سيرة محمد منير المنسوج في خيوط الوطن وأحداثه، والقادم من أعذب بقاعه في الجنوب، تأتي دوما صادقة وحالمة على لسان محبيه مَنْ عاش “ملك- كينج” في قلوبهم، ومنصفة على لسان مَنْ عاشروه وعاونوه وساندوه وعاصروه، وسيرة محبة للحياة تبحث عن السعادة والنجاح- لا زالت- على لسانه وبروايته عن نفسه.. لكننا نقول عنها “العمر أيام وسنين بيعدي زي حكاية، يقولوها بكرة عاشقين لياليهم مش نساية”.
ويحتفل اليوم الكينج محمد منير بعيد ميلاده الـ 68، فهو من مواليد يوم 10 أكتوبر عام 1954 , وتربع الكينج على عرش النجومية والفن، هو ابن النوبة الذى خلق لنفسه طابعا وأسلوبا خاصا ، هو الكينج محمد منير، الذي تمرد على الكثير من الأمور في حياته، من بينها الملابس الكلاسيكية، فلم نره من قبل يرتدي “بدلة وكرافتة”، فدائما ما نراه يظهر بالألوان الزاهية التي تدعو للتفاؤل مثلما هو الحال في أغانيه.
ودائما ما كان محمد منير أيقونة الفن والحب، فأغانيه جسدت مشاعر أجيال في عشق الوطن والحياة والمرأة وظل محمد منير حديث الوسط الفني باعتباره أشهر عازب قضي أكثر من 59 عاما من عمره بدون زواج رسمي معلن وحتي عندما تزوج لم يستمر زواجه 50 يوما فقط، ومالا يعرفه الكثيرون أن جمع الكينج ونجلاء بدر علاقة عاطفية .
تفاصيل العلاقة العاطفية التي جمعت الكينج بالفنانة نجلاء بدر والتي تكتم عليها لسنوات .
لم يشفع للكينج محمد منير تكتمه الشديد لعلاقاته العاطفية منذ بداية مشواره الفني وحتى اليوم، حيث كشفت الفنانة نجلاء بدر مفاجأة ببرنامج “أنا وأنا”، على فضائية “ON E”، مع الإعلامية سمر يسرى، وقالت نجلاء بدر :” أنها عاشت معه قصة حب جميلة وغنى لها أغنية “لما النسيم” وذهب لمنزلها لطلب يدها وفعلاً وافقت، وتم تحديد ميعاد لعقد القران وفي الوقت المحدد اختفى منير، وأغلق هاتفه.
وذكرت أنه كان من المفترض أن يكون كتب الكتاب في 9 مارس، ولكنه في يوم 3 مارس “اختفى”، ولم يرد على هاتفه، موضحة أن منير قال لها :”حاسس إني هظلمك معايا وأنا أكبر منك”.
محمد منير
في 10 أكتوبر 1954، استقبلته والدته أمينة محمد حسن ووالده منير محمد أبا يزيد جبريل متولي، أحد كبار الموظفين في محاظة أسوان، في قرية منشية النوبة بأسوان، لم يذكر طوال مشواره كثير عن حياته الشخصية، ولكنه يحكي بامتنان وتبجيل عن أخيه الأكبر فاروق، الذي كان يعمل مرشدا سياحيا ويتقن أكثر من لغة، وكان بمثابة الأب له، وأخوه سمير وأخواته البنات سميحة وخديجة وأميرة.
كان فاروق أبا يزيد هو مرشد محمد منير في طريقه الفني، فكان عاشقا للفن والغناء النوبي ويعلم بعذوبة صوته أخيه الأصغر، فقرر أن يستثمر فيه حلمه الذي لم يتحقق بالتحاقه بمعهد الموسيقى، فكان هو دليله نحو الشعراء والمغنيين الذين شاركوا في انطلاقة منير، الذي كان يبحث عن فرصة ينتقل بها إلى القاهرة، فأنهي الثنوية العامة في أسوان، ولم يقبل أن يدخل كلية إلا في العاصمة، ولذلك التحق بكلية القنون التطبيقية قسم التصوير والسينما.
قبل أن ينطلق القطار، منحه أخوه الأكبر فاروق 3 جنيهات مصروفا شهريا يعينه على حياة الاغتراب في العاصمة، وصل محمد منير لمحطة رمسيس بالقاهرة “قولت أنا هابقى شئ، زي ما وعدت أبويا”، ودرس السينما التي يحبها وتعلّم التصوير، ولكن قلبه معلقا بالغناء، فاروق يعلم ويدبر لأخيه فرصة تناسب صوته الفريد الحنون، فكان على صلة بجميع مطربي النوبة، وعلى رأسهم أحمد منيب، وكذلك صديقا لشعراء الجنوب، ومن بينهم عبد الرحيم منصور.
كانت بداية الثلاثي: محمد منير وعبد الرحيم منصور وأحمد منيب، يجتمعون معا في لقاءات يرعاها فاروق بهدف الخروج بكلمات مأخوذة عن الأغاني النوبية، لكن يكتبها عبد الرحيم منصور بعد إعادة صياغتها بلهجة مصرية مفهومة، ويلحنها منيب، ويغنيها منير، ولكن لا يمكن أن يحدث الانتشار سوى باكتمال المشروع وتبني شركة إنتاج لمنير.
