مؤقتًا) ليس لديها أي خطط صحيحة لمواجهة الإصرار الأثيوبي.
الوضع الحالي يؤكد تعنت الجانب الأثيوبي فى المفاوضات ، وهو يرفض كليًا أي تدخل دولي أو مشاركة دول المصب فى عملية الانشاء والمليء الذي يهدد بأمور كثيرة ..فالسد المشكوك فى منطقة بنائه ادعت أثيوبيا أنه شيد ليستوعب بضع مليارات مكعبة من المياة ، ربما لاتزيد عن خمسة ، فاذا بها بقدرة قادر وفى ظل ظروف دولية وعربية شديدة الغرابة تعلن أن سدها يسعى لحجز 74مليار متر مكعب من المياه ! وأخذا فى الاعتبار إن منطقة التشييد تسمي بالفالق العظيم هناك ملاحظات جيولوجية على تماسكها ،فان الأثيوبيين لم يكشفوا كيف سيحققون هذه السعة .. بل إن الدكتور أمجد مصطفى العوضي فى دراسته المهمة حول سد أثيوبيا قال أنهم لم يشيدوا السد بمواصفات فنية عاليه ، وربما يحمل بذور إنهياره فى قلبه ، مشيرا بأن الستارة الحديدية الحاجزة للمياه أسفل السد ربما لاتتحمل هذه السعة الهائلة من المياة ، وأنها لن تحول دون تسرب المياه من تحت السد وفى هذا خطر عظيم على جسم السد وعلى من سيتضرر من انهيار السد !
***
السد ..كلاكيت ثاني مره فى الملتقى
كان مؤسس الملتقى الكاتب الصحفى محمود الشربيني تحدث فى بداية الملتقى وشرح أبعاد الأزمة والوضع الراهن ومايتردد عن أن هناك امكانية لاستخدام وسائل غير دبلوماسية لحسم الصراع الذي الذي يهدد مصر بالشح المائي ، ويهدد بلدان اخري بالفيضانات التي قد تغرقها ، تعرض السد للانهيار ، خاصة فى ظل التخبط الاثيوبي بشأن تحديد سعة السد ،فبعد أن كانت أثيوبيا تعلن ان السعة التخزينية للسد تبلغ ١١مليار مترمكعب فانها تكشف حاليا عن نواياها بالوصول بالسعة إلى 74 مليار متر مكعب !!
وقال إن جذوة القضية الكارثية ..ستبقى مشتعلة ، وأن قضية السد الأثيوبي من الثوابت عند ملتقى الشربيني الثقافى واعمدته وأركانه ، فى ظل استمرار الصلف الأثيوبي و معاندته فى رفض التزام بقواعد القانون الدولى، في شأن اعتبار “النيل” نهرًا دوليًا وليس مجرد ممر مائي ، وبسبب جمود المفاوضات ، في حين تستمر اعمال الملء التي تقوم بها أثيوبيا من جانب واحد ، ومن دون اشراك مصر والسودان في الاعمال الفنية ، بما يهدد البلدين ، خاصة وأن موعد الملء الثالث يقترب.
سد النهضة فى دراسة العوضي
من ناحيته تحدث الدكتور أمجد العوضي فقال فى دراسة تحليلية مختصرة بعنوان “سدالنهضة بين مآلات السياسة وحقوق الاجيال” فقال:
بدون النيل فإن مصر تكون ثانى اكثر بلاد العالم جفافا بعد دولة الكويت
وشدد على أن النيل هو نهردولى خلافا لما تروج له أثيوبيا، منوها بإن هناك تحفظ على اعلان المباديء من هذه الزاوية ، ذلك أن الاعلان لايشير بحسم إلى هذه النقطة .. وهنا يوضح إن هناك أسبابا دعت مصر إلى قبول اعلان المباديء على هذا النحو .. فأثيوبيا لم تكن تريد سوي هذا التوقيع لان البنك الدولى اشترط لاستمرار التمويل أن توافق مصر على بناء السد وكان اعلان المباديء يشير الى ذلك ، لكن بعد ذلك تنصلت أثيوبيا من كل شيء ودخلت فى مفاوضات لانهائية تكسب بها الوقت ليصبح البناء حقيقة واقعة .
ودعا الدكتور العوضي الى الذهاب إلى مجلس النواب لإلغاء موافقة مصر على إعلان المباديء ، رغم ما سينجم عن ذلك ، حيث سيبدو وكأنه إعلان حرب.
اسباب حتميةلإنهيار سد النهضة
وأشار الدكتور العوضي إلى أن السد يحمل فى طياته بذور انهياره منوها بسابقة الاعمال لشركة سالينى المنفذه للمشروع وانهيار سدود صغيرة اقيمت فى اثيوبيا ناهيك عن سد آمو الذى اقيم فى كينيا وكذلك احد السدود التى اقامتها فى طاجكستان ، فضلا عن موقع السد نفسه الذى يقام على ارتفاع 500متر فوق سطح البحر وعلى الفالق الافريقى الاعظم والمتصل بحزام الزلازل ،وعدم التجانس الحبيبي للتربة والتى أوصت شركة امريكية بأن يتم احلالها
-بجانب ذلك الاخطاء التصميمية القاتلة لستارة السد والتى ستؤثر فيها عمليات التسرب المائى(seepage) من كهوف مائية ضخمةاسفل جسم السد
،وضعف معامل الامان الهندسى المقاوم لحمولات غيرمسبوقة
– واستعرض العوضي الموقف الدولى الحالي مبينا أنه ليس فى صالح مصر
، ولكن ولأن قضيةالسد وجودية علينا خلق رأى عام مصرى متمسك بحقه فى الحياة واستعداده للدفاع عن مصالحه والابقاء على القضية حاضرة اعلاميا لتوصيل رسالة للمجتمع الدولى بخطورة ابعاد الانتقاص من حقوق مصرالتاريخي والاستعداد لمابعد مرحلة الملء الثالث والذى سيصبح معه السد حاميا لنفسه (قنبلة مائية)، وسعتها سيكون المزاج الاثيوبي منتفخا وقابلا للتفاوض لانتزاع اقصى تنازلات ممكنة وبخاصة فى فترات الجفاف والجفاف الممتد.. وسوف تسعى أثيوبيا إلى بيع المياه لنا .
– كما أن علينا اتباع اساليب ري حديثة تقلل اهدار الماء والبحث عن طرق جديدة كتحلية مياه البحر والمعالجة الثلاثية لمياه الصرف ، مع الاخذ فى الحسبان امكانية التحلل من فاتورة اعلان المبادئ.وربما ضرب السد الركامي القابع خلف السد نفسه .