تبدلت عقيدته الحربية.. نشاط عناصر حزب الله داخل الأراضي السورية

Uncategorized , Comments Disabled

مرت نحو 7 سنوات على انخراط «حزب الله» عملياً في الحرب السورية التي شكلت بالنسبة له التحدي الأكبر الذي واجهه منذ نشأته في عام 1982. قُدرت أعداد مقاتلي الحزب إبّان احتدام المعارك في سوريا وبالتحديد في عامي 2013 و2014، قُدر عدد مقاتلي «حزب الله» هناك ب ـ5 آلاف. وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) في تقرير أعدته في وقت سابق، إلى أن عناصر الحزب يتلقون قبل ذهابهم إلى الميدان دورات تدريبية في لبنان في مرحلة أولى، ثم في إيران.
الآن وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على انلاع المعارك يتمركز عناصر حزب الله بشكل أساسي في محيط دير الزور، وفي البوكمال والقصير وريف دمشق والبادية السورية وحلب ومطار القامشلي.
لكن الحزب يرفض تحديد موعد لانسحابه من سوريا. ولقد ربط أمينه العام حسن نصر الله الصيف الماضي، الانسحاب بطلب القيادة السورية. وقال في خطاب: «ليست لدينا معركة بقاء في سوريا، وما يبقينا هو الواجب والقيادة السورية. ولكن في الوقت ذاته نقول إنه لو اجتمع العالم كله ليفرض علينا أن نخرج من سوريا، فإنه لن يستطيع، فهذا الأمر يحصل في حالة وحيدة وهي أن يكون بطلب من الحكومة السورية».
انخراط الحزب في الحرب
لم يبدي الحزب حماسة الحزب بداية للانخراط في الصراع السوري، فالحزب لم ينحز فوراً إلى الخيار العسكري في سوريا، إذ حاول في البداية إيجاد حل سياسي لمحاولة إبرام اتفاقية تقاسم للسلطة في سوريا، بيد أن هذا الجهد تعثّر حين اشترطت الحكومة السورية أن تضع المعارضة سلاحاً أولاً.
بعد أؤامر من طهران حسم الحزب مشاركته بالإعلان الواضح عن المشاركة في معركة القصير في مايو (أيار) 2013. وفي ذكرى حرب يوليو (تموز) 2013، قال نصر الله: «إذا كان عندنا ألف مقاتل في سوريا فسيصبحون ألفين، وإذا كانوا 5 آلاف فسيصبحون 10 آلاف. وإذا احتاجت المعركة مع هؤلاء التكفيريين ذهابي وكل (حزب الله) إلى سوريا فسنفعل».

