جسر لندن سقط.. كيف كانت “مطلقة” كلمة السر في تتويج إليزابيث بالحكم | صور مدهشة للملكة الراحلة

أخبار العالم, السلايدر , Comments Disabled

في أثناء فترة حكم جدّها، كانت إليزابيث هي المرشحة الثالثة لتولي العرش، بعد عمها الأمير إدوارد أمير ويلز، وأبيها دوق يورك. كان ميلاد إليزابيث في الصالح العام، إلا أنه لم يكن من المُتوقع وصولها للحكم؛ وذلك لأن أمير ويلز كان لا يزال شاباَ، ومن المُتوقع أن يتزوج وينجبُ أبناء. وعندما توفى جدها، جورج الخامس، في 1936م وخلفه عمها، أصبحت إليزابيث هي المرشحة الثانية للخلافة من بعد أبيها. وفي وقت لاحق من ذلك العام، تنازل إدوارد الثامن عن العرش بعد رغبته في الزواج من واليس سمبسون دوقة وندسور، وهي امرأة مطلقة، مما تسبب في خلق أزمة دستورية في المملكة المتحدة وبريطانيا العظمى. وبالتالي، أصبح الملك جورج السادس، والد إليزابيث، هو ملك بريطانيا العظمى، وأصبحت إليزابيث هي الوارث المفترض.ولو أنجب والداها ولدا لاحقا، لما كان لإليزابيث سوى أن تخسر مكانتها كوارث مفترض ليحظى شقيقها بهذه المكانة ويصير هو ولي العهد.

الملكة إليزابيث بسن 3 سنوات

تلقت إليزابيث دروسا خاصة في التاريخ الدستوري على يد هنري مارتن، نائب مدير جامعة إيتون، وتعلمت اللغة الفرنسية من خلال سلسلة من المربيات الفرنسيات الناطقات باللغة. وتم تشكيل حركة الفتيات المرشدات خصيصاً لكي تتمكن إليزابيث من تحقيق التواصل الاجتماعي والاختلاط مع بنات من نفس عمرها، وهي أول حركة تُشكل في قصر بكنغهام. وصارت لاحقاً عضو في منظمة من المنظمات التوجيهية.

الملكة إليزابيث بسن 7 سنوات

وفي عام 1939م جال والدا إليزابيث كندا والولايات المتحدة. وعندما جال والداها أستراليا ونيوزلاندا في عام 1927م، بقيت إليزابيث في بريطانيا؛ حيث رأى والدها أنها مازالت صغيرة جدا على أن تقوم بمثل هذه الجولات. ولذلك بدت إليزابيث دامعة لمغادرة والديها. ولكنهم كانوا يتراسلون بانتظام، حتى أنها أجرت هي ووالديها أول مكالمة هاتفية عبر المحيط الأطلسي في 18 مايو.

الملكة إليزابيث بالزي العسكري فترة الحرب العالمية الثانية

قابلت إليزابيث زوجها المستقبلي الأمير فيليب مونتباتن دوق إدنبرة، ابن الأمير اليوناني الدنماركي آندرو والأميرة أليس أميرة بيتينبرغ، في عامي 1934م و1937م. وهما قريبان من خلال كريستيان التاسع ملك الدنمارك، حيث أنه والد جد الأمير فيليب لأبيه، وجدٌ ثالث لإليزابيث؛ كما أنهما قريبان من خلال الملكة فيكتُوريا كذلك، حيث أنها جدة ثالثة لكليهما معاً. وبعد مقابلته مرة أخرى في الكلية الملكية البحرية في دارتموث في يوليو 1937م، اعترفت إليزابيث بأنها قد وقعت في حبه، رغم أن كان عمرها آنذاك ثلاثة عشر عام فقط، ومن بعدها بدءا في تبادل الخطابات. وتم الإعلان رسميا عن خطوبتهما في يوم 9 يوليو 1947م. كان هناك الكثير من الاعتراضات على خطوبتهما؛ وذلك لأن وضع الأمير فيليب المالي آنذاك كان سيِّئاً، هذا غير أنه وُلد بالخارج (رغم أنه يُعد مواطناً بريطاني خدم البحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية) وأخواته البنات متزوجات من نبلاء ألمان ذوي صلة بالنازية. كتبت ماريون كروفورد: “رأي بعض مستشاري الملك أن الأمير فيليب لا يناسب إليزابيث؛ فهو أمير بلا وطن ولا مملكة. فقد تناولت الصحف كثيرًا موضوع أصوله الأجنبية.” وذُكر عن والدة إليزابيث في السير الذاتية أنها كانت معارضة لهذا الزواج من البداية، حتى أنها كانت تدعو فيليب ب”الهوني” (وذلك نسبة إلى الإمبراطورية الهونية). ولكنها أخبرت تيم هيلد، كاتب السيّر، لاحقا أن “فيليب رجل إنجليزي”.