أسس المنتج الراحل هاني ثابت شركة سونار للإنتاج الفني، التي اقتحمت السوق المصري بإنتاج أول ألبوم لمحمد منير “علموني عينكي” عام 1977، الذي جاء بعد محاولات للبحث عن ملحنين قادرين على استغلال خامة الصوت التي تحمل ملامح نوبية، فلم يكن هناك وفتها أفضل من بليغ حمدي، الذي وضع لمنير ألحانا تقليدية لم تستوعب موهبته.
“إحنا بنتعامل مع موسيقانا اللي من الأقاليم ببعض من العنصرية، مكنتش عاوز أنه القاهرة هي اللي تكون صاحبة القرار في صناعة أغانيا” كان محمد منير واضحا، يحتفي بأصوله النوبية ويريد أن يصل بها للعالمية، وكانت بداية الرحلة الحقيقية مع الموسيقار هاني شنودة، الذي فور أن سمع صوته علم أنه “نجم”.
تعاونت فرقة المصريين لصاحبها هاني شنودة مع أحمد منيب في صنع موسيقى تليق بصوت محمد منير وكلمات عبد الرحيم منصور وسيد حجاب، فخرج ألبومه “علموني عينكي”، الذي تقاضى عنه منير 300 جنيه، يذكر أنه أنفقهم على أصدقائه، فكان دائم التواجد في سهرات الفنانين في منازلهم، وجمعته صداقة قوية بعلي الحجار الذي صاحبه أيام التجنيد بالجيش يغنيان معا للجنود.
بخلاف “بكار” أبو كف رقيق وصغير، الأغنية التي قدمها محمد منير للمسلسل الكارتون المصري الذي يحمل الاسم نفسه، هنا أكثر من 200 أغنية لمنير بداية من ألبومه الأول “علموني عينكي”، وحتى ألبومه الأخير “وطن” 2019، وما بينهما من ألبومات تركت بصمات فنية وحققت مبيعات عالية، مثل: الطول واللون والحرية 1992، من أول لمسة 1996، في عشق البنات 2000، أنا قلبي مساكن شعبية 2001، إمبارح كان عمري عشرين 2005، طعم البيوت 2008، يا أهل العرب والطرب 2012.
بخلاف ألبومات المسرحيات والأفلام التي شارك بها، فغزارة إنتاج محمد منير من الموسيقى والأغاني توضح كيف أفنى عمره مخلصا لها وحدها “الغنا شيء صنع ربنا.. صنعه في خرير المياه.. صنعه في صوت الموج، صنعه في ضحكتنا.. عشان كده مخترتش حاجة أجمل من أني أغني، عشان أقدر أحب نفسي وأستمر في الحياة”، ونذكر من بين أشهر أغنياته:
• للّي
• يا طير طاير
• شجر الليمون
• أشكي لمين
• بالحظ وبالصدف
• عُمر عيني
• بتبعديني
• أنا قلبي مساكن شعبية
• غريبة
• أكلم القمر
• بفتح زرار قميصي
• إقرار
• صوتك
• قلب فاضي
• يونس
• بننجرح
• حرية
• شمندورة
• خايف
• علي صوتك بالغنا
• عيون
• يا أبو الطاقية
• في عينيكي غربة
• علموني عينكي
• الناس نامت إلاي
وغيرها عشرات الأغاني المنفردة والدويتوهات التي نحفظها عن ظهر القلب، وشاركتنا الحزن وساعات النشوة، وظلت تشتبك مع أحداث أيامنا وتشكل جزء من ذكرياتنا، ويرى منير أنها كانت نتاج التعاون “أعظم من أنجبتهم مصر في سنوات تاريخي هما اللي كتبوا لي، وأعظم من أنجبنتهم مصر، من نقاد فنيين صحفيين هما اللي كانوا محيطين بيا، فالنتيجة لازم تكون كده”.
أفلام محمد منير
رغم مشاركته التمثيلية في عدد من الأفلام والمسرحيات، مرّت على محمد منير أوقاتا تيائل فيها: هل يستمر بالتمثيل، وهل كان قراره سليما بالتمثيل؟ ثم يتذكر أنه عمل مع يوسف شاهين وفاتن حمامة، ومن الأفلام والمسلسلات التي شارك بها:
• حدوتة مصرية- إخراج يوسف شاهين 1982.
• اليوم السادس- يوسف شاهين 1986.
• يوم مر ويوم حلو- خيري بشارة 1988.
• اشتباه- علاء كريم 1991.
• حكايات الغريب- إنعام محمد علي 1992.
• المصير- يوسف شاهين 1997.
• دنيا- جوسلين صعب 2005.
• مسلسل جمهورية زفتى- إسماعيل عبد الحافظ 1999.
ومن بين ما حصده محمد منير من إنجازات:
• حصل ألبوم “الأرض.. السلام” على جائزة السلام من قناة CNN.
• الجائزة البلاتينية عن أغنية “ياسمينا”.
• جائزة يونيفرسال العالمية عن أغنية “تحت الياسمينة” التي وزعت أكثر 700 ألف نسخة في ألمانيا.
• نالت أغنية “تحت الياسمينة” باللغتين العربية والإنجليزية المركز الثالث في استفتاء “بروسفن” لأفضل أغنية في ألمانيا”.
• الجائزة الماسية من باما أووردز.
• فازت أغنية “الليلة يا سمرا” في استفتاء BBC لأفضل 50 أغنية إفريقية.
• حصل على Honorable Award عن فيلم دنيا.
• جائزة MEMA كافضل مطرب في 2008.