مكتسبات حزب الله من الانخراط بالحرب
لاشك أن أبرز ما حققه خلال انخراطه بالحرب السورية هو الخبرة القتالية الكبيرة،فبعدما كانت عقيدة وتكتيكات الحزب دفاعية في التعامل مع إسرائيل، وتلحظ بشكل أساسي حرب العصابات ونصب الكمائن، اكتسب خبرة كبيرة في الهجوم واحتلال الأراضي، كما أن عدد الكوادر المقاتلة لديه تضاعف. ولا تقتصر مكتسبات الحزب العسكرية على الخبرة القتالية، إذ يرجح خبراء عسكريون أن يكون استحصل خلال الأعوام الماضية على كميات كبيرة من السلاح، سواء من سوريا أو من إيران.
كما اكتسب نفوذاً متعاظماً إقليمياً كقوة لديها دور أبعد من لبنان، فهو بات صاحب نفوذ داخل سوريا بعدما كان يبحث عن غطاء سياسي وأمني في المراحل الماضية تؤمنه له دمشق. كما أنه بات للحزب رأي في مستقبل سوريا مع إيران، شريكته الاستراتيجية. وعزز تلقائياً نفوذه في سوريا نفوذه داخل لبنان ما انعكس مكاسب سياسية كبيرة على أكثر من صعيد.
خسائر الحزب
بقدر ما ربح الحزب، خسر في المقابل من شعبيته سواءً في الداخل اللبناني أو على المستوى العربي، إضافة إلى أنه فقد المئات من عناصره. حيث بلغ عدد عناصر الحزب الذين قتلوا في سوريا يتراوح بين 1500 وألفين، وبجانب هؤلاء هناك أيضاً مئات من المصابين بإعاقات يلتزم حزب الله بإعالة عائلاتهم، ما يشكل بالنسبة له باباً لنفقات مالية هائلة، أضف إلى ذلك أن المشاركة في الحرب بحد ذاتها أمر مكلف جدا.
خسر نصر الله ورفاقه الجزء الأكبر من الشعبية التي كان وا يتمتعوا بها في سوريا، خصوصاً في المجتمعين السني والشيعي كما لدى باقي المكونات الأخرى، فبعدما كان هناك إجماع من قبل كل السوريين على أن حزب الله مقاومة هدفها الدفاع عن الأرض بوجه إسرائيل، وبعدما كان نصر الله يحظى بهالة وهو أشبه برمز كبير، تغيرت هذه النظرة كلياً، ففقد الحاضنة السورية إلى حد كبير، حتى ضِمن الجمهور العلوي تراجعت شعبية حزب الله كثيراً.
إسرائيل تضرب «حزب الله» في سوريا
وضعت المؤسسة العسكرية – الأمنية في إسرائيل مسألة توازن القوى في المنطقة الشمالية على رأس أهداف عام 2022، التي يتم تحقيقها من خلال إبعاد عناصر “حزب الله” وإيران عن المنطقة الحدودية تلك، وخصوصاً في سوريا. وفي أعقاب الكشف عن إطلاق “حزب الله” عدداً من المسيرات في اتجاه إسرائيل، اعتبرت الأجهزة الأمنية هذه الآلة العسكرية واحداً من أكثر التحديات التي ستواجه إسرائيل خلال الفترة المقبلة. في هذه الأثناء، يتدرب الجيش الإسرائيلي على مواجهة مختلف السيناريوهات الحربية المتوقعة أمام “حزب الله” في المنطقة الشمالية، وإيران من جهة سوريا، أو من مناطق بعيدة. وتم تشكيل وحدة خاصة في فرقة الجليل لمتابعة نشاط “حزب الله” عند الحدود، بكل ما يتعلق بالمسيرات وأهداف تفعيلها.
وبحسب تقرير إسرائيلي، فقد استخدم عناصر “حزب الله” وإيران، المسيّرات، ليس لجمع معلومات استخبارية فحسب، وإنما لإلقاء متفجرات وقنابل يدوية من الجو. وأضاف التقرير، أن “حزب الله يوثّق ما يجري في الجانب الإسرائيلي من الحدود بشكل أفضل، وبالتالي يحسّن نوعية المعلومات الاستخباراتية التي في حوزته استعداداً لأي تصعيد أو مواجهات ممكنة. واورد الجيش الإسرائيلي، أن “حزب الله” أحدث قفزة كبيرة في استخدام المسيّرات، وأنه خلال السنوات الماضية تم تشخيص مسيّرات متجهة من لبنان على طول الحدود مع إسرائيل، وبشكل أسبوعي، وأحياناً اخترقت مسافة بضع مئات من الأمتار جنوباً.
اعتبر الجيش الإسرائيلي استمرار النشاط من أجل إبعاد إيران عن سوريا والمنطقة الحدودية خصوصاً، أبرز مهامه في 2022. وفيما أعلن الجيش أنه استطاع على مدار عامين تنفيذ مئات العمليات العسكرية السرية البرية وإطلاق صواريخ متطورة في اتجاه سوريا، بهدف إبعاد إيران وعناصر “حزب الله” عن المنطقة، كشف عن استمرار هذه العمليات وتصعيدها بهدف إحداث تغيير في توازن القوى في الجولان وتفوق إسرائيل”.
آخر هذه الهجمات عندما أعلنت سوريا مقتل خمسة جنود في غارة جوية شنها الطيران الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي، بينما نقلت تقارير أخرى مقتل سبعة عناصر، اثنان منهم من الميليشيات الإيرانية.حيث قالت وزارة الدفاع السورية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت (17 أيلول/ سبتمبر 2022)، إن إسرائيل شنت غارة جوية على مطار دمشق الدولي وبعض النقاط الأخرى جنوب العاصمة السورية مما أسفر عن مقتل خمسة جنود ووقوع أضرار مادية، وفق الوزارة. يبدو أن إسرائيل تكثف هجماتها على المطارات السورية لتعطيل استخدام طهران المتزايد لخطوط الإمداد الجوية لتزويد حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك حزب الله، بالأسلحة.


بحث

ADS

تابعنا

ADS