زفاف الملكة إليزابيث

وقبل الزواج، تخلى فيليب عن ألقابه الملكية التي قد حصل عليها من اليونان والدنمارك. وتحول من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية إلى الكنيسة الأنغليكانية، وصار الملازم فيليب مونتباتن آخذاً كنية عائلة والدته البريطانية. وقبل الزفاف فقط، صار دوق إدنبرة ومُنح لقب صاحب السمو الملكي.

تزوج دوق إدنبرة، فيليب، والأميرة إليزابيث في دير وستمنستر في يوم 20 نوفمبر عام 1947م. وتلقوا بعد زفافهم حوالي 2500 هدية من جميع أنحاء العالم. ولأن بريطانيا، في ذلك الوقت، لم تكن قد تعافت تماما من أثار الحرب، طلبت الأميرة القسائم التموينية لشراء الخامات اللازمة لفستان زفافها، الذي قام بتصميمه نورمان هارتنل. في بريطانيا ما بعد الحرب، لم يكن مسموحاً لدوق إدنبرة أن يدعو أقاربه الألمان لحضور حفل زفافه، بما فيهم شقيقاته البنات الثلاثة اللواتي مازلن على قيد الحياة. حتى أن دوق وندسور، الملك إدوارد الثامن سابقا، لم يُدعَ لحفل الزفاف هو الآخر.

أنجبت إليزابيث أول موالِيدها، الأمير تشارلز، في 14 نوفمبر 1948م. وقبل ذلك بشهر، كان الملك قد بعث لها بخطابات يمنحها فيها إجازة لأطفالها باستخدام ألقابه الملكية ليعيشوا كأمراء وأميرات، ولولا ذلك ما كان حصل أبنائها على مثل هذه الألقاب؛ نظرا لأن والدهما ليس أميراً ملكياً. وأنجبت إليزابيث ثاني مولود لها ،الأميرة آن في عام 1950م.

وعقب زفافهما، استأجر الزوجان بيتاً في قرية ويندلشام بالقرب من قلعة وندسور حتى 4 يوليو 1949م، وبعد ذلك نقلوا إقامتهم إلى قصر كلارنس بلندن. أقام دوق إدنبرة، خلال أوقات مختلفة بين عاميّ 1949م و1951م، في مستعمرة مالطا الإنجليزية، جمهورية مالطا حاليا، ليخدم كضابط في البحرية الملكية. مكث فيليب والأميرة إليزابيث، بشكل متقطع، لعدة أشهر في قرية جواردامانجيا بفيلا جواردامانجيا، التي استأجرها لورد مونتباتن، عم فيليب، وظل أطفالهما في بريطانيا.
الملك جورج السادس
تدهورت الظروف الصحية للملك جورج السادس خلال عام 1951م، ومن هنا بدأت إليزابيث تظهر بشكل متكرر مكانه في المناسبات العامة. حتى أنها عندما قامت بجولة في كندا، وقامت بزيارة للرئيس الأمريكي هاري ترومان بواشنطن العاصمة في أكتوبر 1951م، كان يحتفظ مارتن تشارتريز، السكرتير الخاص لإليزابيث، بإعلان وصولها للعرش في حالة وفاة الملك أثناء تواجدها في تلك الجولة خارج البلاد. وفي أوائل عام 1952م، جهز فيليب وإليزابيث للقيام بجولة إلى أستراليا ونيوزيلندا عن طريق كينيا. وفي يوم 6 فبراير من عام 1952م، وبعدما عادت إليزيبيث وزوجها فيليب إلى قصر سقانا لودج بكينيا، بعد ليلة قضوها في فندق ترتوبس، جاءهم خبر وفاة الملك. نقل فيليب هذا الخبر للملكة الجديدة. وطلب منها مارتن تشارتريز أن تختار اسم خلال فترة حكمها، كما يفعل الكثير من الملوك والباباوات، ولكنها فضلت أن تبقى إليزابيث كما هي. وبعد ذلك، تم الإعلان عن الملكة الجديدة في كل الممالك التابعة لبريطانيا وبسرعة عاد الحزب الملكي المملكة المتحدة. وانتقلت هي ودوق إدنبره إلى قصر بكنغهام.

ومع وصول إليزابيث للعرش، كان من الأرجح أن تحمل العائلة الملكية اسم الزوج، لتصبح عائلة مونتباتن، وذلك تماشيا مع العرف السائد وهو أن تحمل المرأة اسم زوجها بعد الزواج. ولكن فضل ونستون تشرشل، رئيس وزراء المملكة المتحدة، والملكة ماري، جدة إليزابيث لأبيها، الاحتفاظ باسم وندسور، وبناءً على ذلك، أصدرت إليزابيث فرمان، في 9 إبريل 1952م، بإبقاء اسم وندسور على العائلة الملكية، الأمر الذي أزعج دوق إدنبرة كثيراً حيث قال: “إنني الوحيد بهذه الدولة الذي لا يحق له إعطاء اسمه لأولاده. في عام 1960م وبعد وفاة الملكة ماري في 1953م، وبعد استقالة تشرشل في 1955م، حمل فيليب وأبنائه الذكور، الذين لا يحملون أي ألقاب ملكية، لقب “وندسور مونتباتن”.

