أنهت مزاعم أخلاقية عهد الرجل القوي في منظمة المصارعة الحرة العالمية الترفيهية “دبليو دبليو إي” (WWE) فينس مكمان الذي تقدم باستقالته من منصبي الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة المنظمة بعد 42 عاما.
وذكر بيان صادر من المنظمة: “بسبب المزاعم الصادرة بشأن فينس مكمان، ومدير المواهب جون لورينايتس، وبناءً على ذلك، تخلى فينس مكمان طواعية عن مسؤولياته كرئيس تنفيذي ورئيس مجلس الإدارة حتى الانتهاء من التحقيق”.
وأضاف: “سيحتفظ مكمان بدوره ومسؤولياته المتعلقة بالمحتوى الإبداعي لـ(WWE) خلال هذه الفترة، وسيظل ملتزماً بالتعاون مع الشركة”.
كما قرر مجلس إدارة المنظمة تعيين ستيفاني مكمان في منصب مدير تنفيذي مؤقت ورئيسة مؤقتة للشركة.
كانت تقارير صحفية قد أفادت بتورط مكمان في فضيحة تم الكشف عنها في وقت سابق، تتعلق بدفعه 3 ملايين دولار لإجبار إحدى الموظفات على الصمت بعد علاقة أقامها معها.
من هو فينس مكمان
مكمان، 76 عاماً، لم يكن أبداً مجرد مالك للشركة التي قدمت مصارعة المحترفين للعالم ووضعتها في مكانتها بعد شرائها من أبيه، بل هو أكثر من ذلك بكثير، هو واحد من أغنى رجال الأعمال بالولايات المتحدة وأنجحهم، ووجه مألوف ومحبوب في عالم الترفيه.
بنية جسدية لا تتماشى على الإطلاق مع عمره الذي يقترب من الثمانين، وأفعال صبيانية لا تتماشى مع مكانته كمالك للشركة ورجل أعمال شهير، ولكن تلك المواقف هي من صنعت شعبية فينس مكمان، وشخصيته التي تجعل الكثيرون يدافعون عنه مهما فعل.
من ينسى صراعاته مع “ستون كولد” ستيف أوستن أو مع زوج نجلته تريبل إيتش، متنقلاً بين شخصية المدير الذي يخشى الجميع أن يسمعه يقول “أنت مطرود”، لشخص مستعد أن يتعرض لأقصى درجات الإهانة من أجل رفع نسب المشاهدة، الأمر الذي وصل فيه لأرقام قياسية في تسعينات القرن الماضي وبدايات الحالي في ظل تواجده رفقة أسماء بحجم تريبل إتش، أوستن، ذا روك، أندرتيكر، وغيرهم.
مكمان كان مستعداً للذهاب لأبعد مدى، من ينسى عندما مات حرقاً في حادث سيارة عام 2005، ليخرج بعد أسبوعين فقط ويكسر “المسلسل” بسبب حادثة انتحار المصارع كريس بينوا، ليظهر بشكل طبيعي في عرض الليلة لنعي بينوا وكأن شيئاً لم يكن!
مكمان هو نفسه الذي أقحم مشاهير في عالم المصارعة بحجم مايك تايسون وروندا راوزي وحتى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق دونالد ترامب الذي شارك ضده في مباراة براسلمانيا 2007 انتهت بفقدان مكمان لشعره!
مكمان وترامب
علاقة مكمان وترامب أكبر مثال على المكانة التي بلغها في مجاله الذي لا يوجد أعلم منه من ترامب الذي استثمر مبكراً في المصارعة، لدرجة أن الأخير وجه الدعوة لعائلة مكمان كاملة لتكريمها بالبيت الأبيض، وتقليدها منصب رسمي كمستشار اقتصادي لرئيس أمريكا.
ولكن إذا كان الوجه المضحك واللطيف لمكمان هو الأشهر، هناك وجه آخر عمل جاهداً لإخفائه، ذلك الذي أجبره على التنحي عن رئاسة شركته، إذ سبق وتعرض لدعوى شبيهة في 92، ولكن وقتها كانت التهمة التحرش.
وتكرر الأمر في 2006 باتهامات مماثلة، كما اُتهم رسمياً في 93 بتوزيع مواد محظورة على المصارعين، ولكن تم تبرئته، كما وجهت له أصابع الاتهام بعدم المبالاة عندما قرر إكمال عرض المصارعة عقب سقوط ووفاة المصارع أوين هارت أمام أعين الحاضرين من الجمهور وزملائه.
الآن لا أحد يعرف ما هو مصير WWE عقب تنحي مكمان، والذي اختار أن يكون رحيله بشكل سينمائي بعد أن أعلن أنه سيخرج في عرض “سماك داون” لإلقاء خطبة الوداع، وإن كان البعض يشكك في رحيله من الأساس بعد أن مرر السلطة لابنته ستيفاني بطريقة يحسده عليها كبار الساسة وأخصائية التوريث.
رحل أو عاد مكمان وتعافى من الأزمة الحالية، الأكيد أنه يبقى شخصية فريدة من نوعها، ومثال ناجح يضرب به المثل في نجاح صناعة الترفيه الأمريكية في تحقيق غايتها، مهما كانت التضحيات أو السلبيات، ولنرى إذا كان سينجو هذه المرة ويعود بمسلسل آخر من مسلسلاته لشركته المحبوبة!