وفي وسط التحضيرات لحفل تتويج الملكة إليزابيث على العرش، أخبرت الأميرة مارجريت أختها بأنها تتمنى الزواج من بيتر تاونسند، الذي يكبرها بأكثر من 16 عامًا ومنفصل عن زوجته التي أنجب منها طفلين. طلبت منهم إليزابيث أن ينتظروا لمدة عام، وعلى حد تعبير مارتن تشارتيرز: “كانت الملكة متعاطفة معهم بالتأكيد، ولكنني أعتقد (أنها كانت تأمل) بأن الوقت سيُنسيهم موضوع الزواج هذا.” غير هذا، كان كبار الساسة معارضين لهذا الموضوع، كما كانت الكنيسة لا تسمح بالزواج مرة ثانية من بعد الطلاق. ولو وقعت الأميرة مارجريت عقد زواج مدني، فكأنها بذلك تُوقع على تخليها عن حقها في وراثة العرش. وفي النهاية، أخذت مارجريت قرارها بالتخلي عن أحلامها مع تاونسند. وتزوجت في عام 1960م من أنتوني أرمسترونغ جونز، الذي صار إيرل سنودون في العام التالي. ولكنهم انفصلوا في عام 1978م، ولم تتزوج الأميرة من بعد ذلك.

استمرت التحضيرات لحفل تتويج الملكة الجديدة، رغم وفاة الملكة ماريّ في 21 مارس؛ فكان هذا طلبها قبل أن تتوفى؛ أن يتم الحفل في موعده المُحدد له في 2 يونيو 1953م. وبالفعل أُقيم الحفل في الميعاد في دير وستمنستر كما هو مُرتب له، باستثناء تصوير وعرض، ولأول مرة على شاشات التليفزيون، العشاء السري والمسحة المقدسة (وهما طقوس دينية في المسيحية). صنع نورمان هارتنل فستان إليزابيث الذي حضرت به حفل التتويج وبناءً على طلبها، طرزهُ بزهور ترمز إلى كل دولة من دول الكومنولث، وهما: وردة تيودور الإنجليزية (وهي شعار النبالة لأسرة تيودور)، والبَلَّان الاسكتلندي، والكراث الويلزي، والنفل الأيرلندي، وزهرة الأكاسيا الأسترالية، وزهرة القيقب الكندية، ونبات السرسخ النيوزيلندي، وبروطيا من جنوب أفريقيا، واللوتس الهندي والسيلاني، والقمح والقطن والجوت الباكستاني.

تنصيب الملكة إليزابيث


جسر لندن

كشفت صحيفة “ذا جارديان”، عن كلمة السر التي سيتم إعلانها حال وفاة الملكة إليزابيث الثانية والتي تدهورت حالتها الصحية صباح اليوم الخميس، مشيرة إلى الكود السري المستخدم في الطوارئ الحساسة في مثل هذه الأحداث، وهو الامر الذي أعلن في واقعة سابقة لحظة تدهور حالتها إبان فترة كورونا منذ عام.

وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام حكومة البريطانية لـ مصطلح «جسر لندن» London Bridge is down وهو الكود السري المتفق عليها للخطط الطارئة المتعلقة بأعضاء القصر الملكي، وتم ابتكار مثل هذه المصطلحات في الأصل منذ ستينيات القرن العشرين، وتم تحديثها عدة مرات على مر الأعوام.
وأشارت الجارديان، إلى أن ذلك المصطلح سيعلنه سكرتير الملكة أو رئيس الوزراء البريطاني عند وفاتها لتتناوله الصحف البريطانية بمصطلح «سقوط جسر لندن» وهو المضمون الذي تبدأ معه الحكومة تنفيذ الخطوات المعدة سلفاً لهذا الأمر.

وحسب الصحيفة البريطانية، خلال دقائق قليلة بعد الوفاة، سيتم إبلاغ زعماء دول الكومنولث وستعلن 15 حكومة خارج المملكة المتحدة عبر خط آمن، وسيتبع ذلك إبلاغ 36 دولة.

وأعلن قصر باكنجهام، وفاة الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، عن عمر ناهز 96 عامًا، إثر تدهور حالتها الصحية خلال الساعات الماضية.
وقضت الملكة إليزابيث ساعاتها الأخيرة تحت إشراف الأطباء بقلعة بالمورال، بعدما أعلن قصر باكنجهام أن الأطباء أوصوا الملكة بالراحة والبقاء تحت الإشراف الطبي، بعد مزيد من التقييم صباح الخميس.


بحث

ADS

تابعنا

